الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رياضة الإمارات تطرق أبواب الانتخابات (3-4): مشاكل الاتحادات.. ابتسامة في الصورة وصراع خلف الكواليس!

رياضة الإمارات تطرق أبواب الانتخابات (3-4): مشاكل الاتحادات.. ابتسامة في الصورة وصراع خلف الكواليس!
8 يناير 2020 00:07

مراد المصري (دبي)

لطالما لفت انتباهنا خلال الاجتماعات الدورية لمجالس إدارات الاتحادات الرياضية، كيف يكون الجميع مبتسماً خلال التقاط الصورة، وتشعر بأن الأمور بخير في هذه اللعبة والكل على قلب رجل واحد من أجل المصلحة العامة بحثاً عن العمل والإنجاز، ولكن ما يحدث خلف الكواليس أمور مختلفة تماماً، في عدد من هذه الاتحادات التي تسودها الخلافات والانقسامات، والمشاكل تبدأ ولا تنتهي قبل أو خلال أو بعد الدورة الانتخابية، وتمتد أحياناً لدورة أخرى بالوجوه والأسماء نفسها التي قد تخدعنا في كل مرة بشعار نحن هنا من أجل «العمل التطوعي»، ولكن على أرض الواقع فإن سعيها فقط نحو «المصالح الشخصية» غير آبهين بمصير الرياضيين والأندية ومختلف أركان اللعبة وكأن الأمر لا يعنيهم. ومن خلال رصد أصحاب الشأن، وتحديداً ممن سبق له عيش هذه التجارب، فإن الإجماع جاء نحو أمور واضحة للعيان بالخلافات والسلبيات الحالية، ورغم أن بعض الاتحادات الرياضية شهدت صراعات بين الأعضاء في أوقات سابقة، لكن الأمر أصبح في تزايد خلال هذه الدورة تحديداً التي ارتفعت فيها حدة الخلافات والانقسامات التي تفرزها بالمقام الأول تكتلات الأندية في الانتخابات لتفرز لنا مجموعة غير متجانسة أو أشخاصاً لا يمتلكون الكفاءة الكافية للقيام بالعمل الإداري في ظل المحاباة أحياناً في اختيار المرشحين دون التدقيق كثيراً في القدرات الموجودة لديهم. ومن خلال الاطلاع على ما يجري في أروقة المكاتب، فإن الأمور ليست على ما يرام في أغلبية الاتحادات، والعمل يتم وفق الأهواء وبحثاً عن المصالح أو المكتسبات المعنوية الشخصية، دون الأخذ في الاعتبار أن هناك رياضة وطنية يجب أن يتم تسخير الجهود لها كافة، والسعي لتطويرها وتحقيق خطوات عمل جادة على مدار 4 سنوات من عمر الدورة الانتخابية، ربما قضاها بعض الأعضاء من خلال الحضور الشكلي في الاجتماعات الدورية، أو السفريات مع الوفود بغرض السياحة والاستجمام.
وأكدت سحر العوبد، الرئيس الحالي لاتحاد ألعاب القوى التي ستنتهي فترة عملها مع نهاية الدورة الحالية بعدما أكملت المدة الكاملة، أن ما يحصل داخل أروقة الاتحادات الرياضية لم يعد يخفى على أحد، وأن غياب المحاسبة وراء التمسك بالكرسي والصراعات الحاصلة، وقالت: الموجودون داخل الاتحادات الرياضية مستفيدون معنوياً، لا أدري هل هناك استفادة مادية، لكن السؤال المطروح ما الحكمة من التمسك بالكرسي بهذا الشكل من أعضاء لم يقدموا شيئاً لخدمة الرياضة، وكل همهم الوجود فقط في مجلس الإدارة دون القيام بأي عمل أو تفعيل دورهم.
وتابعت: «ربما أحد الأسباب يمكن في غياب المحاسبة، فالجمعية العمومية لا تقوم بهذا الدور بالشكل الصحيح دائماً، وربما يعود الأمر لكونها مشكلة من الأندية التي تقوم بتكتلات معينة، والأندية نفسها غير منتخبة، فهي مسألة تراكمات تصل بنا إلى هذا الشكل على صعيد الاتحادات الرياضية». وطالبت العوبد بالاطلاع على الإنجازات التي حققتها الرياضة الإماراتية منذ اعتماد نظام الانتخابات قبل 12 عاماً، ومعرفة حجم المعاناة التي تمر بها، وقالت: «ازدحمت أروقة الاتحادات بالصراعات دون التفات لنتائج واهتمام بالسبب الحقيقي للوجود في مجلس الإدارة، وهو القيام بنشر اللعبة وإعداد المنتخبات، ولكن في الواقع لا يوجد أمر يذكر على هذا الصعيد، ونرى تراجعاً في أعداد الممارسين لمختلف الألعاب الرياضية دون استثناء، وبحكم المنافسات التي تقام حالياً، فنجد أن عدد الأندية قلّ في بعض الألعاب، وعدد الراحلين يزيد مقارنة بعدد المنضمين الجدد، وكلها مؤشرات يجب الوقوف عندها ومعالجتها قبل فوات الأوان».
