الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقرير: "النووي السلمي الإماراتي" نموذج عالمي في السلامة

تقرير: "النووي السلمي الإماراتي" نموذج عالمي في السلامة
16 مارس 2019 01:51

بسام عبد السميع (أبوظبي)

قدمت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية منظومة عالمية رائدة ومتكاملة للسلامة والجودة في صناعة الطاقة النووية السلمية لجميع الأطراف من الجهات الحكومية إلى المقاولين والموردين، عبر المشروع الأول من نوعه عربياً، والذي تمثل بإنشاء محطة براكة للطاقة النووية السلمية لتصبح معياراً يجب أن تسعى لتحقيقه جميع الدول الطامحة إلى دخول النادي النووي السلمي، بحسب تقرير السلامة والأمن الخاص بالمشروع.
وقال التقرير الذي حصلت عليه «الاتحاد»:«إن تطوير برنامج متقدم للطاقة النووية السلمية وفق أعلى المعايير العالمية يرتكز على مجموعة من العناصر الأساسية، يأتي في صدارتها وجود ثقافة سلامة تضمن سير عمل تطوير هذا المشروع المتطور جداً على أكمل وجه ودون أي تأثير على البيئة والمجتمع المحيطين بمحطات الطاقة النووية، رغم امتلاك هذه المحطات مستويات غاية في التقدم على صعيد التكنولوجيا المستخدمة لتأمين هذا المصدر المهم للطاقة المطلوبة لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي.
وتجري العمليات الإنشائية في محطات براكة للطاقة النووية السلمية الأربع، بثبات وتقدم حيث وصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع مع نهاية نوفمبر 2018 إلى أكثر من 91%.
وتوفر مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة في محطة براكة نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات.
من المتوقع أن تحدّ محطة براكة من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 21 مليون طن سنوياً والتي تعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات.

حجر الأساس
وأضاف التقرير، سعت الدولة منذ انطلاق البرنامج النووي السلمي الإماراتي، إلى ترسيخ ثقافة السلامة، إذ أصدرت في عام 2018 «وثيقة سياسة دولة الإمارات بشأن تقويم إمكانية تطوير برنامج سلمي للطاقة النووية»، والتي تؤكد أهمية الالتزام التام بأعلى المعايير الخاصة بالسلامة والشفافية والأمن.
ووصف التقرير الوثيقة بأنها كانت حجر الأساس لتطوير برنامج أصبح مثالاً يحتذى به في سلامة محطات الطاقة النووية السلمية لأي دولة تسعى إلى امتلاك هذه التكنولوجيا المتقدمة.
وأشار إلى أن الإمارات حصدت ثمار هذا التوجه وتحديداً في شهر يناير، عندما نجحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في تحقيق إنجاز استثنائي مهم في مجال السلامة على المستوى العالمي، والذي تمثل في إتمام 50 مليون ساعة عمل آمنة تماماً، نتيجة للبرامج المتواصلة التي تنفذها المؤسسة والشركات التابعة لها «شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى»، بشأن تعزيز وتطوير السلامة في مكان العمل والتزامها بأعلى معايير السلامة والجودة العالمية المنصوص عليها في وثيقة السياسة.

الائتلاف المشترك
كما تميز هذا الإنجاز بالعدد الكبير من المسؤولين والمهندسين والموظفين في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركاتها التابعة وشريكها في «الائتلاف المشترك»، الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو»، إلى جانب المهندسين من نحو 40 من المقاولين الفرعيين وأبرزهم الائتلاف المشترك بين شركتي هيونداي وسامسونج، والذين كان عليهم جميعاً الالتزام بأعلى معايير السلامة العالمية للوصول إلى هذا الإنجاز.
وفي هذا الإطار، استثمرت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في برنامج شامل للصحة والسلامة والبيئة من خلال تطوير نظام إدارة الصحة والسلامة والبيئة وتطبيقه وتنفيذه ورصده، والذي نجح على مدى السنوات القليلة الماضية في تنظيم أكثر من 3900 ورشة عمل تدريبية على شؤون السلامة والأمان، والتي شهدت مشاركة أكثر من 88 ألفاً من أعضاء فرق العمل.

