الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسكو وبكين يمنعان دعم مجلس الأمن للحل العربي في سوريا

موسكو وبكين يمنعان دعم مجلس الأمن للحل العربي في سوريا
5 فبراير 2012
استخدمت روسيا والصين حق النقض “الفيتو” أمس، في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدين القمع الدامي في سوريا، ويرمي لدعم الخطة العربية الرامية لوقف إراقة الدماء، وايجاد مخرج سلمي للأزمة المستمرة منذ نحو 11 شهراً، بعد أن صوتت الدول الأخرى الـ13 في المجلس لصالح مشروع القرار الذي أعده الأوروبيون، لتكرر الدولتان الفيتو المزدوج النادر الذي سبق أن استخدمه البلدان ضد قرار خاص بسوريا أيضاً في الخامس من أكتوبر. وقال السفير المغربي لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي الذي لعبت بلاده دوراً أساسيا في صياغة القرار، “أود التعبير عن خيبتنا وأسفنا الكبيرين” للفيتو الروسي والصيني، في حين ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالفيتو الروسي والصيني على القرار حول الأزمة السورية في المجلس، معتبراً أنه “يقوض” الأمم المتحدة، وأعرب عن “أسفه الكبير” لفشل الأمم المتحدة في الاتفاق على قرار بشأن سوريا. كما ندد السفير الفرنسي جيرار آرو أمام المجلس بـ”الفيتو المزدوج”، معتبراً أنه “يوم حزين للمجلس، للسوريين ولأصدقاء الديمقراطية”، مذكراً بمجازر حماة عام 1982 في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ومقتل 260 شخصاً في حمص ليل الجمعة السبت، قائلاً “الفظاعة وراثية في دمشق”، بحسب تعبيره. وفيما وصفت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة فيتو روسيا والصين بأنه “معيب”، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الوقت حان ليتحرك مجلس الأمن “بحزم” حيال دمشق، مشيرة إلى أنه لم يكن بالإمكان تسوية الخلافات في وجهات النظر مع روسيا والصين بهذا الشأن. وبدوره، اتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج موسكو وبكين بـ”التخلي” عن الشعب السوري بفرضهما الفيتو على قرار في مجلس الأمن الدولي يدين القمع الدامي في سوريا، قائلاً في بيان إنه “بهذه الخطوة، فإنهما يتخليان عن الشعب السوري ويشجعان نظام الأسد الوحشي على ارتكاب المزيد من المجازر مثلما حصل في حمص في الساعات الـ24 الأخيرة”. كما اعتبر نظيرهما الفرنسي آلان جوبيه الموقف الروسي والصيني ضد القرار “يشل الأسرة الدولية”. وفيما رفضت الصين وروسيا القرار، صوتت بقية الدول الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي دعا إلى “التأييد الكامل” للمجلس لخطة الجامعة العربية. وجاء قرار روسيا بالتصويت ضد القرار بعد أن رفض مسؤولون أميركيون وأوروبيون سلسلة من التعديلات التي طالبت بها روسيا لمسودة القرار. وتخلت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس عن اللهجة الدبلوماسية المعتادة، قائلة إنها تشعر “بالاشمئزاز” من الفيتو الروسي الصيني. وأضافت رايس إن “إراقة أي دماء أخرى ستكون مسؤوليتهما (روسيا والصين)”. وأقرت كلينتون بأنه لم يكن بالإمكان تسوية الخلافات في وجهات النظر مع روسيا والصين بهذا الشأن مؤكدة أن معارضة القرار تعني “تحمل مسؤولية الفظاعات التي تجري على الأرض في سوريا”. ووصفت الوضع بحمص بأنه “كابوس” إثر مقتل أكثر من 260 شخصاً، حسب المعارضة، ليل الجمعة السبت في عمليات قصف بمدافع الهاون شنتها القوات السورية على هذه المدينة. وتساءلت كلينتون “ماذا يلزمنا أكثر من ذلك للتحرك بحزم في مجلس الأمن؟”