الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فايز السعيد: أتمنى التعاون مع دياب وشيرين ولمجرد

فايز السعيد: أتمنى التعاون مع دياب وشيرين ولمجرد
9 مارس 2020 00:05

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

يرى الفنان والملحن الإماراتي فايز السعيد أن الأغنية الإماراتية عاشت أمجادها في فترة الثمانينيات والتسعينيات، ولا تزال تعيش أزهى عصورها حتى الآن، ورغم صعود نوعيات ولهجات مختلفة من الأغنيات التي نالت تفوقاً ملحوظاً منها العراقية والكويتية والمغربية، إلا أن الأغنية الإماراتية بإيقاعاتها المميزة وألحانها المختلفة ومفرداتها التراثية الأصيلة التي لعبت دوراً ريادياً في نشر الثقافة الإماراتية، ظلت صامدة ومنافسة ووصلت إلى مختلف أنحاء الوطن العربي بفضل كوكبة من فناني الإمارات الذين كانوا خير سفراء للأغنية المحلية مثل ميحد حمد وحسين الجسمي وأحلام وعيضة المنهالي وبلقيس وأريام والوسمي وحمد العامري.
أكد السعيد في حواره لـ«الاتحاد» أن الأغنية الإماراتية لا شيء ينقصها، فهي تسير في تطور دائم، وانتشرت في جميع أرجاء المنطقة بفضل تميز صناعها، وبحثهم الدائم حول الجديد والمتفرد في عالم الأغنية، ومواكبتها للعصر التقني الذي نعيشه، لافتاً إلى أن الوضع الغنائي بشكل عام يشهد تطوراً ومنافسة كبيرة، خصوصاً بين اللهجات، معتبراً هذا الأمر ظاهرة صحية، حيث يدفع كل صانع أغنية إلى تقديم أفضل ما عنده حتى يظل في المقدمة دائماً.

أغنيات ركيكة
وعلى الرغم من التطور الذي تعيشه الأغنية المحلية والعربية بشكل عام، إلا أن السعيد نوه بظهور نوعية معينة في السنوات القليلة الماضية، أطلق عليها «فن لا معنى له»، وهي عبارة عن أغنيات ركبت موجة الإسفاف، تحمل كلمات ركيكة ممزوجة بضجة اللحن الرديء، ينتج عنه «تلوث سمعي»، والغريب أن هذه الأغنيات نالت انتشاراً وكونت قاعدة جماهيرية كبيرة مستندة إلى مقولة «الجمهور عايز كده»، مشدداً على ضرورة وضع قوانين للحد من هذا الإسفاف الذي غير من ذائقة المستمع.

تحول رقمي
لم تكن بدايات «سفير الألحان» فايز السعيد مكللة بالنجاح دائماً، فقد تعثر في خطواته الأولى كمطرب يشق طريقه، إذ واجه صعوبات في سبيل إظهار موهبته الغنائية وبراعته في التلحين، وعانى كثيراً لإقناع أهله دخول مجال الغناء، والوصول إلى الأسماء الفنية الكبيرة، في سبيل البحث عن الدعم والمساندة، خصوصاً أنه كان وقتها في مقتبل عمره الفني، وقال: عصر التحول الرقمي الحالي، لا يقارن بزمن الماضي، ففي السابق كان كل فنان يواجه صعوبات تقف أمامه عائقاً لتحقيق حلمه في الغناء وإظهار صوته إلى الناس، أما حالياً فـ«ريتويت» عبر «تويتر» أو «بوست» عبر «إنستغرام»، يصل بأي شخص إلى أكبر فنان وأضخم منتج، وأصبح بالإمكان لأي شخص سواء لديه موهبة أم لا تقديم محتوى فني ونشره عبر الـ«سوشيال ميديا» من دون أية قيود، الأمر الذي أفقد الأغنية قيمتها واختلط فيه «الحابل بالنابل».
وأشار السعيد، قائلاً: لا أحد ينكر أن الـ«سوشيال ميديا» وبرامج اكتشاف المواهب أخرجت بعض الأشخاص الذين يتمتعون بالموهبة والكاريزما الحقيقية، وكانت بمثابة البوابة الأسرع لهم لدخول عالم الشهرة والنجومية، معترفاً أن هذا الأمر ليس عيباً طالما أن الشخص لديه موهبة حقيقية.

