الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أدباء وفنانون: الإمارات تنتصر للأمل والإنسانية

أدباء وفنانون: الإمارات تنتصر للأمل والإنسانية
9 ابريل 2020 00:49

الوعي بأشكاله كافة هو صمام الأمان في حالات الطوارئ والأزمات الطارئة والكوارث الطبيعية والبيئية وزمن الأوبئة، ويتجلى هذا الوعي بمدى المسؤولية الذاتية والاجتماعية تجاه الإنسانية، وهذا ما تمثّله واقعياً دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة الرشيدة في مختلف الأحوال والتحولات، وللفرد والمجتمع أن يعي مسؤوليته الكاملة والمتكاملة في مواجهة جائحة «كورونا»، من أجل الانتصار على هذا الوباء المعاصر، خصوصاً أن مجتمع الإمارات يتألف من أكثر من 200 جنسية، مختلفة العادات واللغات والثقافات، وعلينا أن نكون جميعاً، هنا، وفي كل مكان على هذه الأرض، في قمة الوعي المسؤول من أجل السلامة والأمان والصحة العامة.
وعبْر هذا الاستطلاع تساءلت «الاتحاد»عن سبل مواجهة جائحة «كورونا»، وكيفية التعامل الحديثة مع هذه اللحظة وما بعدها، ومعالجتها شخصياً، وإبداعياً.
وقد اتفق المشاركون على نقاط ومحاور عدة، أهمها الوعي والالتزام بتعليمات القيادة الرشيدة وتوجيهاتها الحكيمة، والاستمرار في التفاؤل والطاقة الإيجابية، ومعرفة كيفية توظيف وقت «خليك في البيت» بأسلوب جمالي ومعرفي وعلمي وإبداعي، على الصعد كافة، الفردية والمجتمعية والإنسانية، مؤكدين أنها فرصة لإحداث تحولات كثيرة على مستوى التجربة الإنسانية، المشكّلة للوعي الفردي والجمعي معاً.

بداية يقول الروائي علي أبو الريش: إن الدعم من أي كاتب أو مثقف هو جزء من هذا المجتمع فما يمس المجتمع من خير أو سوء يمس الكاتب أيضاً، وهنا يقع دور على المثقفين بشكل كبير جداً؛ لأن هؤلاء يعتبرون قادة رأي وأقلاماً تنويرية تقود سلامة المجتمع وأمنه وطمأنينته، وبالذات اليوم في هذه الجائحة والوباء المؤلم جداً الذي آلم العالم كله وليس منطقة معينة فقط، وهنا تقع على المثقفين مسؤولية كبيرة، بتسليط الضوء على التزام الناس ومساعدة السلطات التي تعمل في سبيل كبح هذا الوباء؛ لأنه لا يمكن أن تقوم الدولة وتعمل بشكل كامل إذا لم يتعاون معها الآخرون، فهي تضيء المصابيح التي تشير إلى أين الصواب وأين الخطأ. ولذلك أصبح اليوم واجباً على كل صاحب قلم وعلى كل مثقف وكل إنسان أن يقفوا صفاً واحداً مع ما تقوم به المؤسسات الرسمية من جهود جبارة لمكافحة هذا المرض، وما تقدمه أيضاً من إمكانات هائلة جداً لتوسيع وعي الناس حول مصيبة هذا المرض.
ويقول الفنان د. حبيب غلوم: أتصور دور المثقف أو الفنان، والإنسان بصورة عامة، أن يأخذ الأمور بجدية، ويتعاطى معها بمسؤولية. وهذه مسؤولية مهمة أن يتعاطى الإنسان مع أي طارئ يحدث، خاصة عندما يهدد هذا الطارئ الصحة العامة. وأنا أتصور أن المثقف أو الفنان بوعيه تتوافر فيه هذه الخصلة، وهي أن يأخذ المسائل بحجمها الحقيقي والتفكير لإيجاد وسائل كفيلة بحماية نفسه ومن حوله جراء هذا العارض. ويوضح قائلاً: نحن كفنانين نحمل مسؤولية مجتمعية، ونحاول قدر المستطاع أن ندعم هذا الاتجاه بما يعود بالنفع العام على الآخرين والمجتمع المحيط بنا. وهذا دورنا الحقيقي.