وأوضحت العوبد، أن نظام القوائم ربما يكون أحد الحلول، لكنها اعتبرت أن التغييرات يجب أن تكون جذرية، وهناك خطوات واضحة في إدارة أعمال الاتحادات خلال الفترة المقبلة، وقالت: يجب أن يطرح كل عضو مجلس إدارة على نفسه سؤالاً حول سبب ترشحه وتوليه المهمة في الاتحاد، وما الذي سيقوم بتقديمه خلال الدورة الانتخابية، عوضاً عن البحث عن التكتلات ومساندة مجموعة دون القيام بأي دور حقيقي، وبالعكس عرقلة استمرارية العمل.
وعبرت العوبد عن أسفها لما وصلت إليه الحال، حيث إن الخلافات بين الأعضاء في بعض الاتحادات تخطت المكاتب ووصلت إلى صراعات شخصية، تجعل الغالبية تفضل التزام الصمت والسير مع التيار لتجنب المشاكل.
ومن جانبه، اعتبر عبيد الجسمي، أمين السر العام السابق لاتحاد السباحة الذي تقدم باستقالته خلال الدورة الانتخابية الحالية، أن الوقت الحالي ربما يكون الأمثل للقاء الأعضاء أو من ينوي الترشح للانتخابات المقبلة في ظل تزايد زياراتهم وتواصلهم مع الأندية والشارع الرياضي مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، وذلك عكس الواقع على مدار الدورة الانتخابية التي تطغى فيها المصالح الشخصية على خدمة اللعبة والوطن، وقال: «هناك أعضاء يبحثون عن مصلحتهم فقط، ورسالتي لهم: لا تتمسكوا بالكرسي، يجب أن تدركوا أن هذه مهمة تتطلب الأمانة، وليس مجرد منصب تشريفي فقط». وتابع: «هناك أعضاء فور وصولهم لمجلس الإدارة يبحثون عن المناصب ويقومون بالتنسيق مع أعضاء آخرين لإنشاء تكتلات وتبادل التصويت للحصول على اللجان التي يسعون لها، وللأسف فإن هناك أعضاء لا نراهم بعد ذلك سوى وقت التقاط الصور فقط، فيما هناك أعضاء يدخل الواحد منهم الاتحاد من أجل تقوية ناديه أو مساعدته في البطولات، ونوع آخر يقومون بمحاباة أصدقائهم وإدخالهم في اللجان رغم أنهم لا يمتلكون الخبرة أو المعرفة التامة باللعبة نفسها، فيما نرى تعيينات في اللجان لا تقوم على الكفاءة أو مواكبة المستجدات من خلال عودة أشخاص منقطعين سنوات طويلة عن اللعبة، لكن بحكم علاقتهم مع الأعضاء تتم الاستعانة بهم، وفي النهاية لا يهم الفشل أو الإخفاق طالما لا توجد محاسبة حقيقية لهم».
وطالب الجسمي بضرورة وجود تقييم من الاتحاد لعمل الأعضاء واللجان التابعة لهم بشكل دوري كل 3 أشهر على سبيل المثال، فيما يتوجب على الجمعية العمومية تقييم العمل بشكل أكثر جدية، وتحديداً في العام الأخير قبل نهاية الدورة الانتخابية ورحيل الأعضاء من أجل معرفة الوضع والتصور الكامل للألعاب الرياضية ومحاسبة المقصّرين أو مكافأة المجتهدين. واعتبر الجسمي أن المصيبة الأكبر تكمن في محاولة هدم ما قام مجلس الإدارة السابق ببنائه، ومحاولة القيام بالعمل من الصفر مجدداً، وهو ما يؤدي لحصول فجوات على صعيد المواهب واختفاء أجيال كاملة. ومن ناحية أخرى، هناك أيضاً أعضاء اتحادات يظنون أن كل عملهم يقتصر على إقامة الدورات التدريبية أو السفر مع البعثات للمشاركة في البطولات الخارجية، ويغيبون على مدار العام عن النشاطات وتنفيذ العمل على أرض الواقع، وقد يصل الوضع لتدخل أعضاء بعمل أعضاء آخرين، ومحاولة أن يضع شخص عراقيل للآخر ويؤدي هذا التضارب وغياب التنسيق إلى الإضرار بالرياضة نفسها. وتمنى الجسمي أن تتم إعادة النظر من الأندية نفسها في الدورة الانتخابية المقبلة، والتركيز على ترشيح من يريد خدمة اللعبة المحدد لها، ويمتلك الخبرة والدراية والمتابعة الكافية فيها، وليس مجرد الترشيح لغرض البحث عن مصالح شخصية.

