الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دبي للثقافة».. «جيل يقرأ.. حضارة تشرق»

«دبي للثقافة».. «جيل يقرأ.. حضارة تشرق»
2 ابريل 2019 03:09

أحمد النجار (دبي)

«شهر القراءة مميز جداً بالنسبة إلينا».. كلمات افتتحت بها الدكتورة حصة بن مسعود، مدير إدارة مكتبات دبي العامة في «دبي للثقافة» حديثها مع «الاتحاد»، مؤكدة التزام «هيئة الثقافة والفنون في دبي» (دبي للثقافة)، بوصفها الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث والآداب، بترسيخ عادة القراءة في المجتمع الإماراتي، بما يتماشى مع «الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2026»، والاحتفاء بمبادرة «شهر الابتكار» في دولة الإمارات، لافتة إلى أن الالتزام بهاتين الركيزتين وثيقتي الترابط يعدّ أمراً مهمًا للغاية؛ لا سيما وأن تبني القراءة لتكون أساساً متيناً، من شأنه أن يرفد الإنسان بالمعارف الضرورية، التي تساعده على تسطير إبداعات وابتكارات عظيمة.

الفعاليات الهادفة
في معرض حديثها، تطرقت الدكتورة حصة بن مسعود إلى إعلان «دبي للثقافة» عن الافتتاح الرسمي لـ«مكتبة الصفا للفنون والتصميم» في الأسبوع الأول من شهر القراءة، لافتة إلى أن المكتبة تقدم مزايا وعروضاً إضافية، وتهدف إلى الارتقاء بمعارف زوارها ومهاراتهم، ودعم مهمتنا الرامية لتمكين قطاعات الثقافة والتراث والفنون والآداب، وتحقيق السعادة لمجتمعنا.
وقالت إنه في إطار التزام هيئة دبي للثقافة والفنون بدعم الاستراتيجية الوطنية للقراءة تنظم الهيئة النسخة الرابعة من «صندوق القراءة» تحت شعار «جيل يقرأ.. حضارة تشرق»، كجزء من سلسلة الفعاليات الهادفة للترويج لعادة القراءة بين أفراد المجتمع.
وتقول إن مكتبة الصفا للفنون والتصميم مشروع رائد سيشكل نموذجاً يُحتذى به للمكتبات الأخرى. وتضم المكتبة قسماً مخصصاً للكتب، يضم أكثر من 4 آلاف كتاب، وصالة عرض فنية، وقسماً مخصصاً لاستضافة مجموعة متنوعة من الفعاليات وورش العمل الموجهة للأطفال.
وأوضحت أن الهدف الأساسي في تطوير المشهد الثقافي والفني في دبي، يركز على الارتقاء بمكانتها كمدينة عالمية إبداعية ومستدامة للثقافة والتراث والفنون والآداب.
وتوفر المكتبة بحسبها مزيجاً فريداً من التكنولوجيا والثقافة والكتب والمواد البحثية الرقمية، بهدف تسهيل القراءة وجعلها عادة يومية لدى جميع أفراد المجتمع.

القراءة عادة
وأكدت على أهمية تبني القراءة كعادة، مضيفة: إنها تعتبر اللبنة، التي تبنى بها الحضارات، وهمزة الوصل التي تربط بين الثقافات المتعددة.
ورأت أن القراءة ضرورة للمجتمعات كونها أداة للتغيير، من شأنها الإسهام في تمكين جيل كامل من الأفراد المثقفين القادرين على مواكبة وتيرة التغيير في العالم، مع المحافظة على ارتباطهم العاطفي والاجتماعي والفلسفي بثقافتهم وإرثهم.

القراءة والتقدم الرقمي
بسؤالها عن القراءة والكتب في ظل التقدم الرقمي، ولا سيما مع تزايد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، قالت: أعتقد أن التكنولوجيا غيّرت الطريقة فقط من دون أن تؤثر على جوهر القراءة. ومع أن الحصول على الكتب والأبحاث بات ممكناً بنقرة واحدة فقط، فإن فوائد وأهمية القراءة لم تتغير، كما أسهم التقدم الرقمي، بطريقة ما، في تمكين القراءة من خلال تسهيل وصول الناس إلى الكتب من أي مكان في العالم. مضيفة: لذا لا أجد التكنولوجيا عائقاً للقراءة، بل على العكس من ذلك تماماً؛ فالمسألة ليست منافسة بين الورق والشاشات الإلكترونية كما هو الاعتقاد السائد.
وتتابع: نهدف في «دبي للثقافة» و«شبكة المكتبة العامة في دبي» إلى توظيف التكنولوجيا بذكاء لترسيخ عادة القراءة في دولة الإمارات بين مختلف الأعمار ورفع معدلات القراءة بين الطلاب والكبار، وبالتالي المساهمة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. ومع إطلاق جميع هذه المبادرات الجديدة والنشاطات والبنية التحتية المطوّرة في مختلف أنحاء الإمارة، نهدف إلى تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والثقافة، تناغماً مع أهداف الأجندات والاستراتيجيات الوطنية.

