الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة معرض الكتاب الإماراتي بمشاركة المر والعميمي والصايغ تناقش: دور الصحافة الثقافية في مسيرة تطور الأدب الإماراتي

ندوة معرض الكتاب الإماراتي بمشاركة المر والعميمي والصايغ تناقش: دور الصحافة الثقافية في مسيرة تطور الأدب الإماراتي
28 مايو 2019 00:09

عصام أبو القاسم (الشارقة)

في إطار فعاليات معرض الكتاب الإماراتي الذي تقيمه هيئة الشارقة للكتاب، بمناسبة يوم الكاتب الإماراتي، والذي افتتح بمقر الهيئة في منطقة الزاهية، نظمت ندوة مساء أمس الأول تحت عنوان «تاريخ الحركة الأدبية في الإمارات»، استذكر خلالها المتكلمون جانباً من أجواء البدايات والصعوبات التي رافقت التأسيس، كما تطرقوا إلى ما تحقق من إنجازات في العقود الأخيرة، ودور الصحف والمؤسسات في تعزيز مكانة الأدب والأدباء في المجتمع المحلي.
الندوة التي قدمتها وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري، تحدث في مستهلها الأديب محمد المر، مجيباً على سؤال حول دور الصحافة الثقافية في مسيرة الأدب الإماراتي، مشيراً إلى أن الحركة الأدبية تزامنت مع تأسيس ونهوض مؤسسات التعليم بمستوياتها المتعددة في مختلف جهات الدولة، كما لعبت الصحافة الثقافية دوراً مهماً في احتضان وإبراز وترسيخ الأسماء الأدبية، عبر صفحاتها اليومية والأسبوعية، وقال «الصحف نشرت نصوصنا وخلقت لنا الجمهور».كما ذكر «أن المؤسسات الصحفية وعبر مطابعها ساهمت في نشر مؤلفات المبدعين، كالروايات والقصص، فلقد نشر علي أبو الريش نصوصه عبر مطبعة جريدة الاتحاد، ونشرت أنا نصوصي عن طريق مطبعة جريدة البيان».
وأشار المر إلى أن الأمور تغيرت اليوم، فلقد تزايدت الوسائل التي تصل الأديب بالجمهور، ولكنه تحسر على غياب تقليد الأرشفة في المشهد الأدبي المحلي، مبدياً استغرابه من عدم وجود أي مؤسسة مكتبية في الدولة تحتفظ بكل ما نشره شاعر، مثل حبيب الصايغ، وما نشر حول تجربته، على سبيل المثال!
وفي إجابته عن سؤال حول واقع الترويج للأدب الإماراتي، انتقد المر ضعف علاقة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بالمشهد الثقافي، وقال «لا توجد خطة أو استراتيجية إعلامية واضحة، وكل شيء يخضع للتقديرات الشخصية لإدارات وسائل الإعلام». وفي مداخلته، تحدث القاص والباحث سلطان العميمي عن بدايات الأدب الإماراتي، انطلاقاً من المخطوطات والمدونات القديمة التي اكتشفت وحققت وأدرجت في مكتبات مختلفة في أنحاء العالم، خاصة مخطوطات الرحالة والشعراء الشعبيين، وهو توقف عند تجربة الملاح أحمد بن ماجد، وكتابه الموسوم «الفوائد في أصول علوم البحر والقواعد»، ليدلل على عراقة التدوين في الإمارات، مشيراً إلى أن هذا الكتاب عثر على نسخة منه الباحث والمستشرق الفرنسي جبراييل فرّان عام 1912 في المكتبة الوطنية في باريس، وثمة نسخة أخرى منه ظهرت بعد عشر سنوات في دمشق، ولاحقاً في بلدان أخرى.
ومضى العميمي إلى القول إن قراءة الكتاب، المكرس لعلوم البحر، تظهر مؤلفه مؤرخاً وشاعراً إماراتياً رائداً.
كما تطرق العميمي، في سياق إبرازه تاريخ التدوين الإماراتي، إلى تجربة الشاعر الماجدي بن الظاهر (1781 م 1871 م)، وقال إن للظاهر نصوصاً شعرية يعود تاريخها إلى نحو قرن من الزمان، وثمة محمد بن صالح المنتفقي، الذي عاصر ابن الظاهري، وهو الآخر شاعر.
كما تحدث العميمي عن دور المدرسين الذين تم استقدامهم من نجد في ظهور العديد من الأدباء في مرحلة باكرة من تاريخ الدولة، وصولاً إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث أنعش ظهور المطبعة حركة نشر النصوص الشعرية الشعبية، خاصة مطبعة الكتبي في الهند، ومطبعة دبي.
وفي مداخلته، ركز الشاعر حبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، على توجيه النقد لدور الصحافة الثقافية اليوم، مشيراً إلى أنها ما عادت تقوم بذلك الدور الذي لعبته في البدايات، لا سيما في تقديم الأسماء الأدبية والاحتفاء بالنصوص الإبداعية، فهي صحافة «مواد معلبة»، و«الخبر والنص غائبان» فيها، والصحفي الثقافي هو الوحيد الذي يمكن أن يقاسم زميله مادته، ومعظم الملاحق الثقافية يمكن إرجاء قراءة موادها لشهر أو أكثر، في إشارة إلى أنها منقطعة الصلة باليومي والراهن، وأن «الشخصية المهمة في الصفحة الثقافية ليس الكاتب، ولكن المسؤول الرسمي..»، ولقد «اختلت المعايير»، على حد تعبيره.
كما تطرق الصايغ في مداخلته إلى إسهام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في تنشيط الساحة الثقافية، بما يقيمه من ندوات وما ينشره من مصنفات، مشيراً إلى المكانة الثقافية المتقدمة التي حققتها الإمارات، بفضل مبادراتها وجهودها البناءة، كاشفاً عن مبادرة يجري العمل عليها بالتنسيق بين «الاتحاد» ووزارة الخارجية لخلق مساحة للأدب الإماراتي في مهام سفارات الدولة بالخارج، وذلك عبر ملحقيات ثقافية تكون مهمتها التعريف بالأدب والأدباء في الإمارات.

«منصة» تستعرض نخبة من إصدارات المبدعين
حرصاً منها على إتاحة المجال للمبدعين المحليين للمشاركة في مختلف الأحداث الثقافية التي تقام على الصعيدين الإقليمي والعالمي، يستعرض مشروع «منصّة» الذي أطلقته جمعية الناشرