السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمية الوثبة.. موئل الطيور المهاجرة

محمية الوثبة.. موئل الطيور المهاجرة
26 مايو 2019 03:58

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تعد محمية الوثبة الحاضنة لمجموعة من الكائنات، الموقع الوحيد في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي الذي تتكاثر فيه طيور الفلامنجو بانتظام، فهي تمثل أكبر مستعمرة لتكاثر طيور النحام «الفلامنجو» على الإطلاق، على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، حيث تأتي طيور «الفلامنجو» المهاجرة لقضاء الفترة ما بين الخريف والربيع، ويمكن رؤية ما يصل إلى 4000 نوع من هذه الطيور بها، وفي حال عادت بعضها وسط آسيا لقضاء أشهر الصيف، نلاحظ بقاء مجموعة منها بهذه المحمية طوال العام.
وتعتبر محمية الوثبة واحدة من المحميات الطبيعية التي تديرها الهيئة ضمن شبكة متكاملة وشاملة للمناطق المحمية تسمى «شبكة زايد للمحميات الطبيعية»، وتضم 19 محمية (ست محميات بحرية و13 محمية برية)، وبها عدد من أفضل وأهم الموائل البرية والبحرية في الإمارة، لما تحتويه من موائل بيئية وكائنات مهمة ومعرضة للانقراض.

قائمة «رامسار»
قال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة، لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة- أبوظبي: «تعد محمية الوثبة للأراضي الرطبة واحدة من أول المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي، وتعتبر ملاذاً لأكثر من 200 نوع من الطيور المهاجرة وبشكل خاص طيور الفنتير «الفلامنجو»، كما تم رصد 11 نوعاً من الثدييات الصغيرة، و10 أنواع من الزواحف، وأكثر من 35 نوعاً من النباتات، ونظراً لأهمية المحمية في الثقافة البيئية والسياحة البيئية أعيد افتتاح المحمية أمام الزوار مؤخراً لموسم 2018-2019».
وأضاف الهاشمي، أن محمية الوثبة تعد أول موقع في أبوظبي ينضم لقائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية، حيث تؤوي إلى جانب طيور الفلامنجو أكثر من 260 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة و320 نوعاً من اللافقاريات، و35 نوعاً من النباتات، و16 نوعاً من الزواحف، و10 أنواع من الثدييات. وفي عام 2018 شهدت المحمية ولادة 601 فرخ من طيور الفلامنجو، وهو أعلى رقم يتم تسجيله حتى الآن في المحمية، ويُشار إلى أنها مسجلة ضمن القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
وفي عام 1998 تم الإعلان عن محمية الوثبة للأراضي الرطبة كمحمية طبيعية، وذلك تنفيذاً لرؤية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لكونها موئلاً مناسباً للطيور المهاجرة، ومنطقة لتكاثر الفلامنجو، ولدورها في الحفاظ على التنوع البيولوجي الطبيعي للإمارة والعديد من الأنواع المهددة بالانقراض.

تتبع مسارات الطيور
وأوضح الهاشمي: أصبح بإمكان الزوار الاطلاع على مكنونات هذا المخزون الطبيعي، ومشاهدة التجمع الضخم الفريد لطيور الفلامنجو، من خلال مسارات المشي المحددة داخل المحمية ليتعرف الزوار عن قرب على السمات والموائل الطبيعية التي تميز هذه المحمية، وأنواع الحيوانات والنباتات التي تؤويها ومراقبة طيور «الفلامنجو» عن قرب، إضافة إلى توفر منصة لمراقبة الطيور تتضمن نظارات مكبرة.
ومنذ عام 2005، تقوم هيئة البيئة- أبوظبي بتتبع الأنواع الهامة من الطيور المهاجرة عبر الأقمار الصناعية باستخدام أجهزة تعقب «جي إس إم»، ويهدف برنامج التتبع الفضائي إلى مساعدة الهيئة في دراسة مسارات الهجرة ومحطات الاستراحة والتزود بالغذاء التي تستخدمها الطيور، وقد تم تتبع بعض هذه الأنواع لأول مرة في العالم، وقد ساعدت المعلومات التي تم جمعها على التعرف على مسارات الطيور ودراسة سلوكياتها وما تفضله من موائل، والتي كان لها أثر كبير في وضع الخطط المناسبة للحفاظ عليها.

كائنات متنوعة
أشار أحمد الهاشمي، قائلاً إنه يمكن لزوار الوثبة أن يتوقعوا مشاهدة عدد من الكائنات الأخرى التي تقطن المحمية، منها دبور الوقواق، العقرب ذو الذيل الأسود السمين، العقاب المرقط الكبير، الثعلب الأحمر، الضب، الورل، الأرنب الجبلي، اليعسوب البنفسجي، الفأر البري والقنفد الأثيوبي، فضلاً عن مجموعة متنوّعة من اليعاسيب وحشرات الرعاش. موضحاً أن الدخول إلى المحمية مجاني ومفتوح للجمهور، كما يتواجد بالمحمية مراقبون لمساعدة الزوار في تخطيط رحلتهم داخل المحمية ليتمتعوا بتجربة لا تنسى، يمكننا أيضا تنظيم جولات خاصة لطلاب المدارس والجامعات في تجربة تعليمية فريدة للتعرف على الأنواع التي تأويها المحمية، واستكشاف الأراضي الرطبة، والسّبخات «الرمال المتحرّكة»، والرمال المتحجّرة والكثبان الرملية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©