الأربعاء 22 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فيصل العيان: من قصاصات «الاتحاد» تعلَّمتُ القراءة

فيصل العيان: من قصاصات «الاتحاد» تعلَّمتُ القراءة
23 مارس 2020 01:11

عبير زيتون (دبي)

عندما كنت طالباً في المدرسة، كان والدي يطلب مني قراءة صحيفة الاتحاد، وحينها كانت تدور رحى الحرب في أفغانستان، ويجري العمل على الوحدة بين جزئي اليمن، ثم جاء الغزو العراقي للكويت، لم أكن أدرك، وقتها، غاية والدي من قراءتي لمواضيع معقدة وأنا طفل صغير، وهو يجلس معي ويناقشني بها كي يعزز فهمي لها من خلال تعقيبه عليها، وكان يطلب مني دائماً الاحتفاظ ببعض القصاصات من الجرائد، والمواضيع المهمة منها كمراجع لي، ويعقبّ على ذلك بقوله «التاريخُ يُكتب».
من قصاصات صحيفة الاتحاد وأخبارها اليومية، بدأت علاقة الدكتور «فيصل العيان» نائب رئيس أكاديمية «ربدان» والكاتب والباحث في المجال السياسي والعلمي، مع عوالم القراءة التي يعتبرها من بين أهم الهوايات التي أنعم الله بها عليه، ويقول في هذا السياق: أذكر أن أحد المثقفين ذكر لي يوماً، أن كل كتاب تضعه في مكتبتك المنزلية أو تقتنيه هو بمثابة شهادة تحصل عليها، وكلما أتقنت قراءة الكتاب، تميّزت في حصولك على هذه الشهادة، من هذه البدايات تحولت علاقتي الخاصة مع الكتاب والقراءة في المنزل إلى عادة حميدة جداً، وخلوة للصفاء الذهني، اكتشفت أن لها تأثيراً واضحاً وقوياً في بناء ثقافة قراءة منزلية تنتقل مني إلى أبنائي ومنها من جيلٍ إلى جيل.

قارئ اليوم.. قائد المستقبل
لماذا تقرأ؟ في إجابة سؤال كهذا، يقول الدكتور العيان: القراءة تمنح الذهن القدرة على تمييز الخير من الشر والصالح من الطالح والواقع من التزييف، خصوصاً أني لا أكتفي بالقراءة لمن أتفق معهم بالرأي، بل لمن أختلف معهم أيضاً، وأثناء وجودي خارج الدولة لتحصيل شهادتي الماجستير من جامعة ملبورن – أستراليا، والدكتوراه من جامعة كرتن للتكنولوجيا، كنت شغوفاً بمتابعة ما يجري في وطني من تطورات، وكنت أطلع على ذلك من خلال متابعتي لصحيفة الاتحاد، ومع زيادة الفضول المعرفي، بدأت أطالع صحف الخليج والبيان، وبعد ذلك توسعت الدائرة لتشمل صحف الشرق الأوسط والحياة والرياض والسياسة في الكويت، ومن خلال تنوّع هذه القراءات تعرفت على أساليب مختلفة في طرح الأفكار والرؤى، وتعرفت إلى عدد أكبر من أصحاب الأقلام المميزة، ولاحقاً أصبح العديد منهم يهدونني نسخاً من إصداراتهم وكتبهم، ولا ننسى «قارئ اليوم هو قائد المستقبل».

شخصية قاهر الصحراء
لا يسمّي العيان كتاباً واحداً أثر في شخصيته الفكرية، فثمة كتب عديدة ساهمت في تشكيل الوعي المعرفي والإنساني لديه، ومنها كما يقول كتاب «حياة زايد» للكاتب عوض العرشاني، وفيه سلّط الضوء على شخصية قاهر الصحراء، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وإنسانيته وحياته وحبّه للجميع، ولأبنائه وأبناء وطنه، والعروبة التي يتحلى بها، والمواقف التي رسمها، والتي أضحت جزءاً من تاريخ المنطقة. وأذكر أيضاً كتاب «رؤيتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي وجدت نفسي أعاود قراءته، وأتوقف أمام كل حدث مهم، وضمن ثنايا الصفحات كنت أتلمس خطوات الشيخ محمد في بناء الدولة، وتطوير إمارة دبي، وملامح العلاقة المميزة بينه وبين أصحاب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. وغيرها من الكتب الكثيرة التي قرأتها مثل إصدارات الدكتور جمال سند السويدي، وكتابات الراحل طلال بن عبد العزيز آل سعود، حول تأسيس المملكة، وعلاقته بإخوته ووالده المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود.
أما الكتاب الذي أنتظره بفارغ الصبر ولم يكتب بعد، فأنا أتطلع إلى ما سيكتبه وزير خارجية الإمارات الأسبق معالي راشد عبد الله النعيمي، لأنه سيعبر في هذا الكتاب عن خبرته في العمل السياسي والحياة والتحولات الكبرى التي دارت في المنطقة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©