الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش الليبي يدمر أهدافاً عسكرية تركية بقاعدة معيتيقة

الجيش الليبي يدمر أهدافاً عسكرية تركية بقاعدة معيتيقة
10 مارس 2020 01:31

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)

دمرت مقاتلات سلاح الجو الليبي أهدافاً عسكرية تركية داخل قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس، ما تسبب في تدمير قدرات مسلحي «الوفاق» العسكرية وسقوط عدد من القتلى الأتراك والمرتزقة السوريين المتمركزين داخل العاصمة الليبية. وأكد مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» استهداف قوات الجيش الوطني مواقع عسكرية للميليشيات المسلحة، مشيراً إلى أن الهجمات دمرت عدداً كبيراً من المواقع والقدرات العسكرية للمسلحين التابعين للوفاق، وإجهاض أي تحرك لاستهداف تمركزات الجيش الليبي بالطيران التركي المسيّر.
ووجّه الجيش الوطني الليبي ضربات عدة إلى مواقع الأتراك في القاعدة الجوية في طرابلس، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة قتلى الأتراك إلى أكثر من 15 قتيلاً، منهم مستشارون وحراس يعملون على تحويل معيتيقة إلى قاعدة عسكرية تركية.
بدوره، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب إن هدنة وقف إطلاق النار في طرابلس انهارت وسط الخروقات التي تقوم بها الميليشيات المسلحة ومحاولاتها المستمرة لاستهداف القوات المسلحة الليبية في العاصمة.
وأكد المحجوب في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الجيش الوطني الليبي يكتفي بالرد على مصادر نيران الميليشيات المسلحة، وصد أي محاولات لهم للتقدم، مضيفاً «لا يمكن الحديث عن هدنة لوقف إطلاق النار في طرابلس في ظل الخروقات المتكررة، وانهيار الهدنة بشكل كامل يعني تقدمنا نحو قلب العاصمة».
وأكد قائد غرفة عمليات المناطق الجنوبية العسكرية التابعة للجيش الليبي اللواء بالقاسم الأبعج أن زيارته الأخيرة للمنطقة الجنوبية الهدف منها إيصال رسالة للعالم أجمع بأن الحقول النفطية تحت السيطرة ومؤمّنة من قبل المناطق الجنوبية. وأشار الأبعج إلى أن القيادة العامة للجيش الليبي تسعى للوصول لكل نقطة في الجنوب، وتوفير جميع احتياجات المواطنين من وقود وغاز وسيولة نقدية، لافتاً إلى سعيهم لإقامة معسكرات خارج مخيمات الشركات لمنح الحرية للمهندسين والفنيين بالعمل، وإبعاد القوات المسلحة حوالي 2 كيلومتر خارج المعسكرات، مؤكداً أنه تم الاتفاق على أن يكونوا شركاء في تأمين المناطق، مبيناً أن الزيارة شهدت كل الترحيب من الشركات التي توجه القيادة العامة لها كل التقدير.
وقال الشيخ صالح الفاندي، رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، إن استعادة الإنتاج مرة أخرى في حقول النفط ترتبط بالتحرك الإيجابي لحل الأزمة، مشيراً إلى أن القبائل أغلقت الحقول بسبب كون مصرف ليبيا المركزي يمول الميليشيات فقط منذ عامين.
سياسياً، تجري الأمم المتحدة مشاورات مع عدد من الشخصيات لتكليفها بمهمة المبعوث الأممي لدى ليبيا خلفاً لغسان سلامة، وذلك خوفاً من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار ودخول البلاد في حالة فراغ سياسي وتشريعي بسبب عدم تجديد الشرعيات في البلاد.
وأكد مصدر سياسي ليبي لـ«الاتحاد» أن الأمم المتحدة تسعى لتكليف شخصية غير عربية خلال الفترة المقبلة لتولي مهمة المبعوث الأممي لدى ليبيا، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تهدف بالأساس إلى تكليف شخصية حيادية ونزيهة ومن دولة غير منخرطة في الصراع الليبي.
ولفت المصدر إلى مطالبة جامعة الدول العربية بضرورة تكليف شخصية عربية وأفريقية لتولي مهمة المبعوث الأممي لدى ليبيا، مشيراً إلى تخوف الأمم المتحدة من تكليف شخصية تثير الجدل في المشهد الراهن، وهو ما سيؤدي لتعقيد المشهد. ورجح المصدر إمكانية تكليف الأميركية ستيفاني وليامز، نائبة المبعوث الأممي لدى ليبيا، لخلافته خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أن ستيفاني تمتلك التفاصيل كافة الخاصة بالأوضاع في ليبيا، ولن تحتاج وقتاً طويلاً للتعرف على الأزمة، وستكون أكثر ديناميكية من أي شخصية أخرى بعيدة عن التجاذبات الحالية في المشهد الليبي.
إلى ذلك، قال السياسي الليبي فرج ياسين إن الأمم المتحدة في حال مضت على نفس تشخيص الدول الغربية للحالة الليبية من أجل فرض «الإخوان» والميليشيات المسلحة، فسيكون مصير المبعوث الجديد كسابقيه، مشيراً إلى أن بعض الدول الغربية الداعمة للإرهاب في ليبيا تمارس ضغوطاً على الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثيها، وعلى رؤساء الحكومات في ليبيا، متهماً الأمم المتحدة بالتجرد من نزاهتها وحياديتها، وبأنها أصبحت أداة في أيدي الدول الكبرى والغربية خاصة.
وأكد ياسين في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الأميركية ستيفاني وليامز هي الأقرب لخلافة غسان سلامة في قيادة البعثة الأممية في ليبيا.
وشدد السياسي الليبي على ضرورة أن يطالب المبعوث الجديد الأمم المتحدة بوقف التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، وأن يتكفل مجلس الأمن بطرد الميليشيات المتطرفة المسلحة حسب القوانين الدولية، ويعمل على رفع حظر السلاح عن الجيش الليبي ليكمل مسيرته في تحرير طرابلس والقضاء علي الجماعات الإرهابية نيابة عن العالم.

