أزهار البياتي (الشارقة) - أكدت مريم الحمادي مديرة مركز حماية المرأة «قوارير» أن مشروع المركز اجتماعي وإنساني هادف، يعد الأول من نوعه على مستوى إمارة الشارقة، لحماية ضحايا العنف من النساء، ويهدف بمنظومته إلى مساعدة المرأة المعنفة والمضطهدة اجتماعياً وجسديا ونفسياً، مقدما لها كل الدعم والمساندة والمآزرة، لناحية الخدمات الإيوائية والقانونية والاقتصادية التي تحتاجها.
وقالت إنه يعتمد على أحدث الطرق وأفضل الأساليب في مجالات التأهيل النفسي والتمكين المجتمعي للمرأة، مهيئا لها كل السبل والأدوات التي تمكنها من تجاوز أزمتها العائلية والعودة إلى حياتها الطبيعية والانخراط في مجتمعها ومحيطها العام.
وأشارت مريم الحمادي إلى أن المركز تأسس وفقا لقرار المجلس التنفيذي 22 لسنة 2011، ليختص بكل ما يتعلق بالنساء المعنفات من اللواتي يتعرضن للأذى والاعتداء بكل أشكاله ومصنفاته المختلفة، سواء كان جسديا أو نفسيا أو حتى لفظيا، فيكون مأوى لهن يلتجئن إليه للحصول على الأمان والحماية التي تكفلها كل القوانين الشرعية والدينية.
وتتابع: يعمل «قوارير»على خدمة المرأة وتطوير دورها الاجتماعي والحضاري والتنموي، وذلك من خلال تأمينها وحمايتها من العنف الأسري والمجتمعي، بتفهم مشكلاتها والدفاع عن قضاياها والمطالبة بحقوقها، حيث تعتمد فكرته الأساسية على إيجاد مشروع يمثل طوق نجاة وواحة أمل، تنتشل هذه الفئات من النساء المعنفات لبر الأمان، ومكانا ليلجأن إليه عند تعرضهن للضرب أو الاعتداء أو الإهانة، فيوفر لهن كل الحماية والرعاية اللازمة، إضافة للتأهيل النفسي والمهني، ليتمكن بعد ذلك من متابعة مسيرة الحياة.
وأوضحت الحمادي أن الفكرة من المركز لا تعني بتاتا، كما يتبادر إلى ذهن البعض، تقوية المرأة أو الفتاة لتقف بوجه أسرتها أو زوجها بل العكس تماما، حيث نعمل بالأساس على حل المشكلات العالقة وإيجاد الحلول المناسبة حتى نتلمس أرضية مشتركة للتلاقي ونقاطاً للمصالحة والوفاق بين هذه المرأة المعنفة وولي أمرها سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً، وفي بعض الحالات يستدعي الأمر منا تمكينا ودعما اقتصادياً واجتماعياً، مع توعية معرفية بحقوقها وواجباتها لكي تتمكن من الثقة بنفسها والقيام بدورها المنوط بها، وفقا لما يرتضيه الشرع والمعايير الاجتماعية المتعارف عليها من العرف والعادات والتقاليد، لأننا ندرك جيدا ضوابط مجتمعنا المحافظ ونحترم أصوله، ولكننا نقدم يد العون والمساعدة فقط لحالات إنسانية خاصة يقع عليها ظلم ظاهر وتحتاج للمساندة والرعاية، فالنساء بشكل عام مخلوقات رقيقة وعاطفية إلى أبعد الحدود، ولا يجب أن يواجهن بالعنف والتجريح ويحتملن القسوة والأذى فقط لأنهن الجزء الأضعف من المعادلة”.
وحول نوعية الحالات التي يستقبلها المركز، تقول الحمادي: نستقبل في حالات الإيواء بشكل خاص، المرأة الضحية من الفئة العمرية المتراوحة ما بين 19 و59 عاماً، والمحولة لنا من قيادة الشرطة العامة في الشارقة، بعد إحالتها من إدارة الدعم الاجتماعي أو المحكمة في أي وقت كان، حيث إن المركز مفتوح طوال 24 ساعة، ليتم تسلم الحالة مع التقرير الخاص بها ويباشر بالتعامل معها فوراً، بعد إجراء كل الفحوص والتحاليل الطبية اللازمة، ومن ثم يتم احتضان هذه المرأة وإيواؤها بمفردها أو مع أطفالها إن وجدوا، مقدمين لها كل صور الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني الذي تحتاجه، هادفين إلى تعزيز الثقة بالذات، ورفع المستوى التعليمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي للمرأة المعرضة للعنف.
وبينت أن المركز يقوم بمحاولة حل الأزمة أيضا من خلال استدعاء المعتدي شخصيا، فور الانتهاء من إجراءات الإيواء، لإرشاده ونصحه وتبصيره بالعواقب القانونية التي قد يقع فيها في حال تكراره للعنف والاعتداء المتعمد، مع توضيح وتبيان كل أبعاد القضية دينيا واجتماعيا ونفسيا وآثارها السلبية المترتبة على جميع أفراد الأسرة، إلى أن نأخذ توقيعه على التعهد بعدم العودة إلى ممارسة العنف مرة أخرى، مع إقرار خطي بتسلم الضحية وعدم مسها بالضرب أوالإهانة والتجريح، وعادة ما يستجيب المعتدي ويتصالح مع زوجته أو أخته أو ابنته، ونتأكد من ذلك من خلال متابعتنا للحالة والتواصل معها مستقبلا، حتى نطمئن لسلامة هذه المرأة من كل أنواع التعنيف والاضطهاد.
وذكرت أن دور مركز قوارير لا يقتصر على الإيواء فقط، بل يتعداه إلى الاستضافة المؤقتة أو الإرشاد والاستشارة أحيانا، فالمركز مفتوح لاستضافة جميع النساء والاستفادة من مختلف البرامج النفسية والاجتماعية التي تتضمن رحلات ترفيهية، وورش عمل مهنية وتدريبات رياضية مع أنشطة وفعاليات متنوعة، يقدمها قسم التوجيه والاستشارة، والذي تشرف عليه مجموعة من الاختصاصيات المؤهلات في هذه المجال، مع تخصيص خط ساخن لتلقي البلاغات والشكاوى على مدار الـ 24 ساعة وهو 800800700.
عدد اليوم
