عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
في جلسة، ضمن برنامج مؤسسة «بحر الثقافة»، تحدثت الأديبة سناء السعد في محاضرة بعنوان «كأن الريح تحتي»، تناولت فيها بعض المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الناس، من خلال ثورة المعلومات وسحر اللغة الرقمية التي خطفت الشباب والكبار وتركت آثارها السلبية على الجميع، وقالت: إن مواقع التواصل الاجتماعي مثل (تويتر، وإنستغرام، وفيسبوك.. وغيرها) جعلتنا نستبدل عالمنا الحقيقي بعالم افتراضي متخيل، ودفعتنا إلى اللهاث والركض في حياتنا كأن الريح تحتنا، على حد تعبير شاعرنا العظيم المتنبي. وبينت أن ذلك أدى إلى تسليم خصوصياتنا للآخرين، من دون أن نفكر فيما إذا كان ذلك يفيدنا أو يفيدهم، مشيرةً إلى أننا جرينا كالمسحورين في فضاء هذا العالم، وغدونا مأخوذين به، وحريصين على التواصل مع البرامج التي تبقينا داخله، حتى أصبحنا متوترين لا هم لنا إلا المشاركة في فضائه، وبث تفاصيل حياتنا فيه، قاطعين علاقتنا مع من نحب، مهملين واجبنا تجاه أهلنا وأقاربنا وأبنائنا.
وتابعت السعد موضحةً بعض الجوانب السلبية لحالة الاستلاب، قائلةً: لقد غدونا مغتربين عن واقعنا ومنفصلين عن عالمنا الحقيقي، ولم يقتصر بعضنا على منح جزء من وقته لهذه البرامج، بل أصبحت هذه البرامج تستغرق وقته كله، وغدا مدمناً عليها، لا يستطيع الاستغناء والانفصال عنها، وغدا بعضنا غير قادر على الفصل بين العالم الحقيقي الذي يعيش فيه، ويتحرك بين جنباته، والعالم الافتراضي الذي دخله، ولا شك في أن ذلك خطير، وينبغي أن يدفعنا إلى رسم علامات استفهام حوله بغية تصحيحه واستبداله بالأجدى والأنفع.