خــبراء لـ «الاتحاد»: خســائر المرتزقــة تُضعف تأثير تركـــيا في ليبيا
أكد خبراء وسياسيون أن الخسائر المرتفعة في صفوف مرتزقة الفصائل الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، لها ارتدادات سلبية على موقفه في معادلة الصراع الليبي.
وقال كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي في مركز الأهرام للدراسات، إن هذه الخسائر كانت متوقعة لأن المقاتلين الأجانب الذين تم إرسالهم إلى ليبيا ذوو كفاءات قتالية منخفضة، موضحاً أنه تم استقطاب عدد كبير منهم ومنحهم فترة تدريب قصيرة في مناطق النفوذ التركي في سوريا، ثم الدفع بهم بالصفوف الأمامية في معارك القتال، لتفادي الخسائر في عناصر الجيش التركي.
وشدد سعيد لـ«الاتحاد» على أن هذه الخسائر لها ارتدادات سلبية على أردوغان، على المستويين الداخلي والخارجي، موضحاً أنه فيما يخص الشق الداخلي، فإنها تزيد من حالة الاستقطاب السياسي داخل تركيا، خاصة أن هناك قطاعات شعبية ترفض الانخراط في الأزمة التركية.
وأضاف الباحث في الشأن التركي، أن هذه الخسائر أيضاً تؤدي إلى تراجع شعبية أردوغان، ليس فقط في الداخل التركي، ولكن داخل الحزب نفسه؛ لأن بعض قيادات الحزب كانت ترفض توظيف المرتزقة في ليبيا، ما يتسبب في مزيد من الانشقاقات داخل حزب العدالة والتنمية.
ولكن على المستوى الخارجي، أشار إلى أن ذلك يُضعف من موقف تركيا في خريطة المشهد الليبي، ويدفع حكومة السراج للبحث عن بدائل والتفكير في التعجيل بتسوية سياسية للأزمة، خاصة في ظل التقدم الذي يحققه الجيش الليبي، مؤكداً أن هذه الخسائر تؤدي إلى حلحلة معنويات الفصائل الموالية لتركيا داخل ليبيا، وإضعاف موقف تركيا على طاولة أي مفاوضات، مقابل تقوية موقف دول أخرى.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مزيداً من القتلى خلال الاشتباكات في صفوف الفصائل الموالية لتركيا بمعارك ليبيا، ليرتفع عدد القتلى جراء العمليات العسكرية في ليبيا، إلى 117 مقاتلاً من فصائل «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه»، بينما توجه نحو 150 مقاتلاً من ضمن الذين توجهوا لليبيا إلى أوروبا.
لكن نواف خليل، المحلل السياسي السوري، كان له رأي آخر، حيث أكد أن مقتل المرتزقة السوريين والإرهابيين لا يؤثر على الرأي العام التركي؛ لأن تركيا تريد بالفعل التخلص منهم، باستخدامهم في صراعات، سواء في سوريا أو ليبيا، موضحاً أن ما يؤثر وأثر بالفعل هو مقتل الجنود الأتراك وعناصر المخابرات التركية.
وأشار خليل لـ«الاتحاد» إلى أن نتائج خسائر أردوغان في تركيا ستظهر خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها أصبحت من القضايا الأساسية التي يناقشها الشعب التركي الآن، لافتاً إلى أن النظام التركي أصبح يضغط على الرأي العام الداخلي، بالقبض على كبار الكتاب والصحفيين، وامتناع آخرين عن الكتابة بسبب الضغط عليهم.
ودان المجتمع الدولي ممارسات تركيا في ليبيا بنقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا والتي بدأت منذ نهاية عام 2019، مشدداً على أن هذه العمليات تنتهك القانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان.
واتفق رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، على أن أردوغان لا يهتم بهذه الخسائر لأنها ليست من قوات الجيش التركي، ولكنه أكد في الوقت نفسه أنها تمثل ضغوطاً عليه.
وأشار لـ «الاتحاد» إلى ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 4750 «مرتزقاً».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©