الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة سجواني: السعادة الزوجية منبعها القلب

فاطمة سجواني: السعادة الزوجية منبعها القلب
16 مايو 2010 22:35
مفاهيم زوجية ومواقف أسرية ومعانٍ تربوية يحتاجها الزوجان لتكون علاقتهما الزوجية سعيدة ، فيزداد الحب بينهما ويكثر التفاهم ويتحقق الانسجام والتناغم. إن كنت تبحث عن السعادة في حياتك الأسرية، ففتش عنها أولاً في قلبك، إذ انها تنبع من ذاتك وروحك، فالغاية من الحياة الزوجية أن ترفرف عليك السعادة، ويعشش في ربوعها الأمن والطمأنينة وتغمر جنباتها المودة والرحمة والسكينة. يا تري هل السعادة تصنع ؟ وإن كانت فمن يصنعها؟ وهل تأتي من الداخل أو الخارج ؟ أسئلة كثيرة تجيب عنها فاطمة سجواني - اختصاصية نفسية في منطقة الشارقة التعليمية حول مفاتيح السعادة الزوجية. الزواج سنة الحياة، وليس هناك من الأزواج من لا يطمح إلى تحقيق السعادة والانسجام والتوافق، وتكوين أسره مترابطة مستقرة يظللها الحب والتفاهم. وللسعادة معانٍ عدة وتفسيرات عديدة، والإحساس بها أمر نسبي، ويتوقف على عوامل نفسية وذاتية واجتماعية عديدة، واختلف الكثيرون حول الوسائل المؤدية إلى السعادة الزوجية، لكن فاطمة السجواني تعُرف السعادة على أنها: “ذلك الشعور المستمر بالغبطة والطمأنينة والبهجة والحياة السعيدة، التي تنبعث من النفس والذهن، وهي الملاءمة والتوافق بين قلب الإنسان وواقع الحياة الذي يعيشها،أو هو انفعال سار يشعر به الإنسان بين جوانحه ينبع من الداخل ولا يستورد من الخارج”. أسس التهيئة تشير سجواني إلى أسس التهيئة والاستعداد لاستقبال الحياة الزوجية، وتقول: “يتزوج الشاب والفتاة وعقل كل منهما صفحة بيضاء، لا تحوي شيئاً عن هذه الخطوة المصيرية في حياة كل منهما، ومتطلبات نجاحهما. فإذا واجها مشكلات، وحتماً سيواجهان، هرع كل واحد منهما إلى أسرته التي قد تسيء التدخل أو إلى الأصدقاء أو علاجها بأسلوب التجربة والخطأ. والنتيجة حياة زوجية تعيسة أو روتينية أو طلاق يخلف مآسي عديدة”. لكن في مقابل ذلك من أجل حماية الزوجين هذا المصير وإعدادهما للزواج وهما لا يزالان يقفان على بابه تشير سجواني إلى تلك المفاتيح، وتقول: “لا شك في أن أي عملية إذا كان لها أعداد وتهيئة وتخطيط مسبقاً قد تكون عملية ناجحة، ونتائجها إيجابية وهادفة، ودخول الحياة الزوجية تعتبر من أهم وأحرج العمليات لأن الزواج شركة أبدية تحتاج إلى حكمة ودراية وتخطيط مسبق”. وتكمل: “إن عملية انتقال الشاب أو الفتى من أسرة الأهل إلى القفص الزوجي، يعني الانتقال من الحرية إلى الانضباط، والانتقال من اللامبالاة إلى المسؤولية، فإذا لم يكن هناك أعداد وتهيئة نفسية وجسمية وعقلية من الزوجين مسبقة، فهذا يمكن أن يخلق الكثير من المشاكل والمخاطر النفسية والصحية على الزوجين أنفسهم وعلى والأسرة بأكملها” طرق التهيئة لكن في مقابل ذلك هناك طرق عدة للتهيئة الزوجية، وتوضح سجواني: “التهيئة المادية ويتم ذلك من خلال وضع خطة مادية مدروسة لتحديد تكاليف الزواج وجميع النفقات والاحتياجات، وتأتي في الدرجة الثانية “ التهيئة الصحية”، وهنا لابد من إجراء مجموع