السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مصابو التوحد يبدعون في الرسم والغناء

مصابو التوحد يبدعون في الرسم والغناء
27 ابريل 2019 02:04

أحمد السعداوي (أبوظبي)

مواهب في الرسم والموسيقى والغناء، من الأطفال المصابين بالتوحد وزملائهم من طلاب المدارس، شهدها دلما مول مؤخراً، ضمن الفعالية التوعوية التي نظمها مركز «الاتحاد لأصحاب الهمم» في أبوظبي، بالتعاون مع دائرة السياحة والثقافة - بأبوظبي، بهدف زيادة التوعية المجتمعية باضطراب التوحد، والتعريف بالإمكانات والمواهب التي يتمتع بها مصابو التوحد، وقدرتهم على العطاء الإيجابي في المجتمع، ضمن الاحتفالات بـ«شهر التوحد» الذي يقام في أبريل من كل عام.

«لولوة وميرة»
شاركت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بفقرة مسرحية بعنوان «عندما يتوحد قلب لولوة وميرة»، والتي جسدت سمات الأشخاص المتوحدين من سلوكيات نمطية وصعوبات التواصل والتفاعل الاجتماعي التي قد يواجهونها في المجتمع، والتغلب على المعوقات والصعوبات، والتواصل مع الآخرين.
كما شاركت مدرسة المنيرة باستعراض مسرحي غنائي مع أطفال التوحد بالمركز، عبر لوحة فنية رائعة تجمع أطفال التوحد بأقرانهم في المدارس العادية، فضلاً عن توزيع كتيبات ومطبوعات توعوية عن اضطراب التوحد وكيفية اكتشافه وعلاجه مبكراً عبر التشخيص المبكر والخضوع لبرامج تدريبية متخصصة.
تالياً جرت مسابقات رياضية متنوعة، شارك فيها الأطفال العاديون مع أصدقائهم من أطفال التوحد، ضمن منافسة قوية، أظهرت قدرة أطفال التوحد على مجاراة الأطفال العاديين، وفاز بعض أطفال التوحد على أصدقائهم العاديين.
وشهد اليوم التوعوي ورشاً فنية ومسابقات فنية للرسم، شارك فيها أطفال التوحد، وأبرزوا خلالها مواهبهم الفنية العالية التي فاقت التوقعات.
وكانت فعالية الرسم على الوجوه، قد أثارت الفرح والسرور لدى الأطفال الحضور، إلى ذلك قالت نهى فرج، اختصاصية تربية خاصة بأحد المراكز المتخصصة في أبوظبي: «يعتبر دمج أطفال اضطراب طيف التوحد في مجتمعنا من المحاور المهمة، وهناك دمج مجتمعي ودمج أكاديمي، وهذا ما سلطت عليه حملة (فلنتوحد من أجل التوحد)، من خلال سرد أم من أمهات أبطال طيف التوحد قصتها»، مشيرة إلى المعوقات التي واجهتها خلال رحلتها مع ابنها لكي يصبح مندمجاً في المجتمع.

أخطاء شائعة
وأورد رامي مسعد عبده، اختصاصي التربية الخاصة، أن هناك مفاهيم عن اضطراب طيف التوحد شائعة في مجتمعنا العربي، ثبت خطؤها بالدراسات العلمية والطبية الحديثة، فالتوحد اضطراب نمائي لم يكتشف العلم أسبابه وعلاجه، وما زالت الأبحاث العلمية تعتمد العلاج السلوكي بعد الاكتشاف والتدخل المبكر، ومن الأخطاء الشائعة أن من أسباب التوحد التطعيمات خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، والبدء في علاجه عن طريق جلسات الأكسجين والحمية الغذائية والادوية الكيماوية، وكل هذا ليس صحيحاً. وأضاف أن الحملة اتخذت شعار «فلنتوحد من أجل التوحد»، في دلالة على تكاتف المجتمع من أجل هذه الفئة وتقديم الدعم الكامل لأسرهم وتغير نظرة المجتمع لهم، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من هذه الحملات للتوعية والتثقيف لتغيير المفاهيم والمعلومات الخاطئة حول اضطراب طيف التوحد.

تعزيز الثقة
الاختصاصية النفسية، إيمان لطفي فرج الاختصاصية النفسية، أكدت أن التوعية حول اضطراب طيف التوحد تلعب دوراً مهماً في تعريف الأفراد والمجتمعات في تقديم المساعدة لأطفال التوحد وأسرهم ودمج الأطفال التوحديين، وتعزيز الثقة بأنفسهم، والتوعية بحقوقهم في المجتمع، والدعم النفسي والاجتماعي لهم، حيث تعمل جميع دول العالم على نشر التوعية بخصوص اضطراب طيف التوحد في اليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد، في محاولة لدمج المصابين بالمجتمعات بصورة مساوية، ويشارك في هذا اليوم معظم دول العالم تقريباً، وتتزين معالم الدول المشاركة باللون الأزرق، مثل برج خليفة بدولة الإمارات الذي يتزين باللون الأزرق في اليوم العالمي للتوحد، للفت الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بهذه الفئة.

إبراز المواهب
قال صلاح سمري مدير مركز الاتحاد لأصحاب الهمم، إن الحملة استهدفت زيادة الوعي المجتمعي حول التوحد وتغيير النظرة السلبية من المجتمع تجاه أطفال التوحد وأسرهم وتثقيف المجتمع لكيفية التعامل مع هذه الفئة وأسرهم ومساعدتهم على الدمج في المجتمع كحق من حقوقهم كفله لهم القانون.
كما تستهدف الحملة التي أقيمت للعام الخامس على التوالي، إبراز مواهب أطفال التوحد وقدراتهم، حيث إن طفل التوحد يستطيع أن يتفوق على أقرانه من الطبيعيين في بعض المهارات مثل الرسم والغناء والموسيقى والحفظ والذاكرة البصرية، فقد قدم أطفال التوحد أناشيد دينية تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، كما أشارت الحملة إلى شعار «عام السعادة» الذي يحمل الكثير من الأمل لأطفال التوحد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©