الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دعم الاستقرار الاقتصادي والتصدي للتحديات لتحقيق الازدهار

دعم الاستقرار الاقتصادي والتصدي للتحديات لتحقيق الازدهار
16 ابريل 2020 01:35

محمد سيف السويدي*

يشهد العالم هذه الأيام تحدياتٍ هائلة، ويتعرض لمحنة جسيمة، إذ يمثل انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) تهديداً لدول العالم دون استثناء، ونجم عن هذا الوباء تحديات في جميع القطاعات، لا سيما القطاع الصحي، والاقتصادي والمالي، إلا أن الأمل يحدونا في أن تنقضي هذه المحنة سريعاً.
في الوقت الراهن، وأكثر من أي وقت مضى، نحن في أمس الحاجة لتعزيز التعاون والتكاتف معاً، والاستثمار في قطاعات الصحة والتعليم والتكنولوجيا لبناء عالم أكثر قوةً،
دائماً ما تُظهِر المواقف الصعبة صلابة المعدن وقوة العزيمة، فرسالتنا وقيمنا وأهدافنا لم يغيرها هذا الموقف الراهن، بل على العكس، فقد زادت هذه المحنة من تركيزنا، وأكسبتنا قوةً وإصراراً.
في صندوق أبوظبي للتنمية، نحن دائماً على أَهُبَة الاستعداد للمساعدة والتعاون، واستحداث الحلول الإبداعية الخَلاّقة لتقديم الدعم اللازم للتخفيف من تداعيات هذا الوباء، فرسالة صندوق أبوظبي للتنمية – منذ نشأته -هي مساعدة الدول النامية في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وإبرام شراكات عالمية واستثمارات مشتركة في مشروعات التنمية للنهوض بالمجتمعات.
وليس هناك وقت أفضل من الوقت الراهن، للتعاون على نطاق أوسع، والتركيز على تحقيق التعافي، وتُظهِر أبحاثنا وخبراتنا أن المجتمعات والدول التي تمر بمرحلة التعافي يوجد بينها عوامل مشتركة، فهذه المجتمعات والدول تتبنى التكنولوجيا الحديثة، وتستفيد من قدراتها الكامنة أيما استفادة، وتستثمر في قطاع التعليم، وتعزز البنية التحتية لقطاع الرعاية الصحية.
وفي خِضَم هذه الظروف الراهنة، المتمثلة في انتشار فيروس كورونا المستجد، يتجلى لنا درس مهم علينا ألا نُفَوِته، ألا وهو التركيز وزيادة الاستثمارات في مجالات البنية التحتية للتكنولوجيا، والتعليم الرقمي والصحة، وعلينا التعامل مع هذه القطاعات الثلاثة على أنها محاور وركائز أساسية للتنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي، والازدهار والانتعاش.
تؤشر جميع الدراسات، خاصة الآن، على أهمية الاستثمار في هذه القطاعات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن قطاع الرعاية الصحية وموظفيه، يقدمون أروع الأمثلة في العمل الدؤوب والتفاني، فهم خط الحماية الأول للتغلب على هذا الوباء، وقد تمثل الحل الناجع والعملي لذلك في زيادة الطاقة الاستيعابية لقطاع الرعاية الصحية، والاستجابة السريعة لكافة المستجدات، كما بات واضحاً لنا جميعاً أن النشاط الاقتصادي التقليدي غير القائم على التكنولوجيا يتعرض لتحدياتٍ كبيرة في هذه الأوقات الراهنة، التي تشهد مرحلةً من الانغلاق والعزلة بين الدول.
وأدت حتمية التباعد الاجتماعي بين الأفراد إلى إغلاق المكاتب، والمدارس، والمراكز التجارية، وتوقفت مسيرة التعليم بأشكاله التقليدية.
ستجتاز الدول التي تمتلك بنية تحتية حديثة ومتطورة وقوية في مجالات التكنولوجيا الرقمية، وأنظمة تعليم وصحة جيدة هذه المحنة العصيبة أسرع من غيرها.
فالدول التي تتخذ من جائحة كوفيد-19 فرصةً وتحدياً لدفع مسيرة التحول الرقمي وزيادة وتيرته، هي الدول القادرة على مواصلة نشاطها الاقتصادي، حتى في أوقات العزلة والتباعد الاجتماعي.

التطوير والابتكار
في صندوق أبوظبي للتنمية، نضع الحلول دوماً نصب أعيننا، فهي جُلَ تركيزنا وغايتنا، فمنذ التأسيس في عام 1971، قمنا بتمويل ما يزيد على الألف مشروع في 94 دولة حول العالم، وكان التطوير والابتكار نهجنا، فنجحنا في تمكين تلك المجتمعات، وحققنا نتائج إيجابية.
واليوم، نواصل نهجنا المعهود، ونراعي مصالح شركائنا في مختلف المجتمعات في ظل هذه الظروف الراهنة، ونهتم بالدول النامية في شتى أرجاء العالم، وسوف نواصل تقديم المساعدة والدعم لإنشاء وتمويل المشروعات في مختلف قطاعات التكنولوجيا والصحة والتعليم، لنساند وندعم المجتمعات في تحقيق التنمية والنمو الاقتصادي والتعافي، لتمكينهم من التغلب على التحديات، كتلك التي نواجهها في الوقت الراهن.

توسيع نطاق التمويل
سوف نواصل في صندوق أبوظبي للتنمية، القيام بدورنا الفعال في تنشيط النمو الاقتصادي، من خلال توسيع نطاق عمليات التمويل التي تستهدف التنمية، مع تقديم الدعم للاقتصاد الوطني في الوقت ذاته، ويرجع الفضل للابتكارات التكنولوجية والتعليم لمساعدتنا على العمل متضامنين لا منفردين في هذه الفترة.
وفي الوقت الذي يصطف فيه الأفراد والمجتمعات للتصدي لهذا الفيروس الخطير، يتكاتف صندوق أبوظبي للتنمية معهم ومع أبطال الخطوط الأمامية، لتعزيز القدرات والإمكانيات وتقديم الدعم والمساندة، ولا يسعنا سوى أن نقدم أسمى آيات التقدير والثناء لقيادتنا الرشيدة، التي تتعامل مع هذه الأزمة بكل حكمة وثبات، وتعكف على توفير الموارد وتوجيه الأفراد للتصدي بكل حزم لهذا الوباء، فقيادتنا الرشيدة مصدر فخرنا وعزنا، ومنهم نستلهم الطاقة والعزيمة لمواجهة التحديات.
وأخيراً وليس آخراً، لا ننسى أن التحديات، مهما بلغت صعوبتها، لن تدوم، وهذا الوباء مهما بلغ ذروته سوف ينقضي لا محالة، وسوف تتواصل مسيرة التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع والتمكين الاقتصادي لآجال وآجال، ونحن دوماً حاضرون لمد يد العون، وضمان استعداد العالم وجاهزيته لمواجهة التحديات المستقبلية على النحو الأمثل.

* مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©