ومن جانبه، يرى الإعلامي والباحث سعيد حمدان الطنيجي أن دور المثقف في هذه المرحلة تحديداً، مثلما هي أدوار بقية فئات المجتمع، لا تقل عن دور الكادر الطبي الذي يقاتل في ميدان مكافحة هذا الداء ومعالجة المرضى. فالمثقف عليه أن يكافح ويفضح الوهم ومن يصنعه ويكذب الإشاعات، ويصنع الوعي، وينشر التفاؤل والمعرفة والإيجابية. دوره في دعم التفكير السليم وتنمية المعرفة والقراءة وتقديم الوعي، وكيف نحبب القراءة للجميع وهم في مرحلة العزلة المنزلية وماذا يقرؤون.
ويشير سعيد حمدان الطنيجي إلى أن مهارات المثقف، إذا كان يملك فن أسلوب الخطابة والإقناع أو كان من مشاهير الإعلام الاجتماعي أو عنده معرفة أو قراءة متعمقة في مجال ما، ممثلاً، مصوراً، موسيقياً.. فعليه المبادرة؛ لأن العمل التطوعي وخدمة المجتمع تتطلب جميع الخبرات ومختلف الأفكار، ففكرة جديدة ومختلفة قد تساهم بها في خدمة مجتمعك.
ويقول الشاعر والروائي عادل خزام: «يمكن للشعر أن يكون صرخة مواساة لهذا العالم المبتلى بهكذا وباء جارف، وكما تابعت شخصياً، فإن هناك الكثير من الشعراء حول العالم كتبوا نصوصاً شعرية تتحدث عن الهشاشة التي بدت عليها الحضارة الإنسانية التي وقفت عاجزة أمام إيجاد حلول لهذه الجائحة المرضية المتفشية في كل مكان تقريباً، لدرجة أن الكثير من القيم الثقافية تبدو وكأنها انقلبت رأساً على عقب».
وأشار خزام إلى أن دور المثقفين والشعراء والمبدعين في هذه المرحلة دور جوهري ومحوري لملء فراغات العزلة الاجتماعية، وشغل أوقات الناس بالفنون الراقية، والمعارف المضيئة والكتابات المستنيرة التي تضيء وعي الناس، وتحقق نوعاً من التوازن والصبر والحكمة في مواجهة مثل هذه الأزمات ذات التأثير النفسي السلبي، وبالتالي خلق صيغة بديلة وإيجابية، من خلال الاطلاع على الكتب النوعية ومشاهدة الأفلام الفنية المستقلة والاستماع للموسيقا الكلاسيكية والهادئة، مضيفاً أن هذه البدائل باتت ضرورية اليوم بسبب محتواها الروحاني والتأملي لتخطي حالات الانكسار والإحباط بشقيها الفردي والجماعي تجاه ما يحدث حولنا من ظواهر مقلقة ومفاجئة لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين في هذا العالم.
ومن جانبه، يقترح الشاعر أحمد العسم، أن تقوم كل جهة بتوزيع عدد من الكتب التحفيزية على موظفيها، حتى تزيد من ثقافتهم واستغلال أوقاتهم في شيء مفيد، فهذه أزمة تمر بها الإنسانية وعلينا أن نخرج منها أقوياء.
ونصح العسم، المثقفين بأن يُمرروا الكتب بين معارفهم وجيرانهم لتعُم المعرفة على الجميع، موضحاً أنه خلال هذه الفترة يعمل كمعلم لعائلته، فيجلسون معاً مستغلاً الأدب لإغراء أبنائه بالإنصات إلى رسالته، لتتحول الأزمة إلى إنتاج ثقافي ومعرفي وإنساني مهم.

