السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

القرية التراثية في أبوظبي.. "قصة الأمس"

القرية التراثية في أبوظبي.. "قصة الأمس"
22 فبراير 2019 02:28

نسرين درزي (أبوظبي)

لا يمكن للمهتمين بالتعرف إلى نبض مدينة أبوظبي من زوار وسياح إلا أن يبدأوا جولاتهم في العاصمة بزيارة إلى القرية التراثية على كاسر الأمواج، هذه الوجهة الأنيقة التي تتفرد بخصوصية الضيافة وأضخم المهرجانات والفعاليات الترفيهية والثقافية، التي تعتبر أيقونة المواقع التي يضيفها عشاق الاستكشاف إلى أجندة رحلاتهم.

صفحة من كتاب
السياح من مختلف الجنسيات ينطلقون من التاسعة صباحاً باتجاه القرية التراثية على كاسر الأمواج، وهم على دراية مسبقة بأهمية المكان للوقوف عند الوجه الحقيقي لمجتمع الإمارات سابقاً، وهنا يتعاملون مع كل ما تقع أعينهم عليه وكأنه صفحة من كتاب مفتوح يقرؤون من خلاله حياة الأولين وملامح من الموروث الشعبي، والزيارة بالنسبة لهم تجربة مفعمة يعيشونها باستمتاع لما تمتاز به من تنظيم على امتداد المعالم الجمالية المنتشرة، وتكون البداية من الرصيف العريض والفسحة الخارجية عند بوابة القرية، حيث يحلو التنزه وممارسة رياضات المشي والهرولة والركض وركوب الدراجات الهوائية.
المشهد العام في ربوع القرية التراثية يتلخص بتواجد الوفود السياحية، التي يحمل أفرادها كاميرات التصوير لالتقاط الصور التذكارية وأدق تفاصيل أسلوب العيش قديماً، ووسط هذه الأجواء يتحدث الجميع عن انبهارهم بتنوع المعروضات والمناطق التراثية، التي تروي كل منها حكاية من قصص مر عليها الزمن ولاتزال عالقة في الهوية الوطنية لشعب الإمارات.

سياح يتحدثون
السائحة الإيطالية بيتي لوبوا التي تحرص على مشاهدة أكبر قدر من المواقع اللافتة في أبوظبي، أوضحت أنها أعجبت بالقرية التراثية، لأنها تحكي الماضي بصيغة عصرية محببة، وأشادت بالخدمات السياحية التي يوفرها المكان وبالهدوء الذي يعمه بالرغم من كثرة الزوار.
أما السائح الألماني مايكل خرتشوف فأشار إلى أنه بمجرد الوصول إلى منطقة كاسر الأمواج يشعر، الشخص براحة تنبع من مشهد البحر وعلاقته بمباني العاصمة، وهذا برأيه من أجمل المشاهد الكاشفة للواجهة البحرية، التي تتلألأ في المساء كعقد الماس، وتحدث عن زيارته للقرية التراثية التي وجد فيها ملامح واضحة للبيئة الإماراتية أيام زمان، وقال إن كل ما فيها من منصات تعرض الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية، تجذب السياح للتجربة والاستكشاف.
وقالت السائحة الفرنسية رين لوشيف إنها تعشق مظاهر الموروث الخليجي وروائح العطور والبخور والتزين بالحنة وجلسات تقديم القهوة بالطريقة التقليدية، وهذا ما أعجبها في القرية التراثية، التي تعرض كل ذلك وأكثر مثل طريقة استخراج الماء من البئر، وهو تقليد معروف باللهجة المحلية بالـ«طوي». ولفتت السائحة البريطانية أديل سويفت إلى نقوش الحنة التي تعجبها خطوطها وألوانها على أيدى النساء في الإمارات، وذكرت أنها جلست في ركن هادئ داخل القرية التراثية، واختارت رسماً تقليدياً يكلله الورد، نقشته لها سيدة كبيرة في السن على راحتي يديها.
وأبدى السائح الياباني كوانش لو إعجابه بالأكلات الشعبية التي تذوقها داخل القرية، ومنها خبز الرقاق الذي يحضر مباشرة ويقدم ساخناً، وكذلك اللقيمات المغمسة بدبس التمر، وقال إنه من الجميل أن يشاهد حرف الأولين وكيف تتناقل الأجيال صناعات قديمة لاتزال عالقة في الأذهان حتى اليوم، وبينها حياكة التلي وصناعات الخوص من المهفات والدلال والمراوح.
وتحدث السائح البريطاني ريتشارد بوتير عن شعوره داخل القرية التراثية قائلا إنها معرض ثقافي يروي فصولاً عن طرق عيش أهل الإمارات قديما، والأدوات التي رافقت مراحل التطور لديهم، وقال إن أكثر ما لفت نظره، الفنر المنتشر في كل مكان والذي لايزال يستعمل حتى اليوم كعنصر أساسي من أدوات الديكور اللافت.
واعتبرت السائحة الإسبانية راشيل كورداس أن القرية التراثية وجهة سياحية راقية في العاصمة أبوظبي تروي قصصاً من الماضي، وتستعرض تاريخ المنطقة وتراثها بأسلوب حيوي ورشيق، ومن المعلومات التي لفتت انتباهها ما قاله المرشد السياحي إن أبوظبي تتكون من 200 جزيرة مطلة على مياه الخليج العربي الصافية، وإن المدينة تحولت في الأعوام الأخيرة إلى أحد أفضل وجهات السياحة والسفر العالمية بخدماتها الراقية وبالمناظر الطبيعية الخلابة فيها.

