الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كتالونيا تعترض على ضياع «هوية البارسا» مع فالفيردي

كتالونيا تعترض على ضياع «هوية البارسا» مع فالفيردي
3 يناير 2020 00:11

عمرو عبيد (القاهرة)

لا تتوقف لعبة «الكراسي الموسيقية» عن الدوران بين مدربي كرة القدم في العالم، خاصة عندما يتعلق الأمر بفريق كبير، تتراجع نتائجه بشدة، مما يدفعه لإجراء تغييرات جذرية، وتصحيح الأخطاء وإعادة البناء من جديد، لكن وسط الكثير من التقلبات المثيرة في الوسط التدريبي العالمي، تبقى بعض الأسماء صامدة، لا يتأثرون بما يحدث حولهم، مهما تراجعت النتائج أو طالبت الجماهير بضرورة الرحيل، أغلب هؤلاء يدربون فرقاً ذات مراكز متوسطة في جداول ترتيب الدوريات الأوروبية الكبرى، لكن بعضهم تمكن من الاحتفاظ بمقعده الفني لدى أحد الكبار، لأسباب مختلفة.
ولعل ثنائي الدوري الإسباني، سيميوني مع الأتليتي، وفالفيردي مع البارسا، هما الأبرز، فالمدرب الأرجنتيني صاحب التكتيك الدفاعي الشهير في الحقبة الحالية، لم يغادر جدران قلعة «الروخيبلانكوس» منذ ما يقارب 9 سنوات، حقق فيها بعض الانتصارات التاريخية، وتعرض خلالها أيضاً لبعض الإخفاقات، ووسط الكثير من الأصوات التي طالبت بضرورة تغيير الفكر الفني الخاص بالفريق، بعد سنوات طويلة من العمل مع سيميوني، إلا أنه مازال يواصل مهام عمله على الرغم من كل شيء، حيث يحتل حالياً المركز الرابع في جدول ترتيب «الليجا» بفارق 7 نقاط عن المتصدر، برشلونة، وبرغم بلوغه دور الـ 16 في «تشامبيونزليج»، فإن أداء الفريق يثير قلق أنصاره قبل المعركة المنتظرة أمام ليفربول، ولا تبدو الأمور سهلة أمام الفريق لتحقيق إنجاز كبير في بطولتي السوبر والكأس الإسبانيين، ويبدو أن إدارة الأتليتي مازالت تتمسك بمدربها الأفضل تاريخياً، بعد حصده 7 بطولات كبرى مع الفريق، أبرزها الدوري الإسباني، و«يوروبا ليج» مرتين ومثلهما في السوبر القاري، والمؤكد أن المدرب الأرجنتيني صنع لأتلتيكو طريقه الخاص خلال السنوات الماضية.
ويختلف وضع فالفيردي عن نظيره الأرجنتيني، لأن جماهير البلوجرانا ترى أن الإسباني لم يطور أداء عملاق كتالونيا، وأن الفوز بالبطولات المحلية لا يكفي وحده، لأن وجود الأسطوري، ليو ميسي، يضمن للبارسا الاستمرار في هيمنته المحلية، وتبقى استعادة العرش القاري وبطولة دوري الأبطال، هو الحلم الأكبر للجماهير الكتالونية، التي تذمرت كثيراً في السنوات الأخيرة، وخرجت أغلب الاستفتاءات الإعلامية في غير صالح بقاء فالفيردي، الذي يقود برشلونة للعام الثالث على التوالي، فاز خلالها بأربع بطولات محلية فقط، وكان الإقصاء أمام روما ثم ليفربول، في آخر نسختين من دوري الأبطال، بسيناريو يكاد يتطابق، أحد أهم الأسباب التي تدفع جماهير البارسا للمطالبة بضرورة رحيل فالفيردي، لكن إدارة الفريق دائماً تسير عكس هذا الاتجاه!