من الاختبارات والتحاليل المخبرية قبل الزواج ، للتأكد من خلو الطرفين بأي أمراض وراثية، وتأتي”التهيئة النفسية” من خلال الاستعداد الروحي والعاطفي لاستقبال شريك الحياة ومعرفة نفسية الشريك ومعرفة لغته وطبيعته وطريقة تفكيره، وبالنسبة “للتهيئة الأسرية” فتقف على تثقيف الزوجين بأمور الحياة وكيفية بناء استراتيجية ومنهجية للأسرة، وتوزيع المهام والمسؤوليات وتحديد الأهداف”. عشرة مفاتيح زوجية وحتى نحقق السعادة الزوجية تؤكد سجواني أن يكون هناك تقبل:”أي أن أتقبل الطرف الآخر بما فيه من حسنات وسيئات، وأرتاح بالجلوس معه والحديث إليه في بناء العلاقة الزوجية، ثم “الاحترام”، بحيث يحترم شريك الحياة، بكل ما يمتلك من إمكانات وقدرات والتي تعتبر هي من أساس بناء الحياة السعيدة بين الزوجين، ويعتبر “التقدير” في العلاقة الزوجية من أهمها، فالتقدير هو بداية لاستمرارية العلاقة بين الطرفين، بحيث يقدر الشريك كل عيوب وحسنات مهما كانت كبيرة، أما فيما يتعلق”بالتجديد” فلا نجعل الروتين والجمود يطفئ وهج الحب، فالحب ما هو إلا جزيرة الأحلام لا يصل إليها إلا القبطان” وتكمل سجواني حديثها، وتقول: ”ولتحقيق سعادة زوجية دائمة لابد من “الرضا والقناعة”، لأنهما سر من أسرار السعادة الزوجية، فهما كنز ثمين لا يفنى وخلق عظيم ممتد الأثر، إذا توافرا في حياة الزوجين فإنهما سوف ينتجان أسرة هادئة قانعة راضية بما قسم الله لها، فالرضا والقناعة هما ?مغنطيس الروح والقلب، والخيط الذي تحاك بواسطته الرابطة المتينة بين الزوجين التي يستحيل مع مرور الزمن حلها”. أما بخصوص “الود والرحمة والسكينة” فهي تعتبر من وجهة نظري أعلى درجات الحب، لأنها تنبع من الذات العاطفية التي تحب من أجل الحب ذاته، والرحمة هي أسمى معاني الإنسانية، فإذا وجدت بين الزوجين، أشعلت نار الحب إلى الأبد”. وبالنسبة “للتخطيط المشترك”، إن من أبرز عناصر القوة في العلاقة الزوجية، هو عنصر المشاركة في الجهد، وفي التفكير، وفي العطاء، وفي المسؤولية مع هامش استقلالية لكل طرف في قسط من المسؤولية. أما “الحوار الناجح” فهو الأكثر أهمية في بناء الحياة الزوجية باعتبار أن لغة التخاطب عند الرجل والمرأة لغة مختلفة، فالرجل كما هو معروف قليل الكلام ويعبر بالإيجاز دائماً ويركز عند التعبير على الكل ويعبر عن حبه ومشاعره بالإنتاج، أما المرأة فهي تركز على التفاصيل الدقيقة وتعبر بإسهاب عن مشاعرها بالتربية والعلاقات الإنسانية”. صيدلية السعادة الزوجية في ظل هذه الحياة التي نتمناها أن تكون سعيدة تنصح فاطمة سجواني كل الأزواج، قائلة: “علينا أن نصغي لأي نصيحة بناءة مهما اعتقدنا بأنها صغيرة، لأن من شأنها إعمار الأسرة وصمودها في وجه أي عوامل هدم، لذلك لابد للزوجة أن تهيئ للبيت مناخاً عاطفياً إيجابياً. ?وتتعرف إلى المفاتيح التي يمتلكها الزوج وبها سيكتمل مشـوار حياته ويفوز بالسعادة الزوجية المنشودة، وبالتالي حتى يسعد الزوج وتفرح المرأة لابد من التفاهم في أصغر الأمور، والتنبه للفروقات التي بين كل منهما، فلكل واحد منهم تركيبته الخاصة”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©