الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أمين عام «أونكتاد» لـ«الاتحاد»: الإمارات نموذج في استشراف التوجهات الاستثمارية والاستعداد للعولمة الرقمية

أمين عام «أونكتاد» لـ«الاتحاد»: الإمارات نموذج في استشراف التوجهات الاستثمارية والاستعداد للعولمة الرقمية
15 ابريل 2019 02:00

مصطفى عبد العظيم (دبي)

أكد موخيسا كيتوي الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» أن دولة الإمارات تشكل نموذجاً في استشراف التوجهات المستقبلية لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر والاستعداد للتحولات الجارية في هيكل هذه التدفقات مع تزايد التوسع في العولمة الرقمية، وذلك من خلال مبادراتها بوضع استراتيجية وطنية للثورة الصناعية الرابعة.
وقال كيتوي في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش زيارته الأخيرة لدبي، إن دولة الإمارات تسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق برسم ملامح مستقبل الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال رؤيتها للفرص العالمية، ومنها على سبيل المثال مشاركتها في مبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي تعتبر خطوة بالغة الأهمية بالنسبة للإمارات على المديين المتوسط والبعيد.
وأشار الأمين العام للأونكتاد، إلى أن المبادرات الاستراتيجية التي تتخذها دولة الإمارات، والتي تتعلق بالمستقبل، تجعلها بين الأكثر استعداداً للهيكل المستقبلي لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الذي يرتكز بشكل كبير على الثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد الرقمي والبيانات التي تشكل بدورها محور البصمة الجديدة للتجارة العالمية.
وأشاد بتنظيم دولة الإمارات للملتقى السنوي للاستثمار وما يمثله من أهمية كبيرة لمجتمع الاستثمار حول العالم، في سياق التركيز على بحث آفاق وتحديات تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، مشيراً إلى أن الملتقى وفر منصة مهمة للالتقاء بين اللاعبين الناشطين في هذا المجال، لمناقشة التوجهات الاستثمارية والتعرف على الفرص وكيف يمكن للحكومات الاستفادة منها.
وقال كيتوي، إنه في الوقت الذي تشهد فيه تدفقات الاستثمار الأجنبي تباطؤاً في سلاسل التوريد وتأثر التدفقات بالتوترات التجارية الجارية والتي تقود إلى انتشار الحمائية الاستثمارية، إلا أنه في المقابل تشهد التجارة الإلكترونية ازدهاراً كبيراً.
ولفت إلى أنه يمكن الاستفادة من هذا الازدهار في تعزيز فرص الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الرقمي القائم على البيانات مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية وضع القوانين واللازمة التي تحمي خصوصية هذه البيانات وحماية المستثمرين ووضع سياسات واضحة للممارسات الاستثمارية في البنية التحتية الرقمية.
وفيما تشير التقديرات الصادرة عن الأونكتاد إلى أن التجارة الإلكترونية العالمية بلغت حوالي 26 تريليون دولار، يرى كيتوي أن الاقتصاد الرقمي يمكن أن يجلب منافع كبيرة للبلدان النامية، لكن هناك حاجة إلى معالجة بعض المسائل الحاسمة لضمان أن يؤدي التحول الرقمي إلى تحقيق الأهداف المرجوة منه.
ووفقاً لتقرير الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2018 الصادر عن «اونكتاد» فقد سجلت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي بنسبة 23% خلال العام 2017، لتصل إلى 1.43 تريليون دولار بعد أن كانت 1.87 تريليون دولار في عام 2016.
وقال كيتوي إن الضغط التنازلي للاستثمار الأجنبي المباشر والتباطؤ في سلاسل القيمة العالمية يشكلان مصدر قلق كبير لصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم، خاصة في البلدان النامية، مؤكداً الحاجة إلى الاستثمار في الأصول الإنتاجية لتحقيق التنمية المستدامة في أشد البلدان فقراً.
ولفت الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) إلى أن الاستثمارات الأجنبية في البلدان النامية حققت نمواً بنسبة 3%، بإجمالي 694 مليار دولار في 2018، ليصل نصيبها من إجمالي التدفقات العالمية إلى 58%، مشيراً إلى أنه من أجل ضخ المزيد من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الداخل، فإن هناك حاجة كبيرة إلى القيام باستثمارات مهمة في استراتيجيات التنمية الرقمية وغيرها من التقنيات والتكنولوجيا المتطورة.
وتتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة نظرة مستقبلية تركز على الاستثمار في مجالات المعرفة والابتكار والتكنولوجيا والصناعات المتقدمة وتوجيه الفرص والاستثمارات نحو تطبيقات الاقتصاد الرقمي والثورة الصناعية الرابعة، وحيث تبوأت مكانة رائدة إقليمياً في هذا المجال عبر إطلاق مبادرات فعالة وطموحة لمواكبة تطورات التكنولوجيا وأثرها في هيكل الاستثمار، وهو ما تعكسه العديد من الأمثلة وقصص النجاح في هذا الجانب لعدد من الشركات الناشئة التي انطلقت من الدولة ووصلت إلى العالمية بفضل المنظومة والبنى التحتية والإلكترونية المشجعة على التجارة الذكية والاقتصاد الرقمي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©