الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«كورونا» يضع «بوينج» أمام خيار التأميم

«كورونا» يضع «بوينج» أمام خيار التأميم
22 مارس 2020 01:03

نيويورك (أ ف ب)

بعد نحو 12 عاماً على إنقاذ الحكومة الأميركية لمجموعتي «جنرال موتورز» و«كرايسلر»، يناقش صانعو السياسات كيفية مساعدة شركة «بوينج» بينما ترزح تحت وطأة أزمة مزدوجة متمثلة في تداعيات وباء كورونا المستجد «كوفيد 19» والمشاكل المرتبطة بطائراتها من طراز «737 ماكس».
وطلب عملاق الطيران، الذي يصنّع الطائرة الرئاسية الأميركية وطائرات مدنية وعسكرية، نحو 60 مليار دولار كدعم فيدرالي لصناعة الطيران في الولايات المتحدة، بدون أن تتضح بعد آلية عمل خطة الإنقاذ هذه.
وقال المستثمر البارز في صناديق التغطية الاحتياطية بيل أكمان، هذا الأسبوع، إن «بوينج على الحافة، ولن تنجو بنفسها من دون خطة إنقاذ حكومية». وعانت الشركة أساساً ضغوطاً مالية حتى قبل أزمة فيروس «كورونا» المستجد.
فطائراتها من طراز «737 ماكس»، التي اعتبرت الأكثر مبيعاً، خرجت عن نطاق الخدمة لأكثر من عام إثر كارثتين مميتتين. وأدى ذلك إلى خسائر تقدر بنحو 18 مليار دولار ويتوقع أن تزيد. وباتت الصورة قاتمة أكثر فأكثر جراء أزمة «كوفيد-19»، مع التراجع الهائل في الطلب على الطيران بما يضع زبائن الشركة في ظروف اقتصادية صعبة.
وأدت تلك التطورات إلى هبوط أسهم «بوينج»، وجعلت قيمتها السوقية، الجمعة، نحو 54 مليار دولار.
وأعلنت الشركة، الجمعة أيضاً، أنها جمدت توزيع عائداتها حتى إشعار آخر، وأن رئيسها التنفيذي ديف كالهون ورئيس مجلس الإدارة لاري كيلنير سيوقفان الدفع حتى نهاية العام.
وأعلنت الشركة، التي سبق وأكدت إيقاف عمليات إعادة الشراء، أن البرنامج سيبقى متوقفاً إلى أجل غير مسمى. وتلقي أزمة «بوينج» المزدوجة بظلالها على شركات أخرى، إلا أنها لا تزال تتمتع بدعم ملحوظ في واشنطن نظراً لأهميتها للاقتصاد الأميركي عبر توظيفها نحو 130 ألف شخص. ولا يتضمن هذا الرقم عمال المجموعة الأكبر عدداً الذين يوظفهم مزودو المجموعة المقدر عددهم بـ17 ألفاً.
ومنح الرئيس دونالد ترامب الثلاثاء الضوء الأخضر لإجراءات صارمة لمساعدة الشركات، قائلاً لإعلاميين خلال مؤتمر صحافي «علينا حماية ومساعدة بوينج».

نموذج إنقاذ
وفي تقييم مالي نشر الخميس، ذكرت الشركة أن «هناك خيارات متنوعة تتم مناقشتها حالياً لدعم صناعة الطيران في الولايات المتحدة»، رافضة في الوقت ذاته الاستفاضة بشأن الخيارات المطروحة.
وتقدر المساعدات التي ستوجه إلى قطاع الطيران، بعيداً عن خطة التحفيز المالي، بتريليون دولار، وتتم صياغتها حالياً في الكونجرس.
وتمت مناقشة خيار أن تستحوذ الحكومة على حصة أسهم في «بوينج». وقال إيرل بلوميناور، العضو «الديمقراطي» في مجلس النواب عن ولاية أوريجون، إن «على دافعي الضرائب الحصول على أسهم في الشركة مقابل المساعدات ليستفيد الناس من استثماراتهم حينما تكون الشركة مستقرة مالياً». وعلى «بوينج» أن تطلب حمايتها من الإفلاس كما فعلت شركتا «جنرال موتورز» و«كرايسلر» بعد أزمة 2008 المالية طبقاً للفصل 11 وتعيد هيكلة نظامها المالي.

ناقلات أميركا تحتاج لسيولة 58 مليار دولار
تعمل شركات الطيران الأميركية جاهدة لدفع إدارة ترامب والكونجرس للحصول على معونات نقدية، وتقول من خلف الستار إن اقتراح مجلس الشيوخ بتقديم مليارات الدولارات من قروض مدعومة من أموال دافعي الضرائب ليست كافية لضمان استمرار هذه الشركات في عملها على المدى الطويل.
وخلال الأسبوع الماضي، سعى «اتحاد النقل الجوي الأميركي» الذي يمثل شركات الطيران الأميركية، لدفع البيت الأبيض للموافقة على طلبها بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 58 مليار دولار.
وتضغط الشركات ومسؤولو الإدارة الأميركية حالياً على الكونجرس للتحرك سريعاً في ما يتعلق بالمساعدات لقطاع الطيران، والتي تهدف إلى مواجهة تداعيات وباء كورونا على الصناعة.
ومن شأن هذه الأموال أن تساعد في الحفاظ على الوضع المالي لصناعة الطيران على المدى الطويل، بحسب ما أكدته الشركات. وحتى الآن، تتكون حزمة المساعدات بالكامل من قروض، يجب على شركات الطيران سدادها مستقبلاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©