الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ما بعد كورونا؟

ما بعد كورونا؟
23 مارس 2020 01:13

يخبرنا العارفون بشؤون كورونا أن أخطر ما فيه ليس المرض ذاته، فنسبة الشفاء تصل إلى 97% وأكثر، وهي لا تقارن بمرض إيبولا الذي كان يقتل 60% من ضحاياه، ومرض سارس الذي أودى بحياة 30% من الضحايا.. الخطر الحقيقي يتمثل في سرعة الانتشار ورقعته في ظل الحركة الهائلة وغير المسبوقة للبشر والبضائع على امتداد العالم.
وفي ضوء كثرة الحديث عن كورونا من الباحثين والأطباء، لم يعد المرض غامضاً، إننا اليوم نعلم الكثير عنه، وبقدر ما يشغلنا موضوع السلامة والصحة، فإننا أيضاً معنيون بالتفكير في اليوم التالي للقضاء على كورونا.. في ذلك اليوم لن يسأل أي منا عن ماهية كورونا، بل عما تعلمناه من هذه التجربة التي هزّت العالم بأسره.
كانت الأوبئة على الدوام مصدر هلع للإنسان، لكنها منحت البشرية دروساً لا تقدّر بثمن، وكان لها إسهامات ضخمة في تقدم العالم.
في القرن التاسع عشر أدى انتشار الكوليرا في بريطانيا إلى وفاة الآلاف من الناس، لكن الوباء كان له الفضل الأكبر في دفع البريطانيين آنذاك لإعادة النظر على نحو جذري بالبنية التحتية للبلاد، فكانت النتيجة تطوير أفضل نظام للصرف الصحي في العالم، وهو النظام الذي ما زال مصدر فخر للبريطانيين حتى يومنا هذا.
لقد مهدت كوليرا القرن التاسع عشر لإنشاء بنية تحتية مدنية تقوم على الصرف الصحي والتخلص من النفايات وتوفير المياه للجميع، واليوم تلوح في الأفق فرصة عظيمة لمواجهة كورونا وأمثالها من خلال بنية تحتية رقمية تضمن وصول الخدمات إلى الجميع في كل مكان وزمان، كما تضمن انسيابية الأنشطة الحكومية والاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها اعتماداً على الذكاء الاصطناعي وثورة البيانات والمدينة الذكية.
والسؤال هنا هو: هل بلغ التحول الرقمي من النضج ما يجعله جاهزاً لتوفير متطلبات مجتمع الأعمال والحكومة والأفراد على السواء؟
كورونا اليوم هو الامتحان التاريخي لجاهزية العالم في مجال التحول الرقمي والخدمات الاستباقية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ونحن في الإمارات لدينا الكثير مما يمكن أن نقوله للعالم في هذا المجال، فنحن الدولة الأكثر جاهزية على مستوى الوطن العربي، ولدينا أرقام مميزة في مجال التحول الرقمي على مستوى العالم.
لهذا، يتعين علينا إخضاع كل الأسئلة السابقة وغيرها لمختبر التجربة الواقعية التي نمرّ بها اليوم، وسنكون بإذن الله على موعد قريب مع ذلك.
حفظ الله دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، ودمتم جميعاً بكل خير وصحة وسلامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©