الإثنين 20 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دينيه: الإسلام دين الفطرة وصالح لكل الحضارات

دينيه: الإسلام دين الفطرة وصالح لكل الحضارات
11 مايو 2019 01:36

أحمد مراد (القاهرة)

يعد ألفونس إيتان دينيه، المولود في باريس سنة 1861، من أشهر الرسامين العالميين، درس الإسلام، وأعجب به واعتنقه، وألف عدة كتب في شرح حقائقه، منها: «أشعة خاصة بنور الإسلام»، «ربيع القلوب»، «الشرق كما يراه الغرب»، «محمد رسول الله»، «الحج إلى بيت الله الحرام»، وتوفي سنة 1929.
وفي كتاباته الإسلامية المتعددة، سجل «دينيه» عدة شهادات منصفة للإسلام، منها قوله: «لقد أكد الإسلام من الساعة الأولى لظهوره أنه دين صالح لكل زمان ومكان، إذ هو دين الفطرة، والفطرة لا تختلف في إنسان عن آخر، وهو لهذا صالح لكل درجة من درجة الحضارة».
وفي كتابه «أشعة خاصة بنور الإسلام»، يقول دينيه: «إن الإسلام هو عقيدة التوحيد الإلهية العليا، وله تلك المبادئ السامية التي تقوم عليها تلك العقيدة، ونحن نطلب من خصومنا أن يدلونا عليها في أي كتاب مقدس إن كانوا صادقين».
ويقول دينيه في الكتاب نفسه: «إن الإسلام منذ البداية في أيامه الأولى قد أخذ في محاربة الخرافات والبدع، وهو العمل نفسه الذي يقوم به العلم إلى يومنا هذا، كما أن الإسلام قد صلح منذ نشأته لجميع الشعوب والأجناس، فهو صالح كذلك لكل أنواع العقليات وجميع درجات المدنيات، وبينما تجد الإسلام يهيج من نفس الرجل العملي في أسواق لندن، حيث مبدأ القوم (الوقت من ذهب)، إذ هو يأخذ بلب ذلك الفيلسوف الروحاني، ويتقبله عن رضا ذلك الشرقي ذي التأملات، إذ يهواه ذلك الغربي الذي أفناه الفن وتملكه الشعر». ويقول دينيه في موضع آخر: «إن الإسلام بلغ من تماسك بنائه، ومن حرارة إيمان أهله، ما جعله يبهر العالم بوثبته الهائلة التي لا نظن أن لها في سجلات التاريخ مثيلاً، ففي أقل من مئة عام، ورغم قلة عددهم، استطاع العرب الأمجاد وقد اندفعوا لأول مرة في تاريخهم، خارج حدود جزيرتهم، أن يستولوا على أغلب بقاع العالم المتحضر القديم من الهند إلى الأندلس».
كما يقول: «لا يتمرد الإسلام على الطبيعة التي لا تغلب، وإنما هو يساير قوانينها ويزامل أزمانها، بخلاف ما يفعل غيره من مغالطة الطبيعة ومصادمتها في كثير من شؤون الحياة والإسلام لا يكفيه أن يساير الطبيعة وأن لا يتمرد عليها، وإنما هو يدخل على قوانينها ما يجعله أكثر قبولاً وأسهل تطبيقاً في إصلاح ونظام ورضا ميسور مشكور، حتى لقد سمي القرآن لذلك (بالهدى)؛ لأنه المرشد إلى أقوم مسالك الحياة والأمثلة العديدة، ولكنا نأخذ بأشهرها وهو التساهل في سبيل تعداد الزوجات، فمما لا شك فيه أن الزوجة الواحدة هو المثل الأعلى، ولكن ما العمل وهذا الأمر يعارض الطبيعة ويصادم الحقائق، بل هو الحال الذي يستحيل تنفيذه، لم يكن للإسلام أمام الأمر الواقع، وهو دين اليسر، إلا أن يستبين أقرب أنواع العلاج فلا يحكم فيه حكماً قاطعاً ولا يأمر به أمراً باتاً».
وعن القرآن يقول دينيه: «إن معجزة الأنبياء السابقين كانت في الواقع معجزات وقتية، وبالتالي معرضة للنسيان السريع، بينما نستطيع أن نسمي معجزة الآيات القرآنية «المعجزة الخالدة»، وذلك أن تأثيرها دائم ومفعولها مستمر، ومن اليسير على المؤمن في كل زمان وفي كل مكان أن يرى هذه المعجزة بمجرد تلاوة في كتاب الله، وفي هذه المعجزة نجد التعليل الشافي للانتشار الهائل الذي أحرزه الإسلام، ذلك الانتشار الذي لا يدرك سببه الأوروبيون لأنهم يجهلون القرآن، أو لأنهم لا يعرفونه إلا من خلال ترجمات لا تنبض بالحياة فضلاً عن أنها غير دقيقة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©