الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"قصتي" لمحمد بن راشد.. بعيون شابة

"قصتي" لمحمد بن راشد.. بعيون شابة
22 مارس 2019 03:24

دبي (الاتحاد)

نظمت ندوة الثقافة والعلوم، في إطار شهر القراءة جلسة نقاشية لكتاب «قصتي»، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. وشارك في المناقشة د. مريم الهاشمي، أستاذة جامعية وكاتبة وناقدة، ومحمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة بهيئة الثقافة والفنون، وخالد الهاشمي، رئيس قسم الاستراتيجية في إقامة دبي، وأدارت الجلسة صالحة عبيد، عضو مجلس إدارة الندوة، وحضر المناقشة د. حماد الحماد وجمال الخياط، أعضاء مجلس الإدارة، ولفيف من المهتمين.

سيرة ومرجع
افتتحت الجلسة صالحة عبيد ذاكرة أن الكتاب يكتسب في شهر القراءة ثقلاً استثنائياً، وأكدت أنه في الافتتاحية الاستثنائية تكمن مفاتيح الكتاب الذي يعد سيرة ومرجعاً، لافتة إلى قول سموه: «سيقولون بعد زمن طويل هنا كانوا.. هنا عملوا.. هنا أنجزوا.. وهنا تربوا، هنا أحبوا وأحبهم الناس».
وقالت عبيد إنه في كتاب «قصتي» يقدم سموه قصة الحياة والعمل والحلم على أرض دولة الإمارات، وينتبه جيداً لأدق التفاصيل، ويدرك العقبات قبل الإنجازات، والمشاق قبل المبهر المتحقق، وكيف أن المستحيل بقي كغيره من الأشياء مجرد فكرة تلتزم روحاً وثابة لتقفز عليها وتتجاوزها.

المرحلة الأولى
وحول تفكيك المرحلة الأولى في كتاب «قصتي»، مرحلة الطفل الذي تفتحت ذاكرته وإدراكاته على الجد، قال الحبسي إن الكتاب غني بحروفه وسطوره ومؤثراته اللغوية وأبجدياته الأدبية والثقافية والسيرة النيرة. وهناك دروس كثيرة في حياته- حسب الحبسي- وكان أولها الرحمة ومحبة الناس، فيقول سموه: «إن أعظم إنجازات جدي، رحمه الله، كانت سيرته وعلاقته مع شعبه، كان يحبهم ويحبونه، يروون عنه أنه يقوم قبل صلاة الفجر، يذهب إلى بئر بعيدة، يملأ دلواً كبيراً بالماء، ويأتي به للمسجد، ليتوضأ المصلون لصلاة الفجر.. أي إنسان كنت يا جدي.. أي قوة.. وأي طيبة ورحمة.. لم يحكم جدي بالخوف بل بالرحمة والمحبة...».

الدروس والعبر
وعن دفء الأبوة- حسب الحبسي- يقول سموه: «من اللحظات الأولى التي لا أنساها مع والدي الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله، عندما كان يردفني معه على خيله كنت في الثالثة من عمري تقريباً، يردفني معه على خيله في جولاته الصباحية.. أبي والخيل ودبي.. هي ذكرياتي الأولى عن طفولتي، أبي والخيل ودبي، هي ذاكرتي التي ستبقى معي حتى النهاية».
وعن النموذج الذي قدمه سموه للشباب وأبرز الإضاءات في تلك المرحلة، ذكر خالد الهاشمي أن الكتاب يحمل الكثير من العبر، التي يجب أن تكون منهاجاً لشباب الإمارات، فمرحلة الشباب التي مر بها سموه مرحلة صعبة، حيث مر بمواقف وقصص صعبة وتجاوزها بنجاح باهر، واستوقفتني عبارة عن تلك المرحلة في كتاب قصتي حيث يقول سموه: «لا أدري هل هذه فطرة أم هي مهارة مكتسبة» وبعد قراءتي لمجمل حياته، فهي مزيج من الفطرة والمهارة.
وأبرز دروس كتاب «قصتي» هي الرسالة الواضحة من سموه بضرورة التخطيط لأن تحقيق أي إنجاز أو هدف يتطلب التخطيط أولاً الهدف والتخطيط هما أساس الإنجاز، وفقاً لحديث الهاشمي.

موسوعة
وذكرت الدكتورة مريم الهاشمي أن كتاب «قصتي» يعتبر موسوعة جمعت بين التنمية الذاتية، والفكر الاقتصادي، والسياسي؛ بل تعدته إلى إمكانية اعتباره نهج حياة. والأكيد أن أغلب القراء سيذهبون إلى هذه المحاور، ولكنه كذلك يحمل في طياته فكراً فلسفياً، وهنا سأقف عند النظرة الفلسفية في فكر سموه، مركزة على عبارته: سيقولون بعد زمن طويل، هنا كانوا، هنا عملوا، هنا أنجزوا، هنا ولدوا، وهنا تربوا، هنا أحبوا وأحبهم الناس.
وأكدت أن موقع الإمارات من التاريخ، هو ما يتبادر لذهن القارئ عندما يبدأ «قصتي»، وهذا الفكر لا يتأتى إلا من المستنيرين، دائمي طرح التساؤل عن العصر الذي نعيش فيه، وما هو موقعنا فيه. وهو فكر يبين المسؤولية والحتمية بأن الإنسان هو الذي يستطيع أن يفرض إرادته على إرادة التاريخ، بمعنى أن التاريخ والمجتمع البشري لا يستندان على أساس المصادفة والعبث.
وحاولت الهاشمي طرح نقاط الالتقاء مع بعض الفلاسفة الذين تركوا بصمة في التاريخ البشري، وتأثرت بهم حضارات وشعوب. وقالت إن الفلاسفة يتبنون الحكمة، والاعتماد على الأخلاق الشخصية وعلى أن تكون الحكومات لخدمة الشعب، وهو التطبيق الأخلاقي الأعلى للفلسفة.
وهو ما نجده موافقاً لفكر الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، وذلك من خلال بعض أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:
- لم يحكم جدي بالخوف
- القيادي هو شخص يتحرك، يبتكر، يبني، ويخدم الآخرين
كما أشارت إلى إحداث التغيير في مواقف كثيرة وجريئة لمشاريع وإنجازات على مستوى العالم، مثال ذلك: طيران الإمارات، توحيد القوات المسلحة، شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، دبي destination، المنطقة الحرة في جبل علي وتطويرها إلى موانئ دبي العالمية، كأس دبي العالمي للخيول، ومسبار الأمل. مضيفة: كلها إنجازات ارتكزت على فكر يهوى التغيير وليس فقط في مواكبة التغيير بل إحداثه. وختمت حديثها بأن سموه شخصية متفردة.
وأكد الحضور أهمية إدراج كتاب «قصتي» ضمن مناهج التعليم للمراحل المختلفة، ليتعلم منه النشء ويستفيد من تجاربه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©