عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة – الخرطوم)
بحث أعضاء من مجلسي السيادة والوزراء السودانيين في اجتماع طارئ أمس مع ممثلي قوى الحرية والتغيير الأوضاع في شرق السودان.
وقالت مصادر سودانية لـ«الاتحاد» إن الاجتماع بحث إجمالي الأوضاع بشرق السودان على ضوء التوتر المتصاعد في ولايات الشرق، سواء فيما يتعلق بالوضع الأمني الملتهب، أو المفاوضات في مسار الشرق.
وحذرت المصادر من وجود أيادي تعبث في الشرق، لا سيما بعد مقتل أحد المواطنين، والتمثيل بجثته في سابقة هي الأولى من نوعها أمس.
وأضافت المصادر أن أهل شرق السودان لا يشعرون بالتغيير الذي حدث في السودان، ويعانون من تهميش وإهمال متراكم، وقضاياهم تستدعي حلولا حقيقية لجذور الأزمات، وليس حلولا سطحية هشة.
يأتي ذلك في وقت، أعلنت قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو أنها ستستقبل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في مدينة كاودا اليوم، وقال عمار نجم الدين القيادي بالحركة لـ«الاتحاد» أن قيادات الحركة ستستقبل حمدوك دعما للسلام.
ومن جانبه قال الصحفي السوداني بهرام عبد المنعم إن زيارة حمدوك إلى كاودا معقل الحركات المسلحة بجنوب كردفان ستكون علامة فارقة وفتحا جديدا، لضخ دماء جديدة في عملية السلام، لصالح النازحين واللاجئين، وإسكات صوت البندقية إلى الأبد.
فيما طالب تجمع المهنيين السودانيين شهود فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم في 3 يونيو الماضي الإدلاء بإفاداتهم أمام لجنة التحقيق، وطالب التجمع كل من لديه معلومات يمكن أن تفيد التحقيق بأن يؤدوا واجبهم الوطني بالتوجه للإدلاء بشهاداتهم.
في هذه الأثناء، توالت ردود الأفعال بشأن قرار لجنة تفكيك النظام المعزول وإزالة التمكين بحجز حسابات مصرفية وأصول مؤسسات إعلامية كانت تابعة للنظام السابق المعزول، من بينها قناة الشروق وصحيفتي السوداني والرأي العام، بالإضافة إلى قرار آخر باستلام دور المؤتمر الوطني وحصر ممتلكاته وحساباته المصرفية والمنقولات والآليات.
ورحب الناشط السوداني حسن نجيلة بالقرارات، وقال لـ «الاتحاد» إنه قرار سليم، ويجب أن يكون ذلك بداية الغيث، وأن تتوالى القرارات من أجل تطهير مؤسسات الدولة واستعادة أموال الدولة المنهوبة.
وقالت الناشطة حواء صالح إنها خطوة في الطريق الصحيح من أجل تفكيك منظومة الدولة العميقة. فيما قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور زهير السرج لـ«الاتحاد» إن من يتحدثون عن انتهاك حرية التعبير بسبب الإجراءات الأخيرة التي طالت بعض الصحف لا يدركون أن الأموال التي اشترت ومولت بها سرقت من مال الشعب.
ومن جانبه، اتهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان جهات لم يسمها بالعمل على زرع الفتنة. وقال إن الأحداث التي وقعت مؤخرا قصد منها تفتيت وحدة السودان، وأكد أن ذلك لا يتأتى إلا بتفتيت الأجهزة الأمنية، وحض على العمل بيد واحدة لتفويت الفرصة على من يسعون لايقاع الفتنة بين الشرطة والشعب السوداني.
وشدد البرهان خلال مخاطبته أمس ضباط وضباط صف وجنود قوات الشرطة برئاسة قوات الاحتياطي المركزي على أنهم هم من يقررون في شأن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وأكد أن إعادة الأمور إلى نصابها من صميم واجباتهم ومسؤوليتهم، واستهجن ما وصفه بالاستفزازات ضد القوات النظامية وقال: «لقد صبرنا على الاستفزازات التي تعرضت لها القوات المسلحة وقوات الشرطة والأجهزة الأمنية لهدف سام وهو الحفاظ على أمن البلاد والذي نعتبره هدفا منشودا لكل سوداني غيور على وطنه».
وقال إن الأجهزة الأمنية والقوات النظامية تعمل من أجل هدف واحد هو حماية السودان، ودعا قوات الشرطة لعدم الالتفات للأقوال السلبية التي ظلت تتعرض لها.