فرق عمل
وقال التقرير:«إن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أكدت منذ تأسيسها عام 2009 أن السلامة تتصدر أولوياتها وقيمها المؤسسية، وأن كل موظفٍ لديها يعتبر مسؤولاً عن السلامة، حيث تعتمد ثقافة السلامة على الموظفين في جميع المستويات، ولهذا منحتهم الحق في إبداء أي ملاحظات تخص السلامة وتحديد الجوانب اللازمة للتطوير».
كما أنشأت في هذا الإطار فرق عمل متخصصة تجمع خبرات ومعرفة عريقة في هذا المجال المهم، من بينها فريق الصحة الوظيفية والسلامة المؤسسية وفريق الإشراف الإنشائي وفريق السلامة النووية وثقافة السلامة، بالإضافة إلى فرق الاستجابة للطوارئ واستمرارية الأعمال.

مركز المحاكاة
ونوه التقرير بافتتاح مركز تدريب أجهزة محاكاة لغرف التحكم بمفاعلات الطاقة النووية في موقع «براكة» بمنطقة الظفرة في عام 2014، يعد من بين المبادرات الهادفة لإعداد مشغلي مفاعلات وتدريبهم لضمان سلامة محطات الطاقة النووية السلمية.
وتابع التقرير: «تم تصميم أجهزة المحاكاة المتطورة هذه لتطابق العمليات والأحداث الحقيقية التي قد يواجهها المشغلون في عمليات التشغيل اليومية، وهي طريقة أثبتت نجاحها وفعاليتها في العديد من القطاعات حول العالم، إذ تسهم في تطوير مهارات رئيسية لدى الموظفين مثل التواصل والتجاوب بفعالية وتطوير عملية اتخاذ القرارات الصحيحة، والعمل الجماعي».

التنسيق الدولي
والتزمت «الإمارات للطاقة النووية»، بالتعاون مع هذه الأطراف لضمان سلامة العاملين والبيئة والمجتمع، سواء على المستوى الدولي مثل التعاون والتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر الالتزام بأفضل الممارسات التي هي حصيلة لخبرات تراكمية للعديد من الدول المتقدمة في هذا المجال، إلى جانب التنسيق خلال مهام الوكالة التفتيشية على المرافق النووية السلمية لضمان سلامتها والبنية التحتية الخاصة بالتأهب لحالات الطوارئ، والتي أكدت هذه البعثات جميعها أن دولة الإمارات تواصل تحقيق تطوير مستمر على صعيد السلامة والتزام الدولة بتنفيذ جميع التوصيات التي صدرت عنها في إنشاء بنية تحتية مثالية ومتقدمة للطاقة النووية السلمية.

التعاون المحلي
وتتعاون المؤسسة مع الهيئة الاتحادية للرقابة النووية والالتزام بالإطار التنظيمي الشامل والنظام الإداري المتكامل الذي وضعته لضمان تحقيق أعلى معايير السلامة في الدولة، بالإضافة إلى التعاون مع جهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وشرطة أبوظبي، وغيرها من المؤسسات الحكومية.
كما تتعاون بشكل فاعل أيضاً مع الرابطة العالمية للمشغلين النوويين التي أنشأت بهدف تحسين مستوى السلامة في كل محطات الطاقة النووية في العالم، حيث تشارك بانتظام في ورش العمل والفعاليات والبرامج التدريبية التي تعقدها الرابطة. كما ساهمت مشاركة المؤسسة في أنشطة مركز أتلانتا التابع للرابطة في دعم تبادل المعلومات والخبرات في مجال السلامة مع مشغلي محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة وحول العالم.

مراجعة مستقلة للسلامة والكفاءة خلال الإنشاء والتشغيل
أنشأت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مجلس مراجعة السلامة النووية الذي أنشأته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في شهر يوليو عام 2010 لضمان تحقيق أعلى معايير السلامة، حيث يعمل المجلس على تقديم مراجعة مستقلة للسلامة والكفاءة في كافة المراحل المتعلقة بالإنشاء والتشغيل، كما ساهم في عمل مراجعة السلامة الخاصة بطلبات الرخصة الإنشائية للمحطة، وغيرها من تلك المتعلقة بالعمليات التشغيلية والصيانة.
ويتألف أعضاء المجلس من مجموعة من الخبراء الدوليين، ويرفع تقارير مباشرة إلى الرئيس التنفيذي للمؤسسة، كما تندرج تحته أربع لجان تعمل مع المؤسسة على عدد من الجوانب، من بينها العمليات والسلامة والتدريب، والشؤون الرقابية والأمنية والإشرافية، وإدارة الإنشاءات والمشاريع، والهندسة والتصميم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©