عادات وتقاليد
ويعود السعيد بذاكرته إلى الوراء متذكراً نشأته وحكايته مع الغناء والتلحين في بداياته، حيث يقول: تربيت في خورفكان، المدينة الساحلية الخلابة التابعة لإمارة الشارقة والتي من أرضها كانت انطلاقتي من المحلية إلى جميع أنحاء الوطن العربي، أما بالنسبة لي فكنت من أوائل الفنانين الذين ظهروا من هذه المدينة في عالم الغناء، ورغم العادات والتقاليد الصارمة في فترة التسعينيات وعدم تقبل الأهل لفكرة الدخول إلى عالم الفن، لكني صممت على الوصول لحلمي، والسعي وراء إقناعهم بموهبتي الحقيقية في هذا المجال، ففي المدرسة كنت أقدم الإنشادات الدينية، وأنفذ بعض الأغنيات بيني وبين أصدقائي.
وتابع: ورغم أنني مع كل هذه الصعوبات لم أتوقع أن أصبح فناناً في يوم من الأيام، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين اقتنعوا بموهبتي وساندوني حتى وصلت إلى ما أنا عليه حالياً، فكانت أول أغنية أسجلها في استوديو عام 1992 بدعم من الموزع إبراهيم الأميري، بعدها التقيت بالملحن موسى محمد الذي وجد لدي طاقات وإبداعات فنية دفينة، وكان هو أحد أسباب ظهوري الرسمي الأول في مجال الغناء، حيث رشحني للغناء في عمل غنائي، ومن بعدها بدأت انطلاقتي الحقيقية، وصقلت مواهبي على يد رياض حسن، أستاذ موسيقى من خريجي معهد الموسيقى العربية في مصر، حيث درست أهم المقامات العربية والأوزان والنوتة وأسس وقواعد الغناء الرئيسة، إلى أن قررت خوض تجربة التلحين في عام 1999 وشكلت بعض الألحان انطلاقتي القوية في هذا المجال، أبرزها لحن أغنية «روح وروح» التي قدمتها للفنانة أصالة، وأغنية «مرت سنة» لمحمد عبده وعبد المجيد عبد الله، و«مرت على بالي» لكاظم الساهر.

أول ألبوم
وتحدث السعيد عن أول ألبوم نفذه وصدر له في الأسواق، وقال: من القاهرة كانت انطلاقتي نحو إصدار الألبومات، فبدعم من الملحنين خالد ناصر وموسى محمد، سجلت أول ألبوم لي في مصر عام 1992، وكان من إنتاج استوديو عمار الشريعي، ونال الألبوم صدى كبيراً حينها، وواصلت بعدها تقديم أغنيات منفردة، إلى أن حظيت بفرصة لقاء سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي - «فزاع»، حيث آمن سموه بموهبتي، وقدم لي الدعم الفني والمادي والمعنوي.
وتابع السعيد: أول لقاء جمعني بـ«فزاع» كان من خلال الملحن موسى محمد، حيث فوجئ بحضور سموه إلى استوديو «هجير» بدبي، الذي أصبح حالياً استوديو «أغاني» لعلي الخوار، وكنت أسجل وقتها أغنية «لمني»، وفي اليوم نفسه طلب سماع صوتي في بعض الأغنيات، وتقديم مقاطع من ألحاني، في أحد الأيام كتب «فزاع» قصيدة بعنوان «اقرب تعال»، وطلب من الملحن موسى محمد أن أؤديها بطريقة الدويتو مع الفنانة أريام، مشيراً إلى أن أول تعاون جمعه بـ«فزاع» من ناحية التلحين، كان عام 2000، من خلال قصيدة بعنوان «طاحت الحية»، التي كانت أول تعاون فني يجمعه بالفنان راشد الماجد الذي تولى غناءها.

