عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
سجل «البلومون» تحت قيادة جوارديولا موسماً تاريخياً جديداً، قدم فيه كرة هجومية رائعة، خلبت العقول والأبصار في العالم بأكمله، وأصبح الوسط الرياضي العالمي يتحدث عن التطور الكبير والقفزة الواضحة في مستوى كرة القدم الإنجليزية، على مستوى المنتخب الأول والأندية التي تركت بصماتها القوية على المنافسات القارية في بطولتي، «الشامبيونزليج» و«يوروبا ليج»، وتفوق «السيتي» على جميع الفرق الإنجليزية في «البريميرليج»، لأنه الفريق الأكثر فوزاً، بنسبة تتجاوز الـ 84%، وهو صاحب خط الهجوم الأقوى على الإطلاق في البطولة المحلية، بمعدل يزيد على 2.5 هدف في كل مباراة، ورغم التكتيك الهجومي الذي يعشقه «بيب» وتطبقه «كتيبة السماوي»، إلا أن دفاعه كان الأكثر صلابة أيضاً خلال منافسات «البريميرليج»، بعدما اهتزت شباكه في المباراة الواحدة، بما يوازي نصف هدف، واستطاع الخروج بشباك نظيفة في 54% من إجمالي المواجهات، خاصة في الأسابيع الأخيرة التي قادته بنجاح إلى الفوز باللقب الثاني على التوالي، وهو ما يعكس قوة شخصية الفريق وقدرته على التعامل مع الضغوط، في ظل الصراع المشتعل على قمة «البريميرليج»، كما أن «السيتيزن» نجح في بلوغ شباك منافسيه خلال 95% من إجمالي مبارياته في الموسم الحالي.
وسيطر «السيتي» على القمة في جميع المقارنات الفنية من الناحية الإحصائية، حيث بلغ متوسط نسبة استحواذه على الكرة، 63.8%، كما أنه الأفضل على مستوى دقة التمرير، بنسبة تتخطى 89%، وبالطبع كان الأغزر تمريراً لها، بمتوسط يزيد على 697 تمريرة في المباراة الواحدة، وصنعت «كتيبة بيب» أكثر من 500 فرصة تهديفية مؤكدة، بفارق يصل إلى 100 فرصة بينه وبين «الريدز»، الوصيف، في حين أن «البلوز» كان الفريق التالي في القائمة بـ 25 فرصة أقل من «البلومون»، وعلى مستوى المحاولات الهجومية، كان بطل «البريميرليج» هو الأغزر تسديداً للكرة على المرمى، بمتوسط 18 محاولة في كل مباراة، كما أنه الأكثر تسديداً من خارج منطقة الجزاء، بـ 6 كرات كل مباراة، بتنوع واضح في التكتيك الهجومي اللازم لبلوغ شباك المنافسين، خاصة أصحاب الأسلوب الدفاعي الصارم، ولعل هدف كومباني في شباك «الثعالب»، خير دليل على نجاح تنوع أسلوب لعب «السيتي» في مثل هذه المواجهات، وهو الهدف الذي كان بمثابة إعلان تمهيدي للتتويج باللقب.
شارك عدد كبير في تسجيل وصناعة أهداف الفريق في «البريميرليج»، وظهر النجمان أجويرو وستيرلنج، في قائمة أفضل 10 هدافين في الدوري هذا الموسم، بينما شاركهم ليروى ساني في الظهور ضمن أفضل 10 صناع للأهداف أيضاً، وسجل الفريق ما يقارب 75% من أهدافه عبر اللعب الجماعي والتمريرات الحاسمة، وهو نجاح كبير لم يكرره أي فريق آخر في البطولة الإنجليزية.
ونجح «السيتيزن» في هز شباك منافسيه، خلال جميع فترات المباريات، من دون أي استثناء، حيث سجل 53% من أهدافه في الأشواط الأولى، مقابل 47% لأهداف الفترات الثانية، وكانت بداية المباريات في ربع الساعة الأول، وكذلك بداية الأشواط الثانية، هما الفترتان الأغزر تهديفاً بالنسبة للفريق، ويعود الفضل في ذلك إلى أفكار جوارديولا والتطبيق المثالي من قبل اللاعبين، وعملت جميع الجبهات الهجومية بكفاءة واضحة، لكن التفوق الأكبر جاء عبر الجبهة اليسرى التي أنتجت 42% من إجمالي أهداف الفريق، ثم العمق الهجومي الذي أسهم في بلوغ شباك الخصوم بنسبة 35%، في حين شاركت الجبهة اليمنى في إحراز 23% من الأهداف.