حالة حيوية حقيقية
يرى الكاتب والفنان التشكيلي علي العبدان أن الفنانين والمثقفين الإماراتيين لم يدخروا أي جهد في سبيل التواصل الثقافي والاجتماعي مع مجتمع الإمارات حتى في ظل انتشار وباء «كورونا»، وقد رأينا العديد من الفنانين والأدباء الإماراتيين، وكذلك المقيمين يتفاعلون مع الجمهور من محبي الثقافة والفنون والآداب عبر وسائل عدة عن بُعد مثل مواقع التواصل الاجتماعي، كما قد رأينا مبادرة الثقافة عن قرب التي قامت بها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة مشكورة، وقد ساهم في هذه الفعالية الافتراضية عدد كبير من الفنانين والمثقفين والأدباء بما جعلها تجربة غنية ورائعة، أضاءت في النفوس جوانب روحية عدة من خلال بث جماليات القيم الأدبية والفنية المتنوعة. وفي السياق نفسه أيضاً، قامت دوائر وهيئات الثقافة في كافة إمارات الدولة بتنظيم الكثير من الأنشطة والفعاليات كذلك، مثل عرض اللوحات الفنية، والقطع الموسيقية، والمسرحيات، وبعض النصوص الأدبية والشعرية، وهذا الأمر يشكر عليه جميع من قام بالمساهمة فيه للوصول إلى حالة حيوية حقيقية في مجال الثقافة والآداب والفنون في دوله الإمارات في ظل هذا الظرف الصعب.
تقول الأديبة فاطمة سلطان المزروعي: منذ أزمة «كورونا» ومؤسساتنا الثقافية لا تألو جهداً في طرح مبادراتها لأفراد المجتمع، فوزارة الثقافة وتنمية المعرفة أطلقت مبادرة الثقافة عن قرب على المنصات الرقمية.
وتابعت المزروعي: هناك أيضاً بعض المؤسسات التي طرحت مبادرات تتناسب مع هذا الوضع وتتلاءم مع ضرورة التباعد الاجتماعي والتواصل «أونلاين»، وهذا ما فعلته المؤسسات الثقافية لدينا. ودور الكاتب اليوم كبير في ظل هذه الظروف المحيطة بنا، فعليه أن يدعم هذه المبادرات، وأن يشارك فيها ويدعو القراء والمتابعين للمشاركة كذلك، وإبداء رأيهم، وتشجيع أفراد أسرهم وأقربائهم للاستفادة منها.
وتقول د. عائشة بالخير: أثبتت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة أنها نموذج تفرد بتسامحه وإنسانيته واحتوائه للآخر، لاسيما في ظل الظروف الراهنة، فقد وحدت هذه التجربة مفاهيم الآدمية عند البشر، وأصبح دور المثقف والكاتب والقاص والراوي والمغرد والمتصفح الذي شهد تلك الجهود أن يكتب عنها بشغف، وأن يحلل القيم والتأثير الإيجابي الذي تمد القيادة الرشيدة به المواطنين والوافدين وسكان الكوكب في هذا الظرف التاريخي الاستثنائي.
من جانبها، ترى الدكتورة نجاة مكي، الفنانة التشكيلية وعضو اللجنة العليا للتسامح، أن التعاون مع المؤسسات والجهات والمجتمع في التغلب على هذه الظروف محلياً وعربياً ودولياً هو من الأولويات الواجبة على الجميع ومنهم المثقفون والفنانون. وتابعت: الفنان يعبّر عن طريق لوحة فنية، ملصق فني، وإبداع فني يمزج فيه بين التشكيل والشعر والخط والتشكّلات، ليساهم ويتفاعل بمنظومة متكاملة مع بقية أفراد المجتمع.
وعن طاقة الألوان في زمن «الكورونا»، أجابت: طاقة الألوان علمية، ولها دورها على مختلف الأزمنة والأمكنة، ولكن، توجيه الطاقة اللونية ليس ذاتياً فقط، بل هو مجتمعي، ما يساهم بتفاؤل أكثر في مثل هذه الظروف التي تمر على الإنسان، ولابد لنا من المجابهة والإيمان بأن الغد أفضل دائماً، وأن الله سبحانه وتعالى أعطانا قوة لجعلنا أكثر وعياً وتفكيراً بمستقبل أفضل.
ويوضح الفنان التشكيلي عبدالرحيم سالم، أن المرحلة قدمت له تركيزاً أكبر على منتجه الإبداعي في المرسم، رغم شعوره بإحساس الانزعاج العام الذي يعيشه الناس.
ويسرد سالم أنه يود فعلياً تقديم مبادرات مجتمعية، ومستعد لأي تعاون، مقترحاً للقائمين على التلفزيون المحلي، أن يقدم برنامجاً تعليمياً للرسم للصغار والكبار عبر التلفزيون، لاستهداف أكبر شريحة ممكنة.