أرشيف فني
أصبح لدى السعيد أرشيف مسجل في تاريخ الأغنية الإماراتية والعربية بشكل عام، ورداً على سؤال حول كيف ساهمت أعماله في الترويج للإمارات عربياً، قال: أتيحت لي الفرصة أن أتشرف وأحظى بتلحين قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان له الفضل الأول والأخير في دعم الأغنية الإماراتية، ووصولها إلى هذه المكانة المرموقة حالياً، بفضل قصائده التي لا تزال تغنى وتحقق نجاحاً بمفرداتها الإماراتية الأصيلة التي كان لها الأثر الأكبر والدور الريادي في تعرف الناس إلى اللهجة الإماراتية، الأمر الذي دفع كوكبة من نجوم الغناء في الوطن العربي ليتغنوا بقصائده، من بينهم محمد عبده وسميرة سعيد ولطيفة والراحلة رجاء بلمليح ونوال الزغبي وصابر الرباعي ونبيل شعيل وكاظم الساهر وأحلام وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله ونوال الكويتية، فضلاً عن غنائه وتلحينه لقصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

أمنيات فنية
عدد كبير من نجوم الغناء في الوطن العربي تعاون معهم فايز السعيد من خلال «استوديو السعيد ساوند»، وعن أهم الفنانين الذين يريد التعاون معهم في المستقبل، أوضح أنه يتمنى العمل فنياً مع كل من عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب وأمال ماهر وراغب علامة وسعد لمجرد، وأيضاً نجوى كرم.

الوطن والإنسانية
وأكد السعيد أنه يحرص دائماً على المشاركات في المحافل الرسمية والوطنية الخاصة بالدولة، كما أنه عنصر فعال ومؤثر في المبادرات الخيرية والإنسانية، بحكم أن للفن رسالة سامية بعيداً عن الترفيه أو المكاسب المادية، وقال: منذ أن دخلت مجال الفن وأنا وهبت نفسي لخدمة الوطن والإنسانية، حيث أشارك بشكل دائم في تقديم الأوبريتات والأغنيات الوطنية وكان آخرها أوبريت «صناع الأمل»، إلى جانب وجودي بصفة مستمرة في حملات إنسانية وخيرية.
ولفت إلى أنه حصد العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية، لكن هناك بعضها التي يضعها في بيته ليفتخر ويعتز بها كلما شاهدها، وأهمها تكريم مشاركته الفنية لأكثر من 12 عاماً في «بطولة فزاع لليولة»، وجائزة إذاعة وتلفزيون أبوظبي، ومهرجانات متعددة مثل «قرطاج» و«طنطان» و«هلا فبراير» و«جدة غير».

تأثير «أخطبوط العود»
تأثر فايز السعيد في بداياته الفنية بالفنان القدير عبادي الجوهر «أخطبوط العود»، وفي لقائه الأخير به في مكتبه باستوديو «السعيد ساوند» صرح له بهذا الكلام، قائلاً إنه من المغرمين بفنه، وكان يحلم بأن يصبح مثله، لأنه من مدرسة محمد عبد الوهاب الموسيقية، فسمع له الكثير حتى تأثر بفن هذه القامة الكبيرة في عالم الغناء والعزف، مصرحاً بأنه كان يستمع لأغلب الفنانين الخليجين الذين كونوا لديه حالة فنية خاصة به مثل «فنان العرب» محمد عبده وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل ونوال الكويتية والراحلة رباب وراشد الماجد وعبد المجيد الله وخالد الشيخ وعلي عبد الكريم وعبد الكريم عبد القادر وخالد عبد الرحمن.

أول لحن وأغنية
صرح فايز السعيد أن أول لحن قدمه كان من نصيب الفنانة ريم المحمودي، في أغنية بعنوان «غيرت رأيي» من كلمات محمد المرزوقي، وكانت أول أغنية صدرت له رسمياً بعنوان «عيون الفجر»، من كلمات الدكتور غسان الحسن، وبثت عام 1993 من إنتاج إذاعة أبوظبي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©