عدد اليوم
أشرف جبريل
«أعتقد أن الأمر يستغرق عاماً أو عاماً ونصف العام»، قالها رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مؤكداً أن ابتكار لقاح لـ«كورونا» يتطلب بعض الصبر، ومزيداً من الوقت، وكثيراً من التضامن والعمل البحثي المشترك بين دول العالم.
وفيما كان تيدروس يتحدث في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، في جنيف، كان باحثو وعلماء العالم يسابقون الزمن للتوصل إلى مصل أو لقاح يحمي البشرية من فتك «كورونا» الذي أصاب مئات الآلاف حول العالم.
في ألمانيا ابتكر باحثو قسم بيولوجيا العدوى في معهد ماكس بلانك للأبحاث العلمية مصلاً أطلقوا عليه اسم «في بي إم 1002»، ويقومون حالياً بإجراء دراسات دقيقة للتأكد من فعاليته في الحماية من الإصابة بالفيروس، تمهيداً لاختباره في مرحلة لاحقة في المستشفيات على مجموعة من كبار السن، والعاملين بقطاع الخدمات الصحية، بعد الحصول على موافقة السلطات المختصة.
وأكد الباحثون أنهم اختاروا هاتين الفئتين، لأنهما الأكثر عرضة لمخاطر «كورونا المستجد»، وأشاروا إلى أنهم يسعون حالياً لتجريب مصل مضاد لمرض السل كحل مؤقت لحين التوصل لمصل خاص بـ«كورونا».
ويجري علماء الصين منذ منتصف مارس الماضي تجارب سريرية على لقاح مضاد لـ«كورونا» قاموا بتطويره، وأكد العلماء أنهم نجحوا في تحديد السلالة الجينية للفيروس، وينتظرون نتائج التجارب التي تخضع لها 3 مجموعات من المتطوعين، تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، وأشاروا إلى أن اللقاح سيكون جاهزاً في سبتمبر المقبل.
في روسيا، أكدت الوكالة الطبية البيولوجية أنها طورت سبعة نماذج أولية للقاحات ضد فيروس كورونا، وكشفت فيرونيكا سكافوريتسوفا مديرة الوكالة أن نماذج اللقاحات السبعة مهندسة جينياً، وجرى تطويرها من بروتينات مدمجة، يحتوي كل منها على محددات «مولدة الضد»، أي أجزاء تتفاعل مع الفيروس، موضحة أنه يجري حالياً اختيار اللقاح الأكثر فعالية، وأن اللقاح لن يكون متوفراً قبل 11 شهراً، وقالت إن الاختبارات المعملية تنتهي بحلول يوليو القادم، لتبدأ بعدها التجارب قبل السريرية ثم السريرية.
وبعد الانتشار السريع والواسع للفيروس في الولايات المتحدة، يسابق الباحثون الأميركيون الزمن لإنتاج لقاح يساعد في الوقاية من كورونا، ويتحركون على المستويات المحلي والدولي لإنجاز مهمتهم في أسرع وقت، ووفق وكالة أسوشيتد برس طور علماء معهد «Kaiser Permanente Washington» لقاحاً تجريبياً في وقت قياسي، وقاموا بحقن متطوعين به، وينتظرون النتائج.
وتتعاون الولايات المتحدة مع فرنسا في تطوير لقاح آخر مضاد للفيروس، إذ تعمل شركتا الرعاية الصحية الفرنسية «سانوفي باستور»، و«ترانسليت بايو» الأميركية، على ابتكار عدد من اللقاحات المضادة لكورونا، وقال رئيس قسم اللقاحات في الشركة الفرنسية: «نعمل على مسارات عدة، كلما زادت الطرق كلما زادت احتمالية نجاحنا».
وفي كوريا الجنوبية تواجه شركة «إيمونو ميد» الفيروس بحقن أطلقت عليها اسم «HzVSFv13»، وقالت الشركة إن العقار الجديد يعتمد على مثبطات للفيروس، فيما وافقت وكالة مراقبة سلامة الأدوية الكورية على إجراء 5 تجارب سريرية لأدوية موجودة بالفعل، و6 تطبيقات لاستخدام دواء انفلونزا محلي لعلاج مرضى كورونا.
