الإثنين 20 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الزراعة على خطى الأجداد في «الأيام التراثية»

الزراعة على خطى الأجداد في «الأيام التراثية»
10 ابريل 2019 02:02

أحمد النجار (الشارقة)

وسط أجواء مزرعة كبيرة، تزين ساحات «أيام الشارقة التراثية»، في دورتها السابعة عشرة من 2 حتى 23 أبريل الجاري، تفترشها مجموعة من الحرفيين والحرفيات، يحملون الكثير من قصص الآباء وسيرة الأجداد، ويحرصون على نقلها والتعريف بها إلى جمهور الزوار من العائلات، التي تناقشهم في أمور كثيرة سواء في حكايات الحرف أو جوهر القيم والتقاليد القديمة، وينقلون عبر قصصهم رسائل ثقافية مهمة إلى الأجيال الحالية.

قصص وذكريات
المميز في المحتوى التراثي في البيئة الزراعية لهذا العام بحسب المنظمين، مشاركة وزارة البيئة في تطوير المحتوى الحرفي لتقديم تلك المواد والأدوات التراثية، حيث توافد الكثير من الزوار والعائلات على منصات الحرفيين لاستلهام بعض المعارف والقصص والذكريات من حياتهم حول بعض الحرف والمهن، التي يتقنونها، واستمتعوا بالتعرف إلى العناصر التراثية، التي كانوا يستخدمونها في صناعة وإنتاج بعض المواد الغذائية مثل طحن الحبوب وتحضير التمور واستخراج المياه من الآبار بواسطة «اليازرة» وطريقة تحضير بعض الأكلات الشعبية، التي كانت بمثابة القوت اليومي في الماضي.
وقال سالم سعيد الحوسني، مشرف البيئة الزراعية، إن عدد المشاركين فيها لهذا العام 10 حرفيين و10 حرفيات، من أبرزها حرفة «المسطاح» وهي عبارة عن كميات تمر مفروشة على سلال مصنوعة من خوص النخيل، يتم تعريضها للشمس مدة 20 إلى 25 يوماً ثم يتم تنقيتها من الشوائب غير الصالحة للأكل، وهناك «المدلوج» عبارة عن تمر يتم خلطه وعجنه بواسطة القدمين نظراً لصعوبة تشكيله بهدف تكييفه بشكل عجينة التمر، ويشترط أن يكون الشخص على وضوء تام قبل القيام بذلك، وبعدها يتم رش «المدلوج» بالدهن والهيل لإضفاء نكهة محببة عليه، ويكثر إنتاجه وإعداده بالتزامن مع شهر رمضان المبارك لتلبية الإقبال الكبير عليه بكونه أحد عناصر المائدة الرمضانية، ووفق الحوسني توجد هناك أصناف أخرى من التمور يتم تحضيرها بواسطة «الجراب». صناعة الحبال
واستعرض الحوسني بعض الحرف الشعبية في البيئة الزراعية مثل «الزفانة» وهي عبارة عن صناعة «الدعن» ويستخدم في العرائش وأسقف المنازل قديماً لاتقاء الحر والشمس، مشيراً إلى أن هذه الحرفة يقوم بها 5 أشخاص بما يسمى «زفن الدعن» ليتم تنظيفه في الماء، وانتقل الحوسني بالحديث عن حرفة «قلادة الحبال» ويقوم بها حرفي واحد يجمع ليف النخل ثم يتم نقعه وتنظيفه وترطيبه بواسطة الماء ويقوم بقلده لتكوين الحبال منه.

البثيثة
وتبرز في قصص الحرفيات الإماراتيات اللواتي لعبن أدوراً في البناء والتنمية منذ القدم، وساندن شريكهن الرجل في المهام والمسؤوليات والإنتاجية في بيئات العمل، وأكدت حرفيات مشاركات في البيئة الزراعية، في حرف مختلفة ضمن ركن «المدبسة» وهو بمثابة مخزن يدخر فيه الأولون التمور والدبس لأيام الشتاء، كما يجتمعن في حرفة صناعة البثيثة وهي عبارة عن كمية من التمر يجتمعن عليه ثلاث حرفيات من النساء يقمن بدعكه لساعات مع وضع الدهن العربي والهيل، ويعتبر وجبة يومية في المنازل في الماضي. وهناك حرفيات في صناعة الحناء، حيث تقم مجموعة من الحرفيات في تجميعه ثم يعرض في الشمس حتى يسهل دقه بواسطة طاحونة الرحى، ويستخدم الحناء كعنصر زينة للنساء والرجال أيضاً، خاصة في أيام الأعياد والمناسبات الاجتماعية، أما حرفة «السفافة» فتقوم بها حرفية واحدة تصنع منها أدوات منزلية وأثاث وحافظات طعام ذات استخدامات حياتية مثل «السرود» و«المكبة» و«المخرافة» و«الجفيرط و«المزماة».

حرفة اليازرة
وقال علي الشميلي حرفي يعمل في حرفة «اليازرة»، منذ 4 أعوام، إنها حرفة كان يديرها «المزارع» صاحب المزرعة نفسه، ويجلب حرفياً يطلق عليه «البيدار»، و«اليازرة» هي استخراج الماء من الآبار، وتعد إحدى طرق الري أو السقي للمحاصيل والأشجار داخل الأرض الزراعية، وتتكون الحرفة من عدة عناصر هي الطوي«البئر»، و«الثور»والخب وهو المكان الذي يمشي عليه الثور. وتحدث خلفان محمد خلفان النقبي، المسؤول عن الحرفيين في البيئة الزراعية، عن حرفة «اليازرة»، موضحاً أنها التي كانت رائجة في فترة الستينيات، وأن أبرز العناصر المستخدمة فيها هي «المنيور» و «الدلو» و «الدوار» و «الحبّال» و«القابل» و«الرشا» و«الويّ »، ويتم فيها ريّ المزارع الشاسعة متوسطة الحجم، وسقي الأشجار والحمضيات والنخل التي تحتويها تلك المزارع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©