ولفت سالم إلى مسألة اعتبارها فُرصة للفنانين والمثقفين والشعراء والمسرحيين لإعادة صياغة دواخلهم نحو مسألة الحياة في مجتمعاتنا، وتوثيق ذكرى اللحظة الإنسانية في هذه المرحلة الصعبة، عبر ابتداع الشكل الجمالي الإبداعي.

منصة فنية
الفنان التشكيلي عبدالقادر الريس أكد الالتزام بتعليمات القيادة الرشيدة، متابعاً: بلاشك، البقاء في البيت فرصة للإبداع، وهي فرصة غير عادية للبقاء أطول فترة ممكنة من أجل التأمل والتفكير والإنتاج، وعلينا أن ننظر إلى المنافع الكثيرة لهذه الفترة العصيبة.
واسترسل: أتوقع أن تكون هناك معارض جماعية في هذا الفضاء الافتراضي محلياً، ومن الممكن أن تمتد أيضاً عربياً ودولياً. ومن الممكن، أن تكون هناك منصة إلكترونية خاصة بالفن الإماراتي والفنانين الإماراتيين، لعرض أعمالهم ومناقشتها، وأتطلع لأن تكون هذه المنصة «الأونلاين»، انطلاقة مختلفة لقراءة الأعمال الفنية، لاسيما من المختصين والنقاد، وأن تضاء إعلامياً من خلال إعلامنا المحلي وكذلك العربي والعالمي.
وبدوره، ركز المسرحي والفنان عبدالله صالح، في حديثة بشكل أساسي، على أثر الأقاويل والحقيقة المبهمة حول «وباء كوفيد 19»، وكيف بإمكانها تعطيل العملية الإبداعية، وهناك عدة نظريات يوضح من خلالها صالح رؤيته، منها كون الوباء صناعة ملغمة! أو في كونه إفراز من الطبيعة، ليتأمل الإنسان بشكل فعلي علاقته مع نفسه والآخرين.
وأكدت السينمائية نايلة الخاجة، أنها بطبيعتها شخصية إيجابية، مفضلة اعتبار الأزمة فرصة للتعلم، حيث تقضي الوقت في الدراسة من خلال البرامج التعليمية عن بعد، والاستفادة عملياً بتطوير مهارات معينة.
وتابعت: يمكننا الاطلاع على أثر اختيار دولة الإمارات، اسم برنامج التعقيم الوطني، بدل حظر التجول أو غيره، فهي تفصيلة مهمة جاءت نتاج وعي حكومي، بأن الخوف والتوتر بمقدوره أن يؤثر بصورة سلبية أكثر من المرض نفسه أحياناً.
وقالت الشاعرة شيخة المطيري: في هذه الظروف لم أتعامل مع نفسي كشاعرة بقدر ما تعاملت مع الأمر كوني إنسانة تعزز الجانب الوطني بالالتزام والبقاء في المنزل وتوطيد العلاقات الأسرية. أحاول التشارك مع أسرتي وتحديداً في ترتيب مكتبتي وهكذا أوصل أكثر من رسالة لهم.
وأكملت: من جانب آخر، فإنني كمقدمة برنامج إذاعي، أشارك المستمعين مجموعة من الأفكار، ومنها العودة للمكتبة الرقمية والاهتمام بجرد المكتبات المنزلية والالتفات لموضوع البحث العلمي، إضافة إلى أننا أقمنا جلسة قرائية عن بعد، وتم بثها بشكل مباشر عن طريق البرنامج.
ويرى محمد سالم، مدير في شركة إنتاج تلفزيوني وسينمائي، أن الأزمة الراهنة تؤكد بوضوح مسألة خلق المنصات المختص في اكتشاف وبناء المواهب الإبداعية، وهو أهم اقتراح مفصلي تحتاج إليه المرحلة، لتحقيق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا.

