عدد اليوم
حوار: حاتم فاروق
طبقت شركة «حديد الإمارات» نحو 100 فكرة من المقترحات والابتكارات الصناعية التي تقدم بها موظفو الشركة، ضمن مبادرة «التفكير الذكي»، لتضيف تلك المقترحات نحو 50 مليون درهم، إلى الإيرادات الإجمالية للشركة، بحسب المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال الرميثي لـ«الاتحاد» إن شركة «حديد الإمارات» اعتمدت حتى الآن نحو 400 فكرة، تقدم بها موظفو الشركة، من أصل 1000 فكرة ابتكارية تلقتها المنصة الإلكترونية لمبادرة «التفكير الذكي» التي جاءت بهدف تشجيع الموظفين على الابتكار وتطوير العمليات التشغيلية داخل الوحدات الإنتاجية، وتحسين جودة المنتج الصناعي النهائي.
وأضاف أن الأفكار والمقترحات التي تم تطبيقها في الشركة، شملت جميع العمليات اليومية بما فيها تحسين مستويات السلامة داخل الشركة، في الوقت الذي تراجعت فيه معدلات إصابات العمل بشكل عام بنسبة 25%.
وأوضح المهندس سعيد غمران الرميثي أن هناك مقترحات ابتكارية تلقاها برنامج «التفكير الذكي» حصلت على إشادة وتقدير عالميين، حيث نالت «حديد الإمارات» براءة الاختراع لتميزها في مجال الابتكار ونجاحها في تنفيذ ابتكارها التكنولوجي «صب الحديد المزدوج»، مؤكداً أن الابتكار يعتبر الأول من نوعه في العالم، والتي تمكنت من خلاله من زيادة قدرتها الإنتاجية مع تحقيق سرعة أكبر في عمليات الصب.
أفكار إماراتية
وأشار، إلى أن «حديد الإمارات» نجحت في رفع سعة صب الحديد في مصنعها للصلب رقم 1 بنسبة 15% لتصل إلى 230 طناً في الساعة بدلاً من 200 طن، منوهاً بأن هذا الابتكار تم تنفيذه بالكامل داخل الشركة من قبل مجموعة من الفرق الهندسية وبمشاركة الموظفين الإماراتيين الذين أثبتوا تميزهم وكفاءتهم في تحقيق هذا الإنجاز الذي حصل على براءة اختراع من الولايات المتحدة.
وأضاف الرميثي، أن «حديد الإمارات» حققت على مدار العشرين عاماً الماضية نمواً استثنائياً من مجمع صناعي لدرفلة قضبان الحديد، لتصبح اليوم واحدة من أكبر مصانع إنتاج الحديد وأكثرها تقدماً في المنطقة، منوهاً إلى أن مبادرات الابتكار تعد جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الشركة التي تحرص على تشجيع موظفيها على الإبداع والابتكار من خلال قنوات لتلقي آرائهم وأفكارهم التي تعنى بالتميز والإبداع.
ونوه الرئيس التنفيذي إلى أن التميز في الابتكار جاء نتيجة لجهود الشركة المتواصلة التي حرصت من خلالها على استثمار قدراتها وإمكاناتها المبتكرة، انسجاماً مع رؤيتها الرامية لمواصلة ريادة قطاع الحديد على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال عمليات التطوير القائمة على أسس الابتكار.
وقال الرميثي إن مقترحات الموظفين شملت أيضاً الجوانب البيئية التي هدفت إلى تقليل نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى تقليل نسبة الغبار المتصاعد في الجو نتيجة عمليات التصنيع، حيث نجحت الشركة من خلال هذه المقترحات ومشاريع الشركة الأخرى من تقليل أثرها البيئي بما يتماشى مع المعايير والالتزامات البيئية الإماراتية والعالمية، مؤكداً أن «حديد الإمارات» حصلت على عضوية مجموعة المناخ في منظمة الحديد والصلب العالمية لدورها في توفير بيانات ومعلومات حول انبعاثات الكربون واستهلاك الطاقة.
تقليل التكلفة
على صعيد المواد الخام، أفاد الرئيس التنفيذي بأن ابتكارات الموظفين أسهمت أيضاً في تقليل تكلفة استيراد المواد الخام من خلال استبدالها بمواد أخرى تؤدي نفس الغرض وتحسن في نوعية الإنتاج على حد سواء، مؤكداً أن هذه المقترحات أصبحت ذات أهمية كبرى، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن «حديد الإمارات» نجحت مؤخراً في تعديل بعض تصاميم خطوط الإنتاج لتحقيق زيادة كبيرة في الإنتاج، حيث شملت التعديلات الفنية والتقنية كلاً من صمامات التحكم والخراطيم والأسطوانات الهوائية واستخدام الماسحات الذكية وحماية الإلكترونية الحساسة، كما استفادت الشركة من المواد الثانوية الناتجة عن عمليات التصنيع، وفي مقدمتها خبث الحديد والرمال غير النظيفة والإسمنت منتهي الصلاحية عبر إعادة تدويره واستخدامه في التصنيع.
وقال الرميثي «من المقترحات الأخرى التي أسهمت في تعزيز إنتاجية مصانع الشركة، فكرة تقدم بها أحد الموظفين في تحسين سرعة الصب في أحد المصانع عن طريق تحسين معايير الصب باستخدام فوهة رش مختلفة وعبر التحكم في الحرارة الفائقة، حيث أدى هذا الابتكار إلى تحسين الطاقة الإنتاجية الإجمالية للمصنع».
منتجات بمعايير عالمية
قال سعيد غمران الرميثي الرئيس التنفيذي لشركة «حديد الإمارات»، إن المقترحات والابتكارات التي تقدم بها موظفو الشركة أسهمت بشكل كبير في تعزيز قدرة الشركة على تقديم مُنتجات الحديد عالية الجودة لعملائها في مختلف دول العالم، كما تعكس مساهمتنا في مسيرة النمو الاقتصادي والاجتماعي لدولة الإمارات، وذلك من خلال تطوير قدرات خاصة في القطاعات غير النفطية.
وأضاف الرميثي أن «حديد الإمارات» تعتبر شريكاً ملتزماً بتنويع مصادر الاقتصاد الوطني، مؤكداً أن هذه الاقتراحات الواعدة تعكس مدى نجاح الشركة في تقديم منتجات تتوافق مع المعايير العالمية في صناعة الحديد والصلب، وذلك في إطار المساعي الحثيثة لرفع مساهمة الشركة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة عبر ترسيخ ثقافة الابتكار.
