الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المناخ.. علل وأوجاع

المناخ.. علل وأوجاع
29 فبراير 2020 00:06

شعبان بلال (القاهرة)

اكتئاب وصدمات نفسية وقلق، أعراض مرضية يعاني منها البعض بسبب تغيرات المناخ.. هذا ما كشفته دراسات علمية امتدت لسنوات، وأكده باحثون وخبراء نفسيون.. نعم.. هناك تأثيرات خطيرة لتغيرات المناخ، ودرجات الحرارة، والأعاصير والاحتباس الحراري، على الحالة النفسية والعقلية.
وأوضحت دراسة لجمعية علم النفس الأميركية أن هذه التغيرات مباشرة كالتعرض للكوارث الطبيعية مثل العواصف والحرائق الكبيرة، أو غير مباشر مثل ارتفاع درجات الحرارة أو مستوى سطح البحر، وتبرز مشاعر مختلفة منها الخوف والغضب والعجز.
ويقول خبراء علم نفس وباحثون، إن الكثيرين من الأشخاص الذين يعانون أعراض اضطرابات الصحة العقلية نتيجة العوامل المناخية غالباً لا يسعون للعلاج، أو لا يجدون الاهتمام اللائق بحالتهم إذا كانوا عانوا من بعض الأعراض وسعوا للعلاج، موضحين أن ارتفاع درجة الحرارة والجفاف يزيدان من مخاطر الانتحار، كما يزداد معدل الزيارات إلى المستشفيات النفسية خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة.
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب بالقاهرة، أوضح أنه في السابق كان يتم ربط الاضطرابات الوجدانية بتغيير فصول السنة، لكن الآن وجدنا أن الجو المناخي العالمي تغير ولم تعد هناك فصول واضحة، وأصبحت الاضطرابات تزداد خلال نوات الشتاء وارتفاع درجات الحرارة في الصيف فيما يعرف بالإصابة بالاضطراب الوجداني.
وأشار استشاري الطب النفسي لـ«الاتحاد» إلى أنه يجري حالياً بحث حول كيفية مواجهة هذه الاضطرابات بعيداً عن الأدوية، موضحاً أن الكثيرين ممن يتناولون أدوية مثبتات مزاجية تعرضوا لاضطرابات نفسية وعقلية بسبب التغيرات المناخية على الرغم من تناولهم الأدوية.
وأوضح أن الكثيرين دخلوا في حالات اكتئاب مع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء وارتفاعها في الصيف وتعرضهم لتغييرات في جلد أيديهم وهلاوس واضطرابات وجدانية ونشاط ذهني أو حركي أو فكري زائد عن الطبيعي.
ويوضح الدكتور أحمد ثابت خبير علم النفس، أن البيئة المحيطة بالإنسان تؤثر على حالته النفسية، والتغير في فصول السنة له تأثيرات بالاكتئاب والشعور بالضيق، وتأثير أكبر على الصحة النفسية والعقلية.
وقال لـ«الاتحاد» إن التعمق في الدراسة أظهر أن تغير المناخ له تأثيرات من الناحية البيولوجية والنفسية في الإصابة بالاكتئاب الذي يصنف على أنه اكتئاب تفاعلي مع الموقف، وكل مرحلة عمرية لها ظروفها.
وأضاف د.ثابت أنه في فصل الصيف يعاني البعض من صعوبة التنفس وهذا يصيب بالاكتئاب، وكلما زادت التغيرات المناخية زادت تأثيراتها على الصحة النفسية والعقلية.
وتتفق مع الرأيين السابقين الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية بالقاهرة، وأكدت أنه واقعياً هناك تغيرات مناخية، ولها تأثيراتها على الجانب النفسي مع معدلات التغير صعوداً وهبوطاً وهو ما يتسبب في توتر نفسي لبعض الأشخاص.
وشددت على أن التقلبات والتغيرات المناخية تتسبب في ردة فعل وعدم استقرار نفسي وتغير في المزاج، واستقبال هذه التغيرات يكون في بعض الأحيان إيجابياً وفي أحيان أخرى سلبياً، لكن القاعدة هي أن استقرار المناخ يؤدي إلى استقرار نفسي .

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©