عبق التاريخ
ويؤكد إصرار السياح من مختلف الجنسيات على أن يتضمن جدول زيارتهم لأبوظبي الاطلاع على أرجاء القرى التراثية، أن اهتمام ضيوف العاصمة لا يقتصر على مرافق الطعام والفنادق والشواطئ وحسب، إنما يرغبون دائماً بالرحلات الميدانية إلى أماكن فيها من عبق التاريخ والأصالة. وهم لا ينسون السؤال عن أماكن بيع الهدايا التذكارية التي يعرض منها الكثير داخل القرية التراثية عند كاسر الأمواج، وأكثرها طلباً مجموعة الأواني الفخارية التي تباع ضمن السوق الشعبي ليحتفظ بها الزوار كذكرى جميلة من أبوظبي، ومن أهم الأنشطة التي تنتظر الزوار في القرية التراثية، زيارة متحفها الذي يعرض كل ارتباط ‏بحياة الأولين من مستلزمات، كالأدوات الزراعية وأدوات صيد اللؤلؤ ودلال القهوة العربية والأزياء الفلكلورية، وفيه نسخ من المصحف ‏الشريف مكتوبة بخط اليد، ومجموعات من المسكوكات الإسلامية الفضية والبرونزية والورقية. ‏‎
وتجذب قرية التراث على شاطئ كاسر الأمواج في أبوظبي مئات السياح الذين يزورونها يومياً، وهي تروي حكايات عن حياة الأولين من أبناء البلاد من خلال مجموعة مرافق، بينها البيئة البرية والبيئة الزراعية وبيئة أهل البحر، وفيها مشغل يدوي وسوق شعبي ومتحف وأدوات قديمة.

أوجه الأصالة
مع تتابع المهرجانات التراثية على مدار السنة في إمارة أبوظبي تتزايد أعداد السياح الأجانب الذين يزورونها بشغف التعرف إلى أوجه الأصالة في المجتمع المحلي وفنون العمارة فيها وأساليب العيش، وهم وسط واحات طبيعية ولوحات رملية لا يفوتون فرصة للاستكشاف إلا ويخوضونها.

تجارب
يستمتع السياح الأجانب داخل معارض القرية التراثية بالتعرف إلى تجارب المقناص وركوب الجمال والتزين بالحنة والتعطر بالبخور ودهن العود، ويطيب لهم تذوق المأكولات الشعبية والحلويات المنكهة بدبس التمر والزعفران.

16 ألف متر
القرية التراثية في أبوظبي واحدة من أهم معالم الجذب الثقافية في البلاد، وهي تمتد على مساحة 16 ألفاً و800 متر مربع لتجسد الإرث الحضاري والثقافي للإمارات قديماً، وتعكس حياة ‏‏الأسلاف عبر مختلف البيئات والظروف التي عاشوا فيها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©