الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

85 % جاهزية «مسبار الأمل» للانطلاق إلى المريخ

85 % جاهزية «مسبار الأمل» للانطلاق إلى المريخ
23 ابريل 2019 01:15

دبي (وام)

أعلنت وكالة الإمارات للفضاء، ومركز «محمد بن راشد للفضاء»، جاهزية «مسبار الأمل» بنسبة 85%.
وأكد بيان مشترك الانتهاء من معظم الأجزاء الرئيسة للمسبار الذي يشكل محور مشروع دولة الإمارات لاستكشاف الكوكب الأحمر في أول مشروع من نوعه عربياً للخروج للفضاء للكشف عن أسراره والمشاركة في دعم الجهود العلمية للتعرف على الكواكب الأخرى، تأكيداً للدور الرئيس الذي تسعى الدولة للقيام به في مضمار أبحاث واكتشافات الفضاء، وفتح الباب لمشاركة العرب مجدداً في صنع مستقبل الحضارة الإنسانية.
وأشار البيان إلى دخول المسبار بالفعل مرحلة اختبارات مكثفة لضمان جهوزيته قبل موعد الإطلاق، وأن المدة المتبقية لإطلاق المسبار تقل عن 500 يوم، إذ من المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول العام 2021، تزامناً مع الاحتفال بمرور 50 عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات. وقد تم الانتهاء من التحقق من عدة جوانب متعلقة بالبرمجيات وتركيب الهيكل والكاميرات والتحكم، كذلك تمام التأكد من عمل المسبار بجميع أنظمته ومكوناته وقدرته على التواصل مع المحطة الأرضية، إضافة إلى نجاح جميع الاختبارات الخاصة بالمسبار حتى الآن، تمهيداً للاختبارات البيئية الخمسة التي سيجريها الفريق على المسبار من يونيو إلى ديسمبر هذا العام.
وفيما يتعلق بالأجهزة العلمية التي سيزود بها المسبار، أوضح البيان، أنها ستشمل كاميرا الاستكشاف Emirates exploration Imager/‏‏EXI/‏‏، المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية «EMUS»، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء «EMIRS»، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة أصبحت جاهزة. وتعتبر هذه الأجهزة جزءاً رئيساً، لتحقيق الأهداف العلمية للمشروع والتي تتلخص في فهم أعمق وأوسع للغلاف الجوي للمريخ، ودراسة التغيرات المناخية وعلاقتها بتآكل الغلاف الجوي الذي كان أحد أسباب اختفاء الماء السائل من سطح الكوكب.
ولأول مرة، سيتمكن مشروع لاستكشاف المريخ، من التقاط صورة متكاملة للغلاف الجوي وعلى مدار اليوم خلال الفصول المختلفة على الكوكب، وستكون البيانات متوفرة للمجتمع الدولي حول العالم.
لحظات ستتوج جهود أبناء الوطن
وقال معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات: «يقترب (مسبار الأمل) من الإنجاز وتقترب معه لحظات تاريخية تتحول فيها طموحات دولة الإمارات في الوصول للكوكب الأحمر إلى واقع ملموس، وهي لحظات ستتوج جهود فريق شباب من خيرة أبناء الوطن، الذين أرادوا أن يكون للدولة شأن كبير في الجهود العلمية العالمية لاستكشاف الفضاء الخارجي، فسعوا إلى جمع الخبرات والمقدرات لتسخيرها في خدمة هذا المشروع الاستثنائي».
وأضاف معاليه: «تحجز دولة الإمارات من خلال هذا المشروع الطموح مكانتها بين الدولة المتقدمة في مجال استكشاف الفضاء الخارجي والتصنيع الفضائي المتطور، ما يؤكد حجم المقدرات والكفاءات والمرافق العالمية المستوى التي تزخر بها الدولة لإنجاز مثل هذا المشروع، وهو ما تحقق بفضل ثقة القيادة الرشيدة بشباب الوطن، وتوفيرها كافة أشكال الدعم والرعاية لهم ليتمكنوا من مواصلة مسيرة الإنجازات والنجاحات عير مختلف القطاعات والمجالات».
وأثنى على فريق العمل المتميز في مركز محمد بن راشد للفضاء الذي يعمل على تطوير المشروع، مشيداً بالمستوى العالي من الحرفية في تنفيذه وإنجاز مختلف مراحله من التصميم إلى التجميع والاختبارات، وهي التي جرت بشكل لقي إعجاب جميع من زار الدولة واطلع على هذا المشروع.

