الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترك الدراسة أساس المشاكل

8 يونيو 2009 23:37
التربية والتعليم، والتأهيل العملي للحياة، قضايا أساسية في حياة الإنسان، ففاقد التربية السويّة، التي تعدّه لأن يكون فرداً صالحاً في بناء المجتمع، وإنساناً مستقيماً في سلوكه، ووضعه النفسي والأخلاقي، يتحول إلى مشكلة، وخطر على نفسه ومجتمعه. والفرد الذي لا يملك القسط الكافي من التعليم والمعرفة اللذين يحتاج إليهما في الحياة، هو جاهل يضر نفسه ومجتمعه، ولا يمكنه أن يساهم في بناء حياته أو مجتمعه بالشكل المرجو من إنسان هذا العصر. وهكذا ينسحب أثر الجهل في كل حقل من حقول الحياة. وليس هذا فحسب، بل إن الجهل هو مصدر الشرور والتخلّف، بل وسبب رئيس من أسباب الجريمة في المجتمع. فالمجتمع الجاهل، أو المثقل بالجهل، لا يمكنه أن يمارس عمليات التنمية والتطور، والخلاص من التخلّف، والتغلّب على مشاكله: السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية. والشباب الأميون، أو الذين لم يستوفوا القدر الكافي من المعرفة والثقافة، وكذا الذين لا يملكون التأهيل العملي، كالحرفة والمهنة، لا يمكنهم أن يؤدوا دورهم في المجتمع، أو يخدموا أنفسهم وأُسرهم بالشكل المطلوب، وتفيد الدراسات والإحصاءات، أنّ الأمية والجهل، وقلة الوعي والثقافة، هي أسباب رئيسة في مشاكل المراهقين والشباب. إن هناك مشكلة ترك الدراسة، في المرحلة الابتدائية، أو المتوسطة، أو الثانوية، أو الجامعية. وهي إحدى المشاكل الكبرى التي عرّضت، وما زالت تعرض مستقبل الشباب للخطر، فهي تدفعهم للبطالة والتسكّع، واقتراف الجرائم والممارسات السلوكية المنحرفة، ما لم يكن هناك إصلاح، أو توجيه أُسري، أو رعاية اجتماعية. ولترك الدراسة أسبابها النفسية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية، وربما الصحية أحياناً. كما أنّ للتشرد الناتج عن الاضطهاد السياسي، وعدم الاستقرار الأمني، دوريهما الكبيرين في ترك الدراسة وانتشار الأمية. وثمة سبب مدرسي يساهم في الإرغام على ترك الدراسة، من قبل البعض من الطلبة، وهو سوء تعامل الإدارة، أو المدرسين مع الطالب أو الطالبة. إن الطالب الذي يعيش مشكلة نفسية، ربما كان سببها الأسرة، وسوء تعامل الأبوين، أو المشاكل المستمرة بينهما، أو مشاكل الطلاق التي تؤدي إلى ضياع الأبناء، وتشرّدهم، أو تقصير الآباء وعدم رعايتهم لأبنائهم، وعدم توفير الظروف اللازمة لمواصلة الدراسة،، إنّ كل تلك المشاكل تساهم في ترك عدد من الطلبة للدراسة، وفقدان الدافع نحو مواصلتها. كما أنّ انصراف ذهن الطالب عن الدراسة، وارتباطه بأصدقاء سوء، أو أصدقاء فاشلين يدفعونه نحو اللهو أو اللعب والعبث، أو الممارسات السيئة. إن كل تلك الأسباب تؤدي بالطالب إلى ترك الدراسة، وتدمير مستقبله، وربما الجناية عليه. ولعل من الأسباب المهمة لترك الدراسة، بصورة اضطرارية، أو التوقف عن إكمالها هو الفقر، فالعائلة الفقيرة لا تستطيع أن تُوفّر النفقات اللازمة لدراسة الأبناء، مما يضطر الطالب إلى ترك الدراسة في فترات مبكرة، قبل أن يستوفي القسط الكافي منها، ليتوجه إلى العمل، وكسب لقمة العيش. إن كل تلك المشاكل وأمثالها بحاجة إلى دراسة علمية، ووضع الحلول لها من قبل مؤسسات المجتمع وفي مقدمتها الأسرة والمجتمع والمدرسة. جاسم الملا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©