الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الكاتبة الإماراتية مريم القاسمي لـ «الاتحاد»: بالخيال.. أتسلل إلى عقول الأطفال

الكاتبة الإماراتية مريم القاسمي لـ «الاتحاد»: بالخيال.. أتسلل إلى عقول الأطفال
28 مارس 2020 00:10

غالية خوجة (دبي)

تبحث الكاتبة الإماراتية المتخصصة في الكتابة للطفل الشيخة مريم بنت صقر القاسمي دوماً عن قصة مختلفة، لها جاذبية خاصة، تستطيع في هذا الزمن المزدحم بوسائل الترفيه، أن تلهب حماس الأطفال وتثير خيالهم. وكشفت في حوار مع «الاتحاد» أنها أسست دار نشر للأطفال باسم «بيت الكتب»، من أجل تقديم مزيد من الأعمال الشيقة للصغار برؤية جديدة، خاصة مع تنامي الوعي الثقافي محلياً وعربياً بأهمية أدب الطفل.
وعن بداياتها مع الكتابة تقول: بدأت الكتابة مبكراً لكنني أخرجتها إلى النور عام 2016 حيث قمت في البداية بعرض قصصي في معرض كوميكون وادي الرسامين قبل النشر لأرى ردود أفعال الناس، ثم لأحقق حلمي وأكون كاتبة في مجال الطفل، وأنال جائزة الشارقة لكتاب الطفل 2018، وأصل إلى قائمة المرشحين لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الحالية.
وأكدت أن لطفولتها تأثيراً في كتابتها، مضيفة: كنت أعشق الكتابة والقراءة جداً، وكنت من المتفوقين دائماً في التعبير وأشارك في المسابقات الكتابية، كما كنت أكتب مذكرات منذ الصف الأول، وما زلت أحتفظ بتلك المذكرات حتى اللحظة. وعن رسالتها للأطفال أجابت: اكتشاف أساليب جديدة للتعبير، فالكلمة مهمة جداً في أي مجال، ولها تأثير قوي حتى لو كانت رسالة عبر «الواتس آب»، وهذه المهارات الكلامية والفنية وطرائق التعبير والأساليب المختلفة للقول لن تكتسبها إلا من خلال الاستمرارية والمواظبة على القراءة.
ورأت أن المنتَج الإبداعي العربي والإماراتي الموجّه للأطفال يتمتع بالوعي الثقافي المدرك لأهمية أدب الطفل، إضافة إلى التنوع في الأساليب والوسائل التي تطرح تلك المواضيع الخاصة بالطفل، وفئاته العمرية المختلفة.
لكن، كيف نعيد للطفل المخيلة من خلال الكتابة لا سيما وأن المخيلة التكنولوجية قلصت المخيلة القرائية؟
أكدت: لا بد أن يتميز الكاتب الذي يوجه مؤلفاته للأطفال، بجماليات هامة، أهمها الخيال الإبداعي، لأن الكتابة للطفل تعتبر من أصعب المجالات، خصوصاً في الوقت المعاصر المتخم بالكثير من وسائل الترفيه، وهذا أمر ليس سهلاً، ولذلك، يحتاج الكاتب أن يكتب بطريقة سلسة وشيقة وجذابة وحديثة، لأن الطفل المعاصر لا يفضل الأساليب التقليدية والتوجيهية، بل تلك التي تعتمد على الابتعاد عن المباشرة، وتجعله شريكاً حيوياً للنص الذي يقرأه، فيشعر بأنه منتج آخر للنص، ولأجل ذلك، على الكاتب أن يدقق في أصغر التفاصيل.
واسترسلت: عن نفسي، أجدني وفي كل كتاب أصدره، أختار الرسام بعناية، وأوجهه بالطريقة التي أريد أن تظهر فيها القصة، لأنني أريد قصة مشوقة تجعل الطفل يقرأها أكثر من مرة. وأضافت: وهذا ما تفعله القصص المواكبة للعصر، ولا مانع أن تكون تربوية ولكن ممزوجة بالخيال لتظل تجذب الطفل، فالكاتب المبدع هو من يبحث عن ما يسمى بالثغرات الأدبية في قصص الطفل ويبدع فيها.
أما ما هو دور المأثورات الشفاهية في كتابتها؟ فأجابت: مهمة جداً، فأنا أعتمدها في جميع القصص التي أنشرها، لا أريد أن أكتب قصصاً لكي أنشرها فقط وأرفع عدد أعمالي، بل لا بد من أن يكون ما نكتبه مثقفاً، ومن أهم عوامل ثقافة النص المأثورات الشفاهية التي تلعب دوراً كبيراً في إبراز أهمية القصة، ولمن هي موجهة، وبأسلوب بسيط لكنه عميق البنية من حيث الدلالات والإيحاءات والمعاني إضافة إلى الانتباه إلى اللغة ومصطلحاتها لتكون متناسبة مع الفئات العمرية الموجهة إليها. وعن كيفية التأسيس الإيجابي الذي يبدأ من مرحلة الطفولة لنؤسس مستقبلاً عربياً، قالت: يتم ذلك عن طريق التقبل والاختيار، وليس عن طريق الفرض والإجبار، لأن أسلوب فرْض القراءة على الطفل غير مجد، لأنه لن ينجز أهدافه، ويؤسس لزمن آتٍ. واستعارت من ذاكرتها الأولى مشهداً: ما زلت أذكر أول قصة قرأتها وأنا في الصف الأول الابتدائي، وكان علينا أن نحل الأسئلة المتعلقة بتلك القصة، وكان لدينا كل أسبوع قصة جديدة، وفي الصباح تنادينا المدرّسة على انفراد وتسألنا عنها، لكني لم أكن أحب ذلك، بل كنت أنفر من الكتب وأتخيل نفسي في امتحان كل صباح.
وتابعت: لكن هذا الشعور اختلف في مرحلة الثالث الابتدائي، عندما خصصت لنا المعلمة وقتاً كانت تسميه «ساعة قصصية»، خلالها، تحكي لنا القصص دون أن تسألنا أي شيء، ومن يومها، كانت المكتبة بالنسبة إليّ أجمل الأماكن، والكتاب صديقي الدائم. وهذا ما أريد أن يشعر به كل طفل، ودائماً أقول: اجعلوا أبناءكم يزورون المكتبات والمعارض واتركوا لهم حرية الاختيار.

عن الكاتبة
درست الكاتبة الشيخة مريم بنت صقر القاسمي الصحافة في الجامعة الأميركية بالشارقة، ثم حصلت على الماجستير في الترجمة. ولديها العديد من المقالات الصحفية، بالإضافة إلى مسرحية استعراضية بعنوان: أين اختفت الحروف، ومسرحية دمى بعنوان ساقي الماء، آدم الفضولي، مكتملان معاً، حكيم العرب، مريم والقلم، وكتاب التنوع، كما شاركت في كثير من ورش العمل التفاعلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©