الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات تكرير النفط تقلص الإنتاج وسط تهاوي الطلب

شركات تكرير النفط تقلص الإنتاج وسط تهاوي الطلب
21 مارس 2020 00:06

لندن (رويترز)

تقلص شركات تكرير النفط الأوروبية العمليات، إذ تواجه هبوطاً غير مسبوق في الطلب على الوقود نجم عن وباء فيروس كورونا، بينما تواصل العقود الآجلة للنفط خسائرها.
ففي بريطانيا، أغلقت إينيوس في 17 مارس وحدة طاقتها 35 ألف برميل من الخام يوميا بمصفاتها في جرينجموث البالغة طاقتها 200 ألف برميل يومياً، بحسب جينسكيب المتخصصة في متابعة القطاع.
وقال مصدر مطلع على عمليات المصفاة إن الإغلاق مرتبط بتراجع هوامش الأرباح من أصناف الوقود التي تنتجها، بما في ذلك وقود الطيران والمحركات.
وبسؤاله عن سبب الإغلاق، قال المصدر «هوامش بشعة وأسواق حاضرة أسوأ». وامتنع متحدث باسم الشركة عن التعقيب.
وفي ظل تقليص الرحلات الجوية في أنحاء العالم، ينخفض سريعا الطلب على وقود الطائرات، الذي كان يوما أحد أهم عوامل نمو الطلب على النفط، إذ أن أسعار الوقود الآن في أوروبا عند مستويات منخفضة قياسية.
وتنتج شركات التكرير في أوروبا البنزين بخسارة.
وقالت إف.جي.إي للاستشارات في مذكرة «يتوجب على شركات التكرير خفض العمليات الآن للسيطرة على الوضع».
وقالت جينسكيب إن شركة النفط الكبرى بي.بي أغلقت هي الأخرى وحدة طاقتها 70 ألف برميل يومياً بمصفاتها النفطية في جلسنكيرشن (شولفن) في ألمانيا يوم 18 مارس.
وامتنعت بي.بي عن التعقيب. لكن مصدرين تجاريين قالا إن الإغلاق راجع إلى خفض اقتصادي للعمليات.
وفي فرنسا، التي يخضع سكانها في الوقت الراهن لعزل عام تفرضه الحكومة، قال تيري دوفرين مندوب نقابة سي.جي.تي العمالية إن شركة النفط الكبرى توتال أرجأت إعادة تشغيل مصفاتها في جرانبوي قرب باريس البالغة طاقتها 102 ألف برميل يومياً لمدة ثمانية أيام إلى أول أبريل.
وقالت مصادر أخرى إنه تقرر وقف أعمال الصيانة بمصفاة الشركة في فيزن البالغة طاقتها 110 آلاف برميل يومياً.
ومن الصعب قياس مدى التراجع في الطلب على الوقود الناتج عن تفشي فيروس كورونا، إذ يتغير الوضع يوماً بعد يوم وتتزايد إغلاقات المدن.
وقال رئيس الأبحاث لدى فيتول، أكبر شركة لتجارة النفط في العالم، إن الطلب قد ينخفض أكثر من عشرة بالمئة، بما يعادل عشرة ملايين برميل يومياً.
لكن جيوفاني سيريو رئيس الأبحاث لدى فيتول قال إن الانخفاض سيكون أكبر بكثير إذا أدى الفيروس إلى عمليات عزل واسعة النطاق في الولايات المتحدة أكبر مستهلك في العالم للنفط. وقال سيريو «حدوث عزل على غرار إيطاليا في الولايات المتحدة وارد فقط إذا خرج انتشار الفيروس عن السيطرة» مضيفاً أنه حتى إذا انخفض الطلب الأميركي عشرة بالمئة فإن ذلك سيؤدي إلى تراجع الاستهلاك بواقع مليوني برميل يومياً.
وقال «الطلب العالمي قد يهبط بسهولة بمقدار عشرة ملايين برميل يوميا أو أكثر»، مضيفاً أنه من المستحيل التنبؤ بالمدة التي سيظل فيها الطلب يتعرض لضغوط إذ أن ذلك يعتمد على انتشار الفيروس وفترة استمرار عمليات العزل. ويستهلك العالم 100 مليون برميل يومياً تقريباً.
وقال «تضرر الطلب هذا العام يتوقف على عدد الدول التي ستقتدي بنموذج العزل الإيطالي. انخفاض الاستهلاك في إيطاليا كبير. إذا استقرأت ذلك لبقية أوروبا، وعلى الأخص الولايات المتحدة، تستطيع أن تتوقع مساراً نزولياً كما يحلو لك».
وقال سيريو إن أرقام حركة السير في المدن الإيطالية منخفضة حالياً 60 %، مما يهدد طلباً يتراوح بين نحو 40 و50 %. وتقترب إسبانيا وفرنسا من فرض تدابير مماثلة وتتجه ألمانيا أيضا لتقليص حركة السير في المدن بنسبة 40%.
وقال سيريو إنه إذا اتبعت المملكة المتحدة هذا المسار، فإن نحو 40 % من الطلب الأوروبي قد يصبح مهدداً بما يمثل سبعة ملايين برميل يومياً أو سبعة بالمئة من الطلب العالمي.
وفي الولايات المتحدة، كان الطلب حتى الأسبوع الماضي قوياً وهو ما يقول سيريو إنه ربما يرتبط بملء الناس للصهاريج.
وأشار إلى أنه في غضون ذلك، فإن الصين تظهر مؤشرات على التعافي في بيانات حركة السير والأنشطة الصناعية، في ظل استفادة آسيا بوجه عام من انخفاض أسعار النفط.
وقال سيريو إنه إذا واصلت أوبك ضخ الإمدادات بمعدلات مرتفعة، فإن العالم سرعان ما سيشهد نفاداً لقدرات التخزين التجارية المتاحة في مراكز استهلاك كبرى، مما سيفرض المزيد من الضغط على أسعار النفط.
وقال «نتحدث عن شهرين حين ربما تنفد طاقة التخزين التجاري المتاحة. سيكون من المهم التعرف على حجم شراء الصين لتزويد المخزونات الاستراتيجية» مضيفاً أن المشتريات الصينية قد تسهم في تخفيف الضغط على قدرات التخزين المتاحة في الغرب.

«جولدمان ساكس»: قيود «أوبك» وإجراءات أميركا تدعمان الأسعار
قال جولدمان ساكس في مذكرة بحثية إن كبح منتجين أساسيين في أوبك للإمدادات قد يدفع أسعار خام برنت في الربع الثاني للارتفاع إلى 30 دولاراً للبرميل، بينما من المحتمل أن تعزز إجراءات أميركية لدعم السوق الأسعار في الأجل القريب.
وأشار بنك الاستثمار الأميركي إلى تقارير أوردتها صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أن الولايات المتحدة تدرس التدخل في تهدئة الخلافات بين أوبك وروسيا، وأن الجهات التنظيمية في تكساس ربما تكبح إنتاج النفط، وقال إن تلك التحركات تقلص الإمدادات العالمية والمحلية الأميركية. لكن جولدمان ساكس قال إنه بينما قد تدعم أي تدابير أميركية سوق النفط في النصف الثاني من العام، فإن خفض الإمدادات المواكب سيظل غير كاف لموازنة خسارة في الطلب قدرها ثمانية ملايين برميل يومياً، والناجمة عن إبطاء دول للنشاط الاقتصادي لوقف انتشار فيروس كورونا الذي تسبب بوفاة عشرة آلاف شخص في أنحاء العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©