السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأمسية الثانية من مهرجان الشعر العربي: انعكاس الروح في قصائد الغربة والشجن

الأمسية الثانية من مهرجان الشعر العربي: انعكاس الروح في قصائد الغربة والشجن
8 يناير 2020 00:08

محمد عبدالسميع (الشارقة)

كانت الشارقة على موعد استثنائي، ليلة أمس الأول، ضمن الأمسية الثانية من فعاليات مهرجان الشعر العربي، في دورته الثامنة عشرة التي تعاقب على منصتها ثلة من الشعراء العرب المميزين الذين أشرقوا بشموسهم على امتداد القصيدة، وهم: مؤيد نجرس (العراق)، وبشرى عبد الله (الإمارات)، وأمين الربيع (الأردن)، وعلي حسن (البحرين)، وعبد المنعم حسن (مالي)، ووسام العاني (العراق)، وقدمتها الإعلامية والكاتبة صفية الشحي.
افتتح الأمسية الشاعر العراقي مؤيد نجرس بهطول شعري هادر على أرض القصيدة، كان أشبه بمطر مشحون بمعاني الغربة والشجن في حوارية عميقة بين الذات والوطن، تعكس ذلك الحنين وتلك الرؤية الشعرية العميقة التي تضيء بشموعها دهاليز الحياة، ومن أبياته:
(يا قشةً قصمتْ ظهرَ الغروبِ.. فمن/‏ أي السماوات يا مولاي قد هطلوا؟/‏ مَرُّوا شوارعَنا الخرقاء فابتسمتْ/‏ تلكَ البيوتُ وأَرخى حُزنَه الطَلَلُ). وقدمت الشاعرة بشرى عبدالله، انعكاس الروح الأنثوية الراقية في مرايا الشعر، وتهادت نصوصها كالأنهار محمّلة برقة وقوة في آن، تقول في إحدى قصائدها المعنونة «باب الروح»:
(هنالك في الرّوحِ/‏ بابان/‏ نافذتان/‏ وشمسٌ لها رغبةٌ/‏ في البُكاءِ). ومنح الشاعر أمين الربيع للجمهور بعضاً من تجلياته، في شكل قصائد مجنّحة بعنوان «عذريون»، ومما جاء فيها:
(آمنتُ أنَّ الحُبَّ يختلفُ/‏ خُضْنا وهُمْ في شَطِّهِ وَقَفوا/‏ سِرنا على كَتِفِ الرِّياحِ رؤىً/‏ وأكُفُّنا كالوقتِ تَرْتَجِفُ).
أما الشاعر علي حسن، فكان له مروره الخاص الذي ترك أثره اللامع خلف خطوات نصوصه المحملة بجماليات عالية التي دخلت في سبر أغوار الذات، ومما قال:
(أَحْرَقْتُ صَوْتِيَ في النَّجْوى وَأحْسَبُني/‏ احْتِراقَ مُسْتَغْفِرٍ في جَمْرِةِ النَّدَمِ). ومن أجواء الشمس إلى أجواء الظل... انتقل الشاعر عبد المنعم حسن، عبر أروقة نصوصه التي جاءت لتعرفنا إلى تجربة قادمة من بعيد، ولكنها قريبة من عروبتها وأصالتها، ومنها قصيدته «مشيئة الظل» التي تسامت في أفق تساؤلات الذات، ومن أبياتها:
(يقول: جبنتَ قلتُ: بلى.. وأنتا؟/‏ أنا ما زلتُ ظلَّك منذ كنتا).
وكان ختام الأمسية الشعرية مع الشاعر وسام العاني الذي رسم بكلماته لوحات فنية توالت ألوانها في بياض أرواح الحاضرين، وجاءت محملة بفصول طبيعة الشعر الخلابة، ومنها قصيدته «سَبعونَ خريفاً».
وعقب الأمسية أقيم حفل توقيع ديوان «أحلام ومدى» للشاعر الإماراتي طلال الصابري الذي حاز هذا العام جائزة الشارقة للشعر العربي لسنة 2020م.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©