مشاريع عملاقة وسواعد وطنية شابة
من جهته، قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «نسير وفق الجدول الزمني المحدد للمشروع، ونحن سعداء بالمرحلة التي وصلنا إليها في العمل على (مسبار الأمل)، ومستمرون في مضاعفة الجهد نحو تحقيق إنجاز نوعي يضاف إلى رصيد إنجازات دولة الإمارات في مجال جديد لا يرتبط فقط بمستقبل دولتنا الغالية، لكن بمستقبل الإنسانية على وجه العموم».
وأكد أن اكتشاف الفضاء وكشف أسراره والبحث في أعماقه لم يعد حلماً يراود علماء الإمارات، بل تحول على يد أبنائها إلى واقع تجسده حقائق ملموسة ومشاريع عملاقة، تعمل عليها سواعد وطنية شابة، ونعتز بأن يكون «مسبار الأمل» أبرز تلك المشاريع الطموحة.
وأضاف المنصوري، أن رسالة «مسبار الأمل» إحياء أمل الشعوب العربية في استئناف المشاركة في صنع الحضارة العالمية مجدداً، بوجود سواعد وطنية قادرة على تحقيق رؤية بحجم رؤية مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، ودليل يكشف قدرتنا على استعادة الدور الحضاري.
من جانبه، قال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، إن دولة الإمارات بلغت مرحلة متقدمة نحو تحقيق رؤية القيادة الرشيدة بالوصول إلى المريخ في الموعد المحدد له في ديسمبر من عام 2021، وهو الموعد الذي وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة تحقيقه تزامناً مع ذكرى مرور 50 عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات.
وأشار «الشيباني» إلى أن اكتمال «مسبار الأمل» بنسبة 85% في فترة وجيزة يعد تحدياً كبيراً، اجتزناه بتوجيهات القيادة الرشيدة، وعقول وسواعد الشباب الإماراتي الذي لا يعرف المستحيل.
في الوقت ذاته، أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إن وصول مشروع «مسبار الأمل» إلى مراحل تطويره الأخيرة هو إنجاز آخر ضمن سجل نجاحات متميزة حققها هذا المشروع الطموح منذ انطلاقته، معتبراً أن المرحلة المقبلة من الاختبارات للتأكد من عمل «مسبار الأمل» على أكمل وجه ضمن بيئة وظروف الفضاء الخارجي هي من بين أهم المراحل، والتي ستؤكد ما إن جرى تطويره بالشكل الأمثل وما هي التعديلات المطلوبة التي يجب إجرائها.
وفي السياق ذاته، قال عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»: «إننا قطعنا شوطاً كبيراً في إنجاز مشروع الإمارات الاستكشاف المريخ، وقد وصلنا لنسبة إنجاز 85% من المشروع فيما سيتم الانتهاء من التصنيع في عام 2020، وإرساله إلى المريخ ووصوله بحلول 2021، تزامناً مع احتفال دولة الإمارات باليوبيل الذهبي». وأضاف: «تمكنا من وضع الحلول والتصورات اللازمة للتغلب على العديد من التحديات التقنية والعلمية».

«الإمارات للفضاء» تحفز الطلاب لدراسة العلوم والتكنولوجيا
نظمت وكالة الإمارات للفضاء مجموعة من المخيمات الفضائية لطلبة المدارس خلال فترة عطلة الربيع في الدولة، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات الوطنية والعالمية والتي تأتي في إطار جهود الوكالة الرامية لتطوير القدرات البشرية وإلهام جيل الشباب لدراسة علوم وتكنولوجيا الفضاء والهندسة والرياضيات.
وعملت المخيمات على تثقيف الطلبة حول التقنيات الجديدة في مجال استكشاف الفضاء، مسلطةً الضوء على أهمية علوم الفضاء والفلك، كما قدمت للطلبة خبرة عملية من خلال منحهم الفرصة لاستغلال العلوم في خدمة البشرية، إلى جانب تعزيز فهمهم للاستخدامات السلمية العديدة للفضاء الخارجي. ومن بين المخيمات التي نظمتها الوكالة، مخيم «أكاديمية الفضاء لرواد أعمال المستقبل» الذي جرى إطلاقه بالتعاون مع «كريبتولابز» ومؤسسة الإمارات، حيث تعلم المشاركون كيفية تطوير مشاريعهم ذات الصلة بالفضاء وعرضها أمام المستثمرين ولجنة تحكيم لاختيار الفائزين.
وركز مخيم جرى تنظيمه بالتعاون مع معهد «كومباس» على دراسة وتصميم الصواريخ، وتفاصيل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ والمحطة الفضائية الدولية. وقال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: «إن رعاية الوكالة لمختلف الأنشطة والمخيمات الفضائية تتماشى مع مستهدفاتنا الاستراتيجية الرامية لتطوير الكفاءات البشرية، وإعداد وتأهيل جيل الشباب ليصبحوا قادة المستقبل في قطاع الفضاء».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©