الدعم والتشجيع
ومن جانبه، يقول المخرج والممثل حسن رجب: يجب أن نلتزم ونحض الناس على الالتزام بما تقوله وتطلبه الجهات المسؤولة في الدولة من أجل الحد من مخاطر هذه الجائحة. ولدينا مجموعة تواصل في «واتساب» تضم مجموعة واسعة من المسرحيين في الدولة، ونعمل من خلالها على تبادل المعلومات والموجهات التي تصدر بشكل يومي من الوزارة و«الهيئة» وكل جهة رسمية تعمل في هذا الموضوع من باب نشر الوعي. وهناك شائعات ومعلومات مغلوطة كثيرة من غير المتخصصين يمكن أن نصدها من خلال دعم جهود الجهات المختصة والوصول بإرشاداتها لأكبر قدر ممكن من الناس. والأمر المهم هو أن تجد منا طواقم الصحة والشرطة والبلدية والإعلام وكل المتقدمين في الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الطارئ كل الدعم والتشجيع، وأنا أعرف حجم ما يبذلونه لأن زوجتي تعمل معهم وأراها تعمل بكل جهد، وأعرف ما يصادفونه، وهذا حال جميع المشتغلين في هذا المجال ولذلك فإن أبسط ما يمكننا تقديمه لهم هو أن نتعاون معهم ونشجعهم.
أما الفنان التشكيلي الدكتور محمد يوسف، فيقول: هناك مشاركات للفنانين من مختلف المجالات في وسائط التواصل الاجتماعي، عبارة عن إشهارات لجهود المؤسسات الصحية الرسمية، وبالنسبة لنا في مجال التشكيل اعتقد أن أهم ما يمكننا أن نقدمه هو أن نوثق هذه اللحظة ونسجل خاصة قوة إرادة الإنسان وثباته وإحساسه بالحياة. وعلى المستوى الشخصي، طلبت من طلابي إنجاز مشاريع فنية مستلهمة من الظرف الحالي.
وتقترح فاطمة المغني، الخبيرة والباحثة في التراث، على المؤسسات الثقافية أن تخلق متنفساً للكتاب والأدباء والشعراء، وألا توقف فعالياتها، وتُقدم الأمسيات الثقافية والشعرية عن بُعد، بحيث يجتمع الكبار والصغار للتواصل مع هذه الفعاليات عن طريق الهاتف المحمول أو الحاسب أو وسائل التواصل الذكية الأخرى، مشيرة إلى أنها فرصة جيدة خاصة في وجود كافة أفراد الأسرة في المنزل.
واستكملت فاطمة المغني، أن دولة الإمارات دائماً ما تُقدم للجميع القدوة والنموذج خلال التحديات التي مرت بها خلال تاريخها، وهذه الأزمة ستفتح المجال للبحث العلمي بشكل أكبر، مشيرة إلى أن الدولة تُدير هذه الأزمة بطريقة صحيحة وعلى الجميع أن يتبع التعليمات التي تقدمها الجهات المسؤولة في الدولة.
بدورها، أشارت الكاتبة موزة عوض إلى أن دور المثقف بشكل عام يتمثل في مجهوده الحقيقي لتكثيف الرسائل الإيجابية والنصائح الإرشادية سواء عن طريق الوسائط المرئية أو المسموعة أو المكتوبة، مضيفة أن هناك خطوات متعددة للمشاركة المجتمعية، في تلك الرسائل الخلاقة والمستفادة لأكثر من نطاق في مجتمعنا عن طريق الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وقالت إن دور المؤسسات الثقافية يجب أن يواكب هذا الحدث الخاص، وذلك من خلال احتواء الأزمة وتكثيف المبادرات والأفكار والبرامج الخلاّقة والمبتكرة الساعية لنشر الإيجابية، وإيجاد حلول وبدائل لكسر العزلة الاجتماعية.

شما بنت محمد بن خالد: القراءة فرصة للتخلص من الضغوط النفسية
تقول الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان: منذ اللحظات الأولى التي تبين فيها للعالم أن هناك تحدياً قادماً، كانت قيادتنا عند الموعد باستعدادات مسبقة، ضمن خطة الدولة لمواجهة الطوارئ والأزمات، وإعدادات خاصة تتماشى مع طبيعة التحدي الذي نحن فيه الآن، وأضف إلى ذلك وعي المجتمع الإماراتي بجميع مكوناته من المواطنين والمقيمين، والذي كان له دور كبير في إنجاح جهود الدولة، في احتواء الموقف بصورة ناجحة وحامية للمجتمع ككل.