وتشهد الكرة الإيطالية وضعاً مختلفاً تماماً، مع مواطنها سيموني إنزاجي، الذي احتفظ بمقعد الإدارة الفنية لفريق لاتسيو، منذ ما يقارب 4 أعوام، وصحيح أن «البيانكوسيليستي» فاز بـ 3 ألقاب فقط مع مدربه الإيطالي، بواقع مرتين في كأس السوبر، وبطولة واحدة في كأس إيطاليا، لكن هذا يعتبر إنجازاً كبيراً للنسور، الذي فاز بآخر ألقابه قبل حقبة سيميوني بأربع سنوات، كما أن لاتسيو لم يعرف التتويج بلقب «سيري آ» منذ 20 عاماً، ويبدو واضحاً أن إنزاجي نجح في إحداث طفرة فنية للفريق السماوي، ولهذا تتمسك به إدارة «البيانكوسيليستي» أملاً في تحقيق إنجازات أكبر خلال المستقبل القريب، خاصة بعد فوزه الأخير على اليوفي في الدوري، ثم السوبر الإيطالي. إنزاجي هو أحد 4 مدربين، احتفظوا بمقاعدهم الفنية في الدوري الإيطالي، لفترات طويلة، مقارنة بغيرهم، خاصة على مستوى فرق القمة، مثل يوفنتوس وإنتر ونابولي، وصحيح أن فريق سبال يعاني داخل مثلث الهبوط في جدول ترتيب البطولة المحلية، إلا أن مدربه، ليوناردو سمبليسي، مازال محتفظاً بوظيفته منذ عام 2014، لاسيما أنه صاحب إنجاز الصعود من الدرجات الأدنى إلى الكالشيو قبل 3 سنوات، كما بقي كل من جيان جاسبريني وروبرتو دافيرسا في منصبيهما لدى أتالانتا وبارما، على الترتيب، منذ 4 سنوات، ويُحسب لجاسبريني قيادة أتالانتا لدور الـ 16 في النسخة الحالية من دوري الأبطال، بجانب حصوله على المركز الثالث في العام الماضي بالدوري المحلي، وكذلك وصافة الكأس الإيطالية. ومع فالفيردي وسيميوني، يظهر اسم خوسيه لويس ميندليبار، مدرب إيبار منذ 5 سنوات، وهو قاد الفريق في 185 مباراة، حقق فيها الانتصارات بنسبة 33%، وكان أفضل إنجازاته الحصول على المركز التاسع في «الليجا 2017/‏‏‏2018» وبلوغ ربع نهائي الكأس قبلها بعام، وكذلك استمر خوسيه بوردالاس على رأس الإدارة الفنية لفريق خيتافي منذ عام 2016، محققاً نسبة فوز مع الفريق تبلغ 44% خلال 148 مباراة، واستطاع حصد المركز الخامس في الموسم الماضي، وبلوغ ربع نهائي الكأس أيضاً. وإذا كان «البريميرليج» يوصف بأنه مقبرة المدربين، خاصة على مستوى الفرق الكبرى، الباحثة دائماً عن الألقاب والبطولات، ولعل سرعة وكثرة تغيير مدربي مانشستر يونايتد وأرسنال، أمثلة واضحة لا تقبل الشك، يظهر شين ديتش بصورة مغايرة تماماً لهذا الأمر، حيث تولى مهمة تدريب بيرنلي قبل 8 سنوات، قاد خلالها الأورجواني في 328 مباراة، وحقق أكبر إنجازاته في دوري الدرجة الأدنى «تشامبيونشيب»، وكان أفضل مراكزه في البريميرليج هو السابع في موسم 2017/‏‏‏2018، وتكرر الأمر مع إدي هوي، مدرب بورنموث، الذي يقود الفريق منذ عام 2012، وصعد بالكرز إلى الدوري الإنجليزي الممتاز قبل 5 سنوات، لكن الفريق بقي دائماً مصارعاً في دائرة الهبوط، وهو ما يعاني منه حالياً أيضاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©