عدد اليوم
أكد المهندس محمد سيف الأفخم، مدير عام بلدية الفجيرة، أن جميع محطات رصد التلوث التابعة لبلدية الفجيرة، رصدت تراجعاً كبيراً في نسب التلوث الناجمة عن انبعاثات عوادم السيارات بمختلف أنواعها وأحجامها مع قرار وقف الحركة المرورية على الطرق من الساعة الثامنة مساءً إلى السادسة صباحاً.
وقال الأفخم: «تعيش الفجيرة حالة متفردة من حيث التوازن البيئي، بعد أن هدأت المحركات على مدى جزء كبير من اليوم، كما توقفت الانبعاثات الخاصة بالسيارات التي تشكل نسبة كبيرة من أسباب تلوث البيئة، وأظهرت أكثر من خمس محطات رصد منتشرة في الفجيرة حالة التراجع الكبير في وجود التلوث في الهواء»، لافتاً إلى أن نسب التلوث في الوقت الحالي مثالية جداً، وكأننا نعود مرة أخرى إلى عصر ما قبل الثورة الصناعية.
ولفت مدير عام بلدية الفجيرة، أن فرق التفتيش تعمل على مدار الساعة لضبط أي تجاوزات قد تقع من المصانع أو الكسارات أو مصانع الإسمنت في ما يخص البيئة، مشيراً إلى أن فيروس كورونا يعيدنا من جديد لبيئة أكثر ملاءمة للحياة، كما يعيدنا من جديد للبيت وللأسرة وهي أمور افتقدناها منذ زمن طويل.
تقليل الانبعاثات
وقال الدكتور إبراهيم علي محمد البلوشي، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة، إن العمل عن بعد والتعليم عن بعد بالإضافة إلى تقييد الحركة المرورية خلال ساعات برنامج التعقيم الوطني والتي تمتد لعشر ساعات خلال اليوم، ساهمت بتقليل حركة المركبات مما ساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الناجمة عن حركة المركبات وحافلات النقل المدرسي، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الأوراق بما ساهم بالمجمل في تخفيض البصمة الكربونية للفرد.
وأضاف أن ما يلاحظ خلال الأسبوع الماضي منذ إصدار قرار منع استخدام «الشيشة في المقاهي» قلة الإقبال على المقاهي وتدخين الشيشة والسجائر بما ساهم في الحفاظ على جودة الهواء في هذه الأماكن.
ولفت إلى أن إغلاق الأسواق التجارية وتقييد الحركة المرورية إلا لشراء الغذاء والدواء ساهم بتغيير العادات الشرائية لدى الجمهور، بما قلل من استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
وأشار إلى أن قطاع النقل يعتبر الأعلى من حيث التأثير في البصمة الكربونية وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، فمن خلال وقف حركة أسطول النقل العام لنحو فترة عشرة أيام خلال مدة تنفيذ برنامج التعقيم الوطني، سيساهم ذلك في تقليل الانبعاثات الكربونية. وحول نتائج الإجراءات الاحترازية على مستوى العالم لمواجهة الكورونا، لفت البلوشي إلى أن دول العالم كافة شهدت تحسناً في الجانب البيئي.
وأكد ضرورة التفات العالم إلى أهمية الحفاظ على البيئة ووضع الاستراتيجيات الدولية للحفاظ عليها، وتوجيه الاهتمام نحو القضايا البيئية، بما يساهم في الحفاظ على جودة الحياة بالنسبة لملايين البشر.
قراءات مشجعة
قال المهندس علي قاسم، مدير عام مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية: «قللت المصانع والكسارات من ساعات العمل، وهناك التزام تام بساعات الحظر، وبالتالي ونظراً لتوقف المحركات نسبياً، وتوقف حركة أكثر من 2500 شاحنة على طرق الفجيرة خلال فترة الحظر، فقد سجلت البيئة من خلال فرق التفتيش والمحطات وطائرات الدرون الذكية تقدماً كبيراً، وإن نسب القياس تتفق مع النسب العالمية في الوقت الحالي».
وأكد أن المؤسسة تعمل على كبح جماح التلوث البيئي والوصول إلى نسب مثالية، ومنذ صدور القرارات الخاصة بكورونا وتفعيل حظر الحركة المرورية، وهناك تحسن ملحوظ في محطات الحيل والطويين وحبحب وثوبان، كما أظهرت قراءات المفتشين لجميع مواقع الكسارات والمحاجر والمصانع تقدماً كبيراً، وخلو البيئة من أي نسب تلوث قد تكون خطيرة.
