الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الدانتيل».. ليس قماشاً بل نسيج حكايات!

«الدانتيل».. ليس قماشاً بل نسيج حكايات!
3 يناير 2020 01:24

رضاب النهار (باريس)

«الدانتيل» من أكثر أنواع الأقمشة فخامةً وجمالاً في عالم الأزياء. وعلى الرغم من أنه ظهر في دولٍ عديدة وضمن فترات زمنية متفاوتة، إلا أن الدانتيل الفرنسي وتحديداً الذي يُصنع في مدينة «شانتي» شمال شرق باريس، يتميز بأنه أفضلها وأكثرها شهرة.
ويفرض الدانتيل طابعاً أنثويا، وقد جاءت قيمته من الأيدي التي تصنعه «غرزةً غرزة»، فتراه مشغولاً بعناية تتبع مسارات صمّمها فنانون. ومع بدء تصنيعه آلياً في منتصف القرن التاسع عشر فقد شيئا من بريقه، إلا أن الدانتيل لا يزال يحتفظ بسحره بسبب ملمسه الحريري الناعم أولاً، وقماشه المخرّم الذي يخفي الجمال بقدر ما يظهره ضمن مفارقة مذهلة تمتزج فيها الأسرار مع الحكايات.
وتستخدم لصناعة الدانتيل خيوط الحرير، والكتان، والنايلون، والقطن. ولا تزال صناعته اليدوية تدُرّس في المراكز الثقافية والمؤسسات المعنية.
واشتهرت «شانتيي» بصناعتها للدانتيل الأسود الحريري الذي انتقل إلى مدن أخرى اهتمت بتصنيعه محافظة على اسم مدينته الأم «ماركة مسجلة»، وحتى بعد أن دخل اللون الأبيض على هذه الصناعة، بقيت البطولة للأسود الذي لطالما فضّلته طبقة النبلاء.
وأنشئت أول مدرسة لصانعي الدانتيل في «شانتيي» في العام 1694، وسرعان ما استقر تجاره في هذه المدينة، وأسسوا شبكة من صانعي الأقمشة والرسامين وغيرهم من الحرفيين اللازمين لإنتاج هذا النوع من الأقمشة الثمينة، وفي العام 1825، وبعد أن تعلّمت المرأة الحرفة، أصبحت صناعة داعمة للدخل.
ومن أجل الاحتفاظ بهذا القماش ضمن رموز المدينة الثقافية والفنية، أنشئ متحف الدانتيل في «شانتيي» من ثلاث قاعات، الأرضية منها تشتمل على جناح «The Pavilion Egler» الذي شيّده نابليون الثالث في القرن التاسع عشر. ويضمّ المتحف مجموعة استثنائية من أقمشة الدانتيل المعروضة كلوحات فنية، أو تلك المنسوجة مع الفساتين المصممة من أشهر الفنانين العالميين. بالإضافة إلى استعراض أدوات صناعته في الماضي والحاضر.
إلى ذلك، تقول دينيس بوسك من جمعية أصدقاء المتحف، إن «صناعة الدانتيل في «شانتيي» ثقافة لا نستطيع فصلها عن تاريخ الأزياء والفنون، وهذا القماش يحمل بين خيوطه المتداخلة ذاكرة الفرنسيين»، إنه ليس مجرد قماش نرتديه، إنه نسيج من الحكايات».
أما عن التقنيات اللازمة له، فتقول بوسك لـ«الاتحاد» إنها بسيطة جداً وتكاد تكون بدائية، لكنها في الواقع تتطلّب جهداً كبيراً وصبراً، موضحة أن الشال الواحد المصنوع كلياً من الدانتيل، يتطلّب نحو 10 نسّاجين يعملون عليه عاما كاملا، ولهذا السبب يكون باهظ الثمن.
وتضيف «ينتج الدانتيل باستخدام البكرات المربوطة بخيوط تتشابك في عملية مستمرة، ويتم تثبيت الرسومات بالإبر إلى أن نحصل على التصاميم، وهي غالباً زخارف نباتية. وعموما يتألف دانتيل «شانتيي» من شرائط يصل عرضها إلى نحو 16 سنتيمترا حسب الحاجة».
وفي الطابق العلوي من المتحف، يسلط معرض «بالأبيض والأسود» حتى فبراير المقبل الضوء على تصاميم صيحات الموضة التي تجمع بين التقاليد والحداثة لحرفة الدانتيل. وعلى جدرانه نقشت عبارات لأشهر المصممين العالميين الذين مزجوا أعمالهم بسحره وفخامته، من بينهم «كوكو شانيل» و»هوبير دي جيفنشي». فبالشراكة مع الاتحاد الفرنسي لتصميم الأزياء الراقية في باريس، ويقدّم المعرض 20 فستاناً استثنائياً تتنوع بين السهرة وحفلات الكوكتيل وفساتين الزفاف، مشغولة بأجود أنواع الدانتيل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©