عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
من مفارقات الكرة الإنجليزية المثيرة للدهشة، أنه لم يسبق لأي فريق على مدار التاريخ الفوز بالثلاثية المحلية أبداً، والمقصود بالثلاثية المحلية بطولة الدوري، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة، فقد حصد مان يونايتد ثلاثية تاريخية من قبل، وفعلها ليفربول سابقاً، ولكنها لم تكن في الحالتين ثلاثية محلية خالصة، فقد كان لقب دوري الأبطال أحد أضلاع البطولات الثلاث.
الفرصة التاريخية أصبحت سانحةً أمام مان سيتي، ليصبح أول فريق يفوز بالثلاثية المحلية، حينما يواجه واتفورد السبت المقبل باستاد ويمبلي في نهائي كأس إنجلترا، وفي حال نجح البلو مون في الفوز باللقب، فإنه بذلك سيكون قد حقق مجداً كروياً لم يسبق له مثيل، فقد توج السيتي بلقب الدوري الموسم الحالي، بعد صراع تاريخي مثير مع ليفربول، وحصد كأس الرابطة في فبراير الماضي على حساب تشيلسي، وأصبح هدفه الحالي لقب كأس إنجلترا ليكمل ثلاثية المجد.
ولم يكن حلم بيب جوارديولا قاصراً على الثلاثية المحلية فحسب، ولكنه استخدم سياسة المداورة بين اللاعبين على مدار الموسم، لتحقيق رباعية لم يعرف أي فريق إنجليزي الطريق إليها من قبل، وعلى الرغم من أنه كان يحلم بها، ويخطط لها، إلا أن المدرب الإسباني لم يعترف بذلك سعياً منه لتخفيف الضغوط على اللاعبين، وأطلق تصريحه الشهير، حينما قال حتى السير أليكس فيرجسون بتاريخه الكبير من مان يونايتد لم يتمكن من الفوز بالرباعية في موسم واحد، في إشارة إلى الدوري المحلي، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة، ودوري أبطال أوروبا.
وتتعلق أنظار وقلوب الملايين من عشاق مان يونايتد بمباراة نهائي الكأس، على الرغم من أنه ليس طرفاً فيها، حيث تتعلق قصة الدعم الإجباري من يونايتد للسيتي، إلى أن تتويج واتفورد بلقب الكأس سيحرم يونايتد من التأهل المباشر لمنافسات يوروبا ليج، حيث يتعين عليه خوض ملحق تأهيلي للبطولة القارية في يوليو المقبل، وهو ما يؤثر على برنامج إعداد الفريق، لأنه من المفترض أن يكون في شنغهاي لخوض مباراة أمام توتنهام في إطار برنامج الموسم الجديد، وكشفت الصحافة الإنجليزية عن أن أولي جونار سولشاير، المدير الفني لمان يونايتد، بدا في قمة الغضب عقب الهزيمة أمام كارديف سيتي بالجولة الأخيرة لبطولة الدوري، إلى حد أنه صرخ في وجوه اللاعبين وقال لهم: «الآن يعين علينا تشجيع مان سيتي في نهائي الكأس».
نهائي السبت بين مان سيتي وواتفورد سوف يحتكم إلى صافرة كيفين فريند، الذي يعد من أفضل حكام إنجلترا، وإن ظلت واقعة استبعاده من إدارة مباراة ستوك سيتي وتوتنهام في عام 2016، بعد تعيينه لتحكيمها تطارده، فقد اعترف فريند حينها أنه مشجع لفريق ليستر سيتي، حيث يعيش في مدينة ليستر، ليتم استبعاده على الفور من إدارة المباراة، خاصة أن توتنهام كان يطارد ليستر في سباق ساخن على لقب الدوري الإنجليزي، ويملك فريند خبرات تدريبية كبيرة، فهو يبلغ 47 عاماً، ولكنه بدأ مسيرته في مجال التحكيم قبل أن يتجاوز 14 عاماً، أي أنه يمسك بالصافرة منذ 33 عاماً.
