الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«نون» و«تاء» تمنحان الكلام معناه..

«نون» و«تاء» تمنحان الكلام معناه..
29 ابريل 2019 03:17

أشرف جمعة (أبوظبي)

المرأة في معرض أبوظبي للكتاب، تعيش الحدث وتصنعه. لا تأتي على هامش الكتاب، ولكنها تعيش في المتن، فهي هناك قارئة بالدرجة الأولى، وهي ثانياً ناشرة تتولى تقديم دار النشر التي تمتلكها أو تمثلها لجمهور من القراء والمتخصصين والمهتمين، وتعقد معهم الصفقات والاتفاقيات، وهي قبل كل شيء مؤلفة تضع اسمها فوق عشرات العناوين في مختلف صنوف المعرفة.
عن هذا الحضور كان لـ«الاتحاد» جولة على أروقة معرض الكتاب، وبين أجنحته، لم نبحث كثيراً عن المرأة لأنها بكل بساطة حاضرة في كل آن ومكان، فهي الـ«نون» والـ«تاء»، الحرفان اللذان يمنحان الكلام معناه، ومع ذلك كان لا بد أن نسأل ونحاور، لكي نخرج بصورة تفصيلية عما تفعله، وعما تريده، وما الذي تريد أن تعبّر عنه؟
وكانت هذه الحصيلة:

الوجه الآخر
تقول الكاتبة لمياء السعيد المتخصصة في كتابة أدب الرعب وصاحبة دار السعيد للتوزيع والنشر: معارض الكتب هي المتنفس الحقيقي لي ككاتبة ومبدعة وامرأة في الوقت نفسه، وأزعم أن أكثر زوار معارض الكتب في العالم من النساء والفتيات، لافتة إلى أن المرأة تبحث عما يشبع رغبتها للمعرفة، وأنها منذ قديم الزمان تشكل الوجه الآخر للإبداع، وأنها تحرص بشكل عام على السفر إلى بعض الدول العربية والأوروبية التي لها سمعة في مجال تنظيم معارض الكتب، وأنها تحضر بصفتها محبة للمعرفة، وفي أكثر الأحيان من خلال الدعوات التي توجه إليها، وترى أن الإبداع النسوي الخليجي تحديداً في ازدهار، وأنها شعرت بالسعادة لوجود عدد ضخم من المؤلفات التي تحمل أسماء شاعرات وكاتبات من الإمارات ومنطقة الخليج، موضحة أن الإبداع النسوي أيضاً يحظى باحتفاء عالمي نظراً لتفرده في الثقافة الإنسانية بوجه عام.
إثبات الذات
وتذكر رنا خلف ـ زائرة ـ أن القراءة سلوتها في الحياة، وأينما وجدت أنشطة معرفية فهي تحرص على حضورها والتفاعل معها، مشيرة إلى أن «أبوظبي الدولي للكتاب» من المعارض المهمة في المنطقة، ويحظى بحضور عدد كبير من دور النشر المعروفة، والتي تقدم إبداعات مختلفة، وأنها في كل مرة تزور فيها المعرض تتجول بين أروقته بحثاً عن كتب الشعر والروايات، وأنها من خلال هذا البحث المستمر تسعد بالإبداع النسوي الذي يسابق الزمن، ويؤكد حضوره في المشهد الثقافي الخليجي والعربي، وترى أن حضور المرأة في المعرض هذا العام كثيف، وهو ما يدل على رغبة هذا العنصر المهم في المجتمع في إثبات ذاته فكرياً وثقافياً.

