عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)
توفي وزير الدفاع السوداني الفريق أول جمال عمر، فجر أمس، بأزمة قلبية، خلال مشاركته في مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في جوبا عاصمة جنوب السودان، مترئساً الوفد الحكومي في ملف الترتيبات الأمنية.
وشيعت جوبا جثمان الفقيد بجنازة عسكرية، شارك فيها كبار المسؤولين في السودان وجنوب السودان، والمفاوضين من الجانبين، والبعثات الدبلوماسية في عاصمة جنوب السودان. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العميد عامر محمد الحسن، إن الوزير توفي إثر علة مرضية، وهو كان يعاني أصلاً من بعض الأمراض المزمنة. والفقيد هو أول وزير دفاع في الحكومة الانتقالية بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير في أبريل الماضي.
وأدت أعداد حاشدة من المسلمين في جنوب السودان صلاة الجنازة على الفقيد، كما حضر الصلاة توت قلواك مستشار الرئيس وبابا ميدان وزير الدول للإعلام بالجنوب ممثلين لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت. وتم نقل جثمان الفقيد إلى الخرطوم، وتشييعه إلى مقابر فاروق فور وصوله، بمشاركة كبار رجال الدولة والقيادات السودانية.
وقد نعت القيادات السودانية الفقيد، واحتسب الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو وأعضاء المجلس السيادي الراحل، وقالوا في بيان لهم: «إن الله اختاره شهيداً وهو يدافع ويكافح من أجل استقرار السودان وسلامه وعزته». وأضافوا: إن الفقيد ظل طيلة فترة حياته العملية مثالاً للبذل والعطاء والتفاني من أجل الوطن وعزته ورفعته.
وقال الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، إن السودان فقد أحد أبنائه الأوفياء المخلصين، وأكد أن الفقيد تميز بالحكمة والصبر وحسن الخلق والرأي السديد، وكانت له إسهامات مقدرة من خلال موقعه في الحكومة الانتقالية، ودوره الفعال في عملية السلام.
ومن جانبه، قال الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، إن الراحل انتقل إلى رحمة ربه وهو في خط دفاع وطني يناضل من أجل السلام، وأضاف: تقبله الله شهيداً في سبيل الوطن، الذي يفتقده في وقت يحتاج عطاءه وخبرته، والوطن يواجه الترتيبات الأمنية المتعلقة بالسلام.
من جهته، نعى محمد حسن التعايشي الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة المفاوض، الفقيد باسم فريق التفاوض الحكومي، وقال: إنه بناءً على هذا الفقد المحزن، فقد تقرر تعليق المفاوضات لمدة أسبوع. كما نعت الفقيد الجبهة الثورية السودانية والحركات المسلحة.
