الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

في مواجهة كورونا.. احذر عدوى القلق

في مواجهة كورونا.. احذر عدوى القلق
20 مارس 2020 00:07

د. شريف عرفة

يجعلنا التوتر أكثر حذرا لتجنب خطر محتمل، لكن زيادته أكثر من اللازم تعيق قدرتنا على فعل ذلك. فالانفعالات السلبية جزء من تكويننا النفسي، وهي آلية بدائية موجودة في أعماقنا منذ قديم الزمن للتفاعل مع البيئة المحيطة بشكل غريزي للحفاظ على النوع، كما دفع الخوف الإنسان القديم لتجنب الأسد للبقاء على قيد الحياة.. لكن في العصر الحديث لم تعد هذه الانفعالات البدائية فعالة بنفس القدر.. بل بالعكس.. في ظل تحديات حضارية معقدة أصبح المطلوب هو التروي واتخاذ ردود أفعال عقلانية -لا بدائية غريزية- لاجتيازها بنجاح.. فزيادة الانفعالات السلبية تزيد من خطر التهديدات التي نواجهها.
فيروس كورونا الذي يجتاح مناطق عديدة في العالم على سبيل المثال، قد يثير كثيرا من الضغط العصبي ويسبب ضررا بالغا للأشخاص الأكثر عرضة للاضطرابات والقلق والوسواس القهري والهلع.. وهو ما دعا مجموعة من الأطباء إلى التصدي لذلك الخطر بطريقتهم. إذ قام مجموعة من الأطباء النفسيين في مصر بإطلاق مبادرة تحمل عنوان «وقت القلق إحنا معاك» قاموا فيها بنشر التوعية النفسية لمواجهة القلق والتوتر وتقديم الاستشارات النفسية مجانا.. ويذكر لنا مطلقو المبادرة -الأطباء رضوى وليد وأحمد أبو الوفا وأحمد سواحل- بعض النصائح عامة للحفاظ على السلام النفسي.. منها:
* التعامل بيقظة مع السوشيال ميديا.. إذ تنتشر الشائعات ويزيد التهويل في وسائل التواصل الاجتماعي ما يجعلها مصدرا رئيسيا للضغط النفسي ومصدرا للقلق.. انتبه ولاحظ سلوكك المتكرر في متابعة الأخبار المقلقة.. هل تفعل هذا كثيرا؟ اسأل نفسك: لماذا أفعل ذلك؟ لماذا الآن؟ ما هو الإحساس الناتج عن تكرار هذا التصرف؟ هل يزيد قلقك أم يهدئ من روعك؟. اعترف برغبتك الملحة في معرفة الأخبار.. خذ نفسا عميقا وتنفس في استرخاء وعمق وبطء، وقم بتأجيل تنفيذ هذه الرغبة الملحة.. لا تنظر في الموبايل إلا في الأوقات التي تحددها لنفسك سلفا..
* اندمج في نشاط تحبه بعيدا عن السوشيال ميديا، وحين تعاود النظر في هاتفك قرر متابعة الجهات الموثوقة التي تقدم معلومات وأخبارا صحيحة ونصائح مفيدة متجنبا ما يثير القلق دون داع..
- مارس تمارين تخفيف القلق والتوتر، كالتأمل والرياضة وتدوين الأفكار ومجادلة الأفكار السلبية والابتعاد عن الوحدة والتواصل مع الآخرين..
* حافظ على حالتك المزاجية داخل المنزل.. فالبيت هو مكان الأمان والراحة والشعور بالدعم والطمأنينة.. فحاول زيادة المشاعر الإيجابية فيه قدر المستطاع بالتواصل مع أفراد الأسرة وتركيز الحوار على الأمور الإيجابية والاهتمامات المشتركة بدلا من الاقتصار على الخلافات والمشاكل..
* فرّق بين أي أعراض جسدية قد تحدث لك بسبب القلق، وبين أعراض كورونا الحقيقية.. فالقلق قد يجعلنا نبالغ في تفسير أحاسيسنا الجسدية العادية كالإرهاق أو الزكام ونتوهم أنها شيء آخر.. فكر بشكل عقلاني وجادل خواطرك السلبية.
استعادة الإحساس بالأمان.. فكر في كل ما يجعلك تشعر بالاطمئنان والسكينة ويعطي معنى لحياتك..
* قم بزيادة إحساسك بالقدرة على تخطي الصعوبات.. فكر في الأوقات التي استطعت فيها تجاوز مشاكل سابقة ومرت بسلام.. استمد من هذه اللحظات شعورك بالكفاءة الذاتية والإحساس بأن المشاكل مهما طالت فهي مؤقتة يمكن اجتيازها.
* حين تواجهك أفكار سلبية اسأل نفسك: إلى ماذا تقودني هذه الأفكار؟ هل هذا ما أريد أن أشعر به الآن؟ لو كانت الإجابة هي لا، فكر بالطريقة التي تساعدك في الوصول للحالة الذهنية المطلوبة. ففي هذا الوقت ينبغي للمرء التحلي بالحكمة والتفكير بالطريقة التي تساعد على تخطي الموضوع.
يضيف اختصاصي الطب النفسي الدكتور أحمد أبو الوفا، أن عدم القدرة على مواجهة المجهول قد يؤثر سلباً على الصحة النفسية، التي بدورها تؤثر على الصحة العامة ومناعة الجسم في التصدي للأمراض المختلفة.. وهنالك أعراض نفسية قد تبدأ في الظهور.. قد تجد نفسك أكثر توترا عما سبق وإن كنت تعاني من اضطرابات نفسية قد تزداد أعراضه في شدتها، قد تصبح أكثر عصبية وسهل الانفعال والغضب، ربما تتجنب معرفة أي أخبار أو تنكر وجود المشكلة في الأساس أو تجد نفسك تبحث بنهم عن الاخبار دون توقف.. وقد تشعر بلامبالاة تجاه ما يحدث.. ربما تعاني من تغيرات مزاجية كبيرة وسريعة، إحساس بالملل والإحباط والوحدة.. قد تعاني من صعوبات في النوم وتشتت للتركيز وزيادة الشرود وربما تشتد رغبة التعاطي وتزداد الأفكار الانتحارية لدى البعض.. وإن كنت تعاني من تلك الأعراض لمدة تزيد عن أسبوعين فمن الضروري استشارة طبيب نفسي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©