هواية محببة
ولا تخفي رفاه وادي ـ عراقية مقيمة في الإمارات ـ أنها مند زمن طويل وهي تشارك مجموعة من السيدات القراءة بوجه عام، من خلال اختيار بعض المؤلفات وتوزيعها على المجموعة، ومن ثم مناقشتها بشكل جمالي، وتلفت إلى أن المرأة حاضرة بقوة في الثقافة المعاصرة، وحضورها بهذه الكثافة في معرض الكتاب أمر طبيعي كونها محبة للمعرفة، وتشير إلى أن إبداع المرأة في مجالات فكرية جديدة في هذا العصر يثبت كفاءتها وحرصها على أن مواكبة التطورات الحضارية في المعرفة الإنسانية، مؤكدة أنها موجودة بصورة دائمة في المعرض من أجل حضور الندوات الفكرية واقتناء بعض الكتب المحلية والعالمية، لمواصلة هوايتها المحببة في القراءة والاطلاع.

نماذج محلية
وترى عنود العبيدلي ـ تعمل في إحدى دور النشر في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ـ أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل دور النشر على إبداعات المرأة بخاصة في مجالي الراوية والشعر، لافتة إلى أن مبيعات كتب المؤلفات الإماراتيات تحقق مستويات طيبة، وأنها سعيدة بالتجارب الواعدة للنماذج المحلية، مشيرة إلى أن الإبداع النسوي بوجه عام يحظى باهتمام كبير من قبل النقاد والجمهور، وأن الإنجازات التي تحققت في هذه الفترة تؤكد جدارة المرأة في سباق المعرفة، وأن من حقها أن تواصل مسريتها الإبداعية بعد أن كانت تنشر بأسماء مستعارة في منطقة الخليج، الأمر الذي حرمها فرصاً جوهرية في الحياة الأدبية فترة طويلة.

حراك نسوي
وتذكر أسماء كناكري ـ صيدلانية ـ أنها لم تأت المعرض للبحث عن الكتب العلمية فحسب، ولكن من أجل الاطلاع على الجديد في عالم الروايات، بخاصة أنها محبة لهذا اللون من الأدب، وتشير إلى أنها تشعر بالفخر نظراً للحراك النسوي في الساحة الثقافة، فالمرأة بوجه عام تقرأ بنهم، وتشارك في الحياة الأنشطة والفعاليات الفكرية، فضلاً عن أنها لاحظت وجود عدد كبير من الناشرات في المعرض، بالإضافة إلى كتب كثيرة تحمل أسماء كاتبات، وهو ما يفتح المجال أمام النقاد للتمعن في التجارب النسوية الجديدة، ومن ثم إعطائها حقها في الظهور والانتشار.

مسيرة إبداعية
ولا تخفي زينب الزبيدي أنها جاءت إلى المعرض من أجل اقتناء بعض الكتب التي تتعلق بتاريخ الحضارات والمجتمعات رغم أنها غير متخصصة في هذا المجال، وتوضح أنها وجدت الكثير من السيدات يقرأن في مجالات مختلفة، وأنهن يبحثن عن المعرفة بشتى صورها، ما يؤكد اهتمام المرأة بالمعرفة وبخاصة أنها أم وزوجة، ونصف المجتمع، ومن الضروري أن تكون حاضرة في الحياة الثقافية، فضلاً عن خوضها تجارب إبداعية عامة، ومزاحمتها للرجال في مجال النشر والإبداع، وأن هذه الخطوات تمثل أهمية كبيرة في مسيرة المرأة الإبداعية في الحياة.

ضرورة ملحة
تقول الناشرة هالة أحمد، إن الإبداع النسوي على مر الزمن متميز، وأن المرأة دائماً تبحث عن الكتاب وهو يجعل وجودها في معارض الكتب من الأشياء الرئيسة وتلفت إلى أن هناك نماذج نسوية في مجال النشر تحديداً تستحق التقدير، لأنها خاضت تجربة صعبة لكنها نجحت بامتياز في النهاية، وتلفت إلى أنها لا تتحيز لنشر الإبداعات النسوية كونها ناشرة لكنها تجد أن هناك ضرورة ملحة لنشر الأعمال التي تتوافر فيها شروط الإبداع للمرأة، وترى أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب نموذج مشرف للمعارض الخليجية والعربية ويأخذ طابعاً عالمياً في كل شيء كما أنه يحتفي بالمرأة مبدعة وقارئة وناشرة ومفكرة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©