الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«مينت بريس نيوز»: الانسحاب من إدلب خيار أردوغان الوحيد

«مينت بريس نيوز»: الانسحاب من إدلب خيار أردوغان الوحيد
8 ابريل 2020 02:34

دينا محمود (لندن)

حذر خبراء سياسيون من أن مواصلة نظام رجب طيب أردوغان مغامرته العسكرية المتهورة في محافظة إدلب السورية، تضع بلاده على «مفترق طرق دبلوماسي تاريخي»، وتعرّضها لمزيد من الانتكاسات على صعيد علاقاتها مع القوى الرئيسة على الساحة الدولية، بعد أن «بالغت على مدى سنوات في تقدير قوتها وقدرتها على الحركة».
وأكد الخبراء أن المسارعة بالانسحاب من هذه المحافظة التي تشكل المعقل الرئيس المتبقي للمعارضة السورية المسلحة، تمثل الخيار الوحيد المتبقي حالياً لتركيا «المثخنة بالجروح»، جراء تورطها الكارثي في هذه المنطقة الذي وضعها في لحظة ما على طريق صدام مباشر مع روسيا.
وفي تقرير تحليلي نشره موقع «مينت بريس نيوز»، شدد المحلل السياسي أغا حسين على أن تشبث أردوغان بمواصلة احتلال إدلب، أدى إلى أن تتكبد أنقرة «هزائم لا حصر لها».
وأشار إلى أن هذا الوضع المتدني لتركيا، تجسد بوضوح خلال التحركات الدبلوماسية التي أعقبت تصاعد التوترات بين جيشها والجيش الروسي في شمال غربي سوريا مؤخراً، إذ فشل أردوغان في إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بزيارة أنقرة، واضطر بدلاً من ذلك للتوجه إلى موسكو، حيث استُقْبِلَ بطريقة تنطوي على إهانة لا تخفى.
واستعرض المحلل في تقريره ملامح الإهانات المختلفة التي تلقاها أردوغان في الكرملين، وشملت «إجبار أعضاء وفده المرافق على التزاحم تحت تمثال مهيب للإمبراطورة الروسية كاترين العظيمة، التي ضمت شبه جزيرة القرم من الدولة العثمانية في القرن الثامن عشر، وألحقت الكثير من الهزائم بالعثمانيين في الحروب التي وقعت بينهم وبين بلادها خلال القرن نفسه».
وعلى المستوى الموضوعي، كانت شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه خلال الزيارة الأخيرة التي جرت مطلع مارس الماضي، أقل ملاءمة بكثير للمصالح التركية، مُقارنة بما نص عليه اتفاق سابق بلوره البلدان في منتجع سوتشي الروسي بشأن إدلب أيضاً في سبتمبر 2018.
فبينما سمح اتفاق سوتشي لتركيا بالإبقاء على وجود عسكري في إدلب، بدا الاتفاق الأخير أكثر صرامة حيال هذا الملف، إلى حد جعل وسائل الإعلام التركية الرسمية نفسها تصفه بأنه «تكتيكي وهش، ولا يعكس وجود تفاهم بين الدولتين».
لكن أردوغان أُجْبِرَ - كما قال المحلل السياسي البارز على «ابتلاع هذا الاتفاق المر الذي يجعل نقاط المراقبة التركية في إدلب محاصرة فعلياً بالقوات الحكومية السورية، وهو ما يمثل فشلاً آخر لنظامه.
واعتبر أغا حسين اتفاق مارس هو بمثابة «عقاب روسي لتركيا»، بعد الأخطاء الجسيمة المتكررة التي ارتكبتها الأخيرة في سوريا، لا سيما أن الكرملين سبق أن أوضح لأردوغان مراراً، أن سياساته حيال الحرب الأهلية السورية، تشكل حجر عثرة على طريق علاقاته مع موسكو».
وشدد التقرير على أن التدهور الراهن في العلاقات التركية الروسية، يشكل خطراً حقيقياً على نظام أردوغان، بالنظر إلى أنه يتزامن مع تصاعد الأصوات الرافضة لتوجهاته في الولايات المتحدة، وعجزه عن استثمار علاقاته الشخصية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، للتغلب على «المشاعر المعادية لتركيا في الكونغرس ووسائل الإعلام الأميركية أيضاً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©