عاشور: مرشحو الأندية للاتحادات سنة أولى إدارة
أكد نبيل عاشور، أمين عام اتحاد اليد، أن الأندية ترشح شخصيات ليست جديرة بالمناصب، سواء للعضوية أو أي منصب آخر في الاتحاد، للدرجة التي قد نكتشف فيها أن العضو الذي نجح باختيار الجمعية العمومية، وانضم لمجلس إدارة الاتحاد ليست لديه خبرة في المجال، ولم يسبق له أن تعامل مع النواحي الإدارية، ما يجعله دون فاعلية في الاتحاد، وهناك الكثير من الاتحادات التي تعتمد على عضو أو عضوين يتحملان المسؤولية، من خلال خبرتهم الإدارية في المسابقات والمنتخبات، وغيرها من الأمور التي عادةً ما تكون جديدة على العضو الذي يدخل الاتحاد، والذي يكفيه أن يحضر الاجتماعات دون أن يضيف الجديد للمجلس، كما أن الأندية لا تنظر إلى خبرات مرشحها، وقد يكون هذا العضو لم يسبق له اللعب أو دخول المجال في اللعبة من قبل.
وأضاف: الخبرات الإدارية تتراجع بسبب عدم وجود أجيال جديدة تدخل المجال، وهناك شخصيات في مناصبهم من سنوات طويلة، وبالتالي الشباب لم يحصلوا على فرصتهم، ولم يجدوا لهم مكاناً مع أشخاص استمروا في مناصبهم لسنوات طويلة.
ونوّه بأن الدورة الانتخابية الجديدة، تحتاج إلى الكثير من التعديلات التي من شأنها أن تساعد جيل الشباب الحالي في الدخول للاتحادات، بحيث يكون هناك اثنان أو ثلاثة في العضوية لاكتساب الخبرة مع القدامى، وكما أن العلاقات العامة هي أساس التعامل، وهناك العديد من المشاكل التي حدثت، ومن خلال علاقتنا تدخلنا فيها وأنهيناها، ولنا علاقات مع الاتحادين الدولي والآسيوي، وهو ما يساعدنا في الحصول على بطاقة لاعب محترف.
وأشار إلى أن نظرة الأندية حتى في المسابقات تختلف عن الاتحاد، ويكفي أن الأندية تنظر لمرشحها الذي نجح في الانتخابات بأن يكون صوتها في الاتحاد، ودائماً يقدم كل ما يصب في مصلحة النادي، وتنسى الأندية أن هناك عملاً محايداً بين كل الأندية، والمؤسف أنه عندما تحدث مشكلة يتم توجيه اللوم للعضو، على أنه لم يخدم النادي الذي رشحه. واختتم قائلاً: «المنظومة الانتخابية بحاجة إلى تعديلات كثيرة، بل إن الرياضة وقوانينها تحتاج إلى إعادة النظر، بما يخدم مصالح المنتخبات الوطنية التي لا تجد صالة تدريب، وقد تستعيرها من الأندية، ولا تجد من يقف مع لاعبي المنتخبات، للحصول على تفرغ للمعسكرات والبطولات، وليس هناك دعم يخدم خطط هذه المنتخبات».

غابش: ليس عملاً تطوعياً
يرى يعقوب غابش، الحكم الدولي في كرة السلة، عضو لجنة الحكام بالاتحاد، أن اختيار رئيس اتحاد اللعبة للمجموعة التي تعمل معه، ستكون له نتائجه الإيجابية من دون شك، ولكن عملية «التربيطات» الانتخابية لها سلبياتها الكبيرة، فهي نوع من التكتل الذي لا يخدم إلا الأشخاص في النهاية، ومن خلال التجربة يوجد في الاتحاد أعضاء 3 فقط، والبقية ربما لا نراهم، وهذا ليس قصراً على السلة فقط، بل في جميع الاتحادات تقريباً.
وفيما يخص عملية التطوع من عدمها في عضوية المجلس، يقول غابش: «كل عضو له هدف، سواء في اللجان المختلفة بالاتحاد، وكل شخص يبحث عن مصلحته فقط، وتأتي المصلحة العامة في الدرجة التالية، ولو الشخص بحث في المصلحة العامة سوف ينجح، لكن تناحر الأعضاء يؤكد أنه ليس عملاً تطوعياً، بدليل الحديث الدائم عن السفر وخلافه من أمور أخرى، تكشف الأشخاص بعد ذلك».