أما عن دورنا كمثقفين، فالمثقف هو في المقام الأول عضو مؤثر في المجتمع، وينظر له نظرة القدوة العارفة، وبالتالي فدور المثقف هنا لابد أن يكون دوراً إرشادياً للمجتمع وتوعوياً في البداية، أي لابد أن يقدم النموذج في الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة. وثانياً يأتي دوره الثقافي والمعرفي، وهذا ما كنت حريصة عليه منذ بداية الأزمة، وهو التعامل مع التحدي بروح مختلفة، والبحث عن وسائل نتخطى بها الحالة الجديدة، ونؤكد على قدرتنا على مباشرة حياتنا، طبقاً للظروف والمتغيرات المؤقتة التي وضعنا فيها.
وكان إيماني أن الباحثين عن المعرفة لا توقفهم الأزمات، وهو المرشد لي، فلم نستسلم ولم نتوقف، فحوّلنا جميع أنشطتنا في مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية، إلى العمل عن بعد، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، فقدمنا كافة فاعلياتنا وطورناها كي تتماشي مع العمل عن بُعد، وحرصت بصفة شخصية على أن يتحول مجلس الفكر والمعرفة إلى العمل عن بُعد، وقدمنا نموذجاً لعمل الصالونات الثقافية، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وإدارة المناقشات والحوارات الفاعلة، بل إننا مع زيادة مساحة التواجد المنزلي، وتوفر الكثير من الوقت، قمنا بتكثيف حواراتنا ومناشطنا في المجلس، وعقدنا أكثر من 21 جلسة حوارية، على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، وسط تفاعل كبير من العضوات، وما زالت أعمالنا مستمرة.
وتضيف: المثقف لابد أن يكون باحثاً دائماً عن التعامل مع المعطيات، ويطوع قدراته معها من أجل الاستمرار، فالحرص على استمرار الحوار والقراءة والبحث وراء المعارف، يعطينا الفرصة للتخلص من الضغوط النفسية، التي نتعرض لها نتيجة تدفق الأخبار عن الفيروس حول العالم، كما أن تواصلنا كمثقفين مع المجتمع ككل بنفسيات مستقرة وواعية يمنحهم الطمأنينة والشعور بالأمان، وذلك كله ينعكس على استجابة المجتمع لتعليمات الدولة وقراراتها من أجل تخطي الأزمة.
ولا بد أن نعي أن الحياة لم ولن تتوقف يوماً عن الاستمرار، ونحن قادرون على التحدي حين نكون واعين ومدركين طبيعته، ونتعامل مع التحدي ونحوله إلى طاقة إيجابية، من خلال مواءمتنا السلوكية مع الظروف الجديدة، لحين انتهاء الأزمة، قريباً إن شاء الله.

القفز فوق المأزق
ترى الدكتورة مريم الهاشمي أن المبادرات وحدت شرائح المجتمع من طلبة وأساتذة وعاملين وموظفين وغيرهم بأن يساهموا في هذا التكيف الذي هو بمثابة نظرة تفاؤلية بأن الفكر دوماً يقفز فوق المأزق، وأن الحرية هي العمل، وبلاشك العمل الذي يحفظ الحياة ويساهم في استمراريتها ونبذ جمودها. وكلنا متعطشون لتلك الصالونات النقاشية والمؤتمرات الفكرية والبحثية والتفاعلية وإن كانت عن بُعد، ولنثبت أن الحركة الثقافية هي الأكثر تواؤماً وتفاعلاً وحضوراً في كل المواقف الحياتية، واليوم نشكر العقل البشري الذي سخر لنا التكنولوجيا التي أتاحت لنا شعور القرب رغم البعد.
ومن جانبه، يقول الفنان المسرحي عبدالله راشد، وهو يعمل بالشرطة وبحكم عمله في الصفوف الأمامية لمواجهة «الكورونا»: بلاشك نحتاج في هذه الظروف لأن نتشارك في درء المخاطر، وأن نتعاون في خدمة بعضنا بعضاً. وفي هذه الأيام، يتعاظم دور وسائل الإعلام بصفة خاصة في تنوير الجمهور، وتقديم المعلومات التي تساعده على الوقاية، وواجبنا كفنانين أن نقدم الدعم المعنوي من منصاتنا، ونشجع وندعم هؤلاء الذين يتقدمون الصفوف، كما يمكننا التواصل مع الجهات التي تعمل في هذا المجال ونطلب منها أن توجهنا للقيام بأي دور يمكننا القيام به.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©