. وتابعت “علينا أن نتحرك الآن” لأن كل يوم إضافي يزيد من مخاطر نشوب حرب أهلية. وعلقت على المفاوضات التي جرت مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف خلال لقاء بينهما في وقت مبكر أمس، في ميونيخ قائلة إنها حاولت التقريب بين موقفي البلدين بشأن القرار في المجلس. وأضافت “كنت أظن أن ثمة وسائل حتى في اللحظة الأخيرة للتغلب على بعض المخاوف التي أبداها الروس” لكن “ذلك لم يكن ممكناً”. من ناحيته، قال هيج “كان أمام روسيا والصين السبت خيار بسيط: إما أن تدعما الشعب السوري والجامعة العربية أو لا. قررتا عدم القيام بذلك، بل قررتا الوقوف إلى جانب النظام السوري وقمعه الوحشي”. وتابع “مشروع القرار الذي قدمه المغرب كان يدعم جهود الجامعة من أجل تسوية الأزمة في سوريا، ويدعو إلى وقف فوري لجميع أعمال العنف.. ولم يكن يفرض عقوبات، كما لم يكن يسمح بأي تحرك عسكري”. وأكد أنه “لم يكن هناك في مشروع القرار أي شيء يبرر” الفيتو. وقال “قتل أكثر من ألفي شخص منذ أن فرضت روسيا والصين الفيتو ضد آخر مشروع قرار في أكتوبر 2011. وقتل أكثر من 6 آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات في مارس 2011، وتم تعذيب واعتقال عدد أكبر بعد”. وتساءل “كم من القتلى يجب أن يسقطوا بعد قبل أن تسمح روسيا والصين لمجلس الأمن بالتحرك؟”. بالتوازي، صرح السفير الروسي لدى مجلس الأمن فيتالي تشوركين أن مشروع القرار الذي اجهض بالفيتو “لم يكن متوازناً”. وقال تشوركين إن النص “لم يكن يعكس واقع الوضع في سوريا”، و”يدعو إلى تغيير النظام”، ويوجه “رسالة غير متوازنة إلى الطرفين”، النظام والمعارضة، متهماً الغربيين بعدم إبداء “مرونة” في المفاوضات. بينما أعلن السفير الصيني بالأمم المتحدة لي باودونج أن “الضغط لإجراء عملية تصويت في وقت لا تزال هناك خلافات كبرى بين الأطراف حول المسألة، لن يساهم في الحفاظ على وحدة مجلس الأمن ونفوذه، ولن يساعد في إيجاد حل” للأزمة، قائلاً: إن الأمر كان يتطلب المزيد من التشاور، وفق ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة. وقبيل الفيتو الروسي الصيني، حث الرئيس الأميركي باراك أوباما المجلس على الوقوف في وجه ما وصفه “بالوحشية المستمرة” للرئيس الأسد. وقال أوباما إن الهجوم على حمص كان “هجوماً يصعب وصفه”، وحث الأسد على التنحي عن السلطة. وأضاف في بيان مكتوب “قتلت الحكومة السورية أمس مئات المواطنين السوريين، بينهم نساء وأطفال في حمص عبر القصف، وغيره من أعمال العنف، بلا تمييز، وتواصل القوات السورية منع مئات الجرحى المدنيين من محاولة الحصول على المساعدة الطبية”. وأضاف “يتعين على الأسد وقف حملة القتل والجرائم ضد شعبه الآن. يتعين أن يتنحى ويسمح بالتحول الديمقراطي على الفور”. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن لافروف ورئيس أجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف سيتوجهان إلى دمشق بعد غد الثلاثاء للقاء الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت الوزارة “بطلب من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، سيتوجه لافروف وفرادكوف إلى دمشق في 7 فبراير للقاء الأسد”. وكان لافروف أدلى بالإعلان نفسه في وقت سابق على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ لكن من دون إعطاء توضيحات. أنقرة تطالب بموقف دولي واضح وسريع لوقف أعمال القتل أنقرة (أ ف ب) - طالب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، الأمم المتحدة بسرعة التحرك لاتخاذ موقف من أعمال قتل المدنيين بيد قوات النظام السوري، وذلك بعد تقارير تؤكد أن ما بين 217 إلى 260 شخصاً لقوا مصرعهم باقتحام الجيش لمدينة حمص الليلة قبل الماضية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مؤتمر صحفي لأغلو على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن أمس قوله «نتوقع من مجلس الأمن اتخاذ موقف واضح ومحدد بشأن المجزرة التي حلت بالضحايا». وقال أوغلو «ما حدث في حمص يشكل مصدر قلق بالغ لتركيا خاصة أن مثل هذه الأحداث أصبحت روتينية في سوريا، مبيناً أن اخفاق الأمم المتحدة في تبني مشروع القرار «سيعطي دمشق رسالة خاطئة» مؤداها أنه يمكن الاستمرار في أعمال القمع والعنف.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©