ناصر حميد: «التربيطات» حرمت الاتحادات من الكفاءات
أكد ناصر حميد، عضو مجلس إدارة اتحاد الطائرة الأسبق، أن الانتخابات قد تفرز إدارات غير منسجمة مما يكون له المردود السلبي على مسيرة هذه الاتحادات، مبيناً أن «التربيطات» حرمت العديد الاتحادات من الكفاءات، ما ظل يقف حجر عثرة على طريق التطوير لتدفع الألعاب المختلفة الفاتورة، وبالتالي تخسر رياضتنا الكثير بتكرار «سيناريو» الإخفاقات.
وقال: «للأسف، الجمعيات العمومية قد لا تختار الشخص المناسب للمكان المناسب في كل اتحاد، وهي تتحمل مسؤولية ما يحدث»، وأشار إلى أن الأندية تحتفظ بـ«الكفاءات» لنفسها من أجل العمل في أروقتها بعيداً عن الاتحادات، وتصدِّر غير أبناء اللعبة والمتخصصين إلى هذه الاتحادات التي تدفع الثمن غالياً.
وقال: إن «تربيطات» الانتخابات مبنية على توزيع الحقائب، وهي مشكلة تفرزها العملية الانتخابية الخاصة بالأفراد، ما يتطلب إعادة صياغة كاملة في هذا المنحى من أجل وضع آلية جديدة للانتخابات بالتوجه إلى نظام القوائم التي تفرز مجالس إدارات مثالية تملك مقومات دفع مسيرة الألعاب المختلفة إلى الأمام.
وأضاف: للأسف، الوعود الانتخابية تكون «حبيسة الإدراج»، حيث نجد أن كل عضو بعد الفوز يبحث عن «الوجاهة» و«الشو» بعيداً عن تطوير اتحاده، والسعي من أجل توفير مقومات التميز وفق رؤى وأفكار جديدة، ما يؤدي إلى اختلال المعادلات، والسبب يتمثل في صراع الأعضاء وإصرارهم على شغل مناصب بعينها.
واختتم ناصر حديثه مشدداً على أهمية الدورة الانتخابية الجديدة حتى لا يتكرر «سيناريو» الدورات السابقة الذي يعد بكل المقاييس إفرازاً طبيعياً للأخطاء المتكررة في انتخابات الأفراد، ليبقى الوضع على ما هو عليه، متطلعاً لآلية جديدة في الدورة المرتقبة.

إجهاض بالاتفاق
يعمد الأعضاء في بعض الأحيان للاتفاق معاً، لإجهاض الوصول إلى النصاب القانوني في بعض اجتماعات مجلس الإدارة، لرفض اعتماد القرارات المتوقعة.

حيرة!
يعاني الموظفون الإداريون في بعض الاتحادات الرياضية حالة الانقسام التي تحصل بين بعض الأعضاء، وذلك من خلال سعيهم للقيام بتأدية عملهم، بالنظر لكونهم عاملين نظير أجور شهرية ولديهم التزامات مالية، ومن ناحية أخرى يعانون كيفية الموازنة بين الأعضاء، إلى جانب تعرضهم لاتهامات في بعض الأوقات من أعضاء يعتبرونهم يفضلون آخرين عليهم، ما يخلق بيئة عمل طاردة وسلبية داخل بعض الاتحادات الرياضية.

تصفية حسابات في «السوشال ميديا»
يلجأ بعض منتسبي الاتحادات الرياضية لاستخدام شخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الدخول بحسابات وهمية، من أجل تسريب معلومات، أو إثارة إشاعات حول أعضاء آخرين بالاتحاد، بهدف إيصال هذه المعلومات للشارع الرياضي دون تحمل المسؤولية، وهو ما يضر بسمعة اللعبة الرياضية نفسها، على المدى الطويل.

خلافات الأعضاء قضايا أمام «المحاكم» !
رغم أن بعض الاتحادات الرياضية ترفع شعار الاستقلالية ورفض التدخل الحكومي في عملها، متخذة من الغطاء الأولمبي والاتحادات الرياضية ذريعة لها، فإن بعض الأعضاء أنفسهم ينسون الميثاق الأولمبي الذي يخضعون له، حتى تحولت الخلافات الشخصية بينهم إلى قضايا يتم النظر فيها في المحاكم المدنية، في حالات تثير العجب بشأن مدى الانسجام وبيئة العمل بين مجلس إدارة الاتحاد المكلف بإدارة اللعبة، طالما أن الوضع يسير بهذا المنوال.

للعلم فقط
يقوم بعض الأعضاء بالترشح من أندية غير مؤثرة في اللعبة نفسها، في سبيل ضمان الوجود في الدورة الانتخابية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©