جمهور متنوع
وفي عصرنا الحالي، لامست التكنولوجيا جميع جوانب الحياة الإنسانية تقريباً، وعن مواكبة القرّاء هذا التطور، ومدى ملاحظة مثل هذا التغيير، أوضحت د. حصة أن جمهور القرّاء متنوع باختلاف أهوائه، فالبعض يقرؤون للمتعة، وآخرون للبحث العلمي وفي مجالات العمل المختلفة، ويميل بعضهم إلى قراءة أنماط محددة من الكتب، بينما يفضل آخرون القراءة عبر المنصات الرقمية، ولا يزال هناك في الوقت نفسه من يعشق الكتب بطابعها الورقي. وينصبّ تركيزنا على ضمان وصول جميع هؤلاء إلى الكتب والمراجع، والندوات، والفعاليات، والمناقشات، أو حتى جميعها معاً.
وعام 2016 تم الإعلان عن عام وطني للقراءة، وفي حديثها عن الدور الذي تلعبه مثل هذه الحملات الوطنية في تعزيز المبادرات الثقافية مثل القراءة، لفتت د. حصة إلى أن عام 2016 لعب دوراً محورياً في تشجيع أفراد المجتمع الإماراتي على قراءة الكتب. ويتجلى تأثير هذه المبادرات الوطنية بأشكال عدة؛ فلا يقتصر الأمر على زيادة عدد الأشخاص الذين أحيوا حبهم للقراءة بفضل هذه المبادرة، وإنما الأهم هو إرساء نموذج يحتذى به لجعل القراءة جزءاً أساسياً من الحياة اليومية لأجيال المستقبل.
وكان من أبرز منجزات مبادرة عام 2016 إطلاق «الاستراتيجية الوطنية للقراءة»، وهي خطة وطنية للقراءة لعشر سنوات تتضمن ستة أهداف، وخمسة مبادئ، و34 مبادرة استراتيجية. وتهدف هذه الاستراتيجية، وفق د. حصة، إلى وضع الأسس وتوفير الفرص اللازمة لجعل القراءة عادة يومية وأسلوب حياة في المجتمع الإماراتي بحلول عام 2026.
وتتمثل الأهداف الرئيسة لهذه الاستراتيجية في تعزيز دور الأسرة والمجتمع في تغيير سلوكيات القراءة لدى الأفراد، وتحسين مستوى الأنظمة التعليمية والتقييمية الداعمة للقراءة، وبناء البنية التحتية اللازمة لدعم القراءة، وإثراء المحتوى المتاح في المكتبات. وتشكّل هذه الاستراتيجية خطة شاملة وفعالة لجعل القراءة جزءاً أساسياً من حياتنا في دولة الإمارات.
وأضافت: يعد «تحدي القراءة العربي» من أبرز المنجزات، وهو أكبر مشروع عربي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتشجيع الطلاب في العالم العربي على القراءة، وتنمية حبها لدى جيل الأطفال والشباب، وغرسها كعادة متأصلة في حياتهم.
وحول الرابط بين القراءة والتسامح، قالت د. حصة إن دبي تعيش ثقافة التنوع لاحتضانها أكثر من 200 جنسية مختلفة، وبالتالي يعدّ «عام التسامح» تجسيداً واقعياً لهذه الثقافة؛ فالتسامح قيمة وطنية نعتز بنشرها في دولة الإمارات، وما من طريقة أفضل لنشرها من القراءة والأدب. وما من شك أن أكثر الناس تفهماً للثقافات المختلفة هم القرّاء المتعطشون للمعرفة، لأنهم الأكثر انفتاحاً وتسامحاً إزاء التنوع، ويتيح هذا العام فرصة جيدة أمامنا لجعل القراءة جزءاً من أسلوب حياتنا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©