الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعود السنعوسي: الرواية تتحول أحياناً إلى تصفية حسابات!

سعود السنعوسي: الرواية تتحول أحياناً إلى تصفية حسابات!
11 مارس 2019 02:50

نوف الموسى (دبي)

اعترف الروائي الكويتي سعود السنعوسي، بأنه تورط بفكرة روايته «حمام الدار»، متوقعاً أن يُفجع بعض القراء، من شكل الرواية وتقنياتها، ورغم بساطة فعل الشخصية ابن أزرق وتجربتها لـ «رمزية الفقد»، إلا أن البحث عن الراوي الحقيقي في الرواية، شكل سؤالاً جوهرياً، جرب من خلاله الروائي سعود السنعوسي نفسه، منبهاً من فكرة مغازلة القارئ، باعتبارها مسألة خطيرة، تعزل الكاتب عن الولوج في منطقة مغايرة تماماً، مؤكداً أن وجود الرقيب، الذي يعد أحد الإشكاليات الأبرز في الحراك الثقافي الكويتي، ومنع الكتب، يساهم بشكل ما في تحفيز الكتّاب، بل تمنحهم حرية أكبر، خاصة أن الرقيب واضح في خطوط المنع، ما يجعل الكاتب أكثر قدره على تجاوزها وتكريسها في التناول الأدبي والثقافي.
«الهوية».. سؤال وجودي حاضر في النسيج السردي لأغلب الإيقاعات الفكرية للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، وهو محور عالمي، تشكل سؤاله عبر روايات عالمية عدة، ولا تزال القراءات الأدبية النقدية، ترى أن تصنيف الهوية أمر فيه شيء من الصعوبة، لأن الهوية تتخذ ألف شكل، وتتوسد الحكايا ربما في شخصية واحدة في الرواية، أو في موقف عابر لا يمكن الجزم فيه، لأن المفهوم بطبيعته يحتمل قوة تأويل القارئ.
لم يكتب سعود السنعوسي رواية «حمام الدار» بشكل متواصل، بل ظلت، بحسب وصفه، لسنوات عاش فيها تعقيدات كثيرة، وبالمقاربة بين «ساق البامبو» و«حمام الدار»، يتصور المتابع أن الرواية الأولى تم الاشتغال عليها ضمن خطوط شخصيات واضحة، رسمت، ومُهدت لأبعادها التكوينية، بين الكويت والفلبين، بالمقابل، فإن «حمام الدار» عمل روائي، يخلو من الزمن، انبثقت فيه الشخصيات من الظلام واللاشيء متجه نحو «ضيّ» العوالم المختلفة، ترسم نفسها بنفسها، ويتخيل المتابع بأن سعود نفسه عجز أحياناً على ترويضها.
إلى أي مدى يتخفى الكاتب في روايته؟
يعتقد السنعوسي بأن الروائي هو إنسان في نهاية الأمر، ورغم أن هناك الكثير ممن يرون أن الكتابة عمل نبيل، إلا أن البعض قد يختلف على هذا الأمر، ذلك بأن هناك الكثيرين، ممن يصفي حساباته مع الواقع عبر الرواية، فالذي لا نستطيع فعله في الحياة بشكل حقيقي، نمارسه بخيال الفعل الروائي، إضافة إلى أن بعض الكتاب مثلاً، يطرح في روايته بعض الإمكانيات التي لم تتحقق، كأن يكون عازفاً موسيقياً، فبالإمكان أن يمرر الكاتب معزوفاته عبر صناعة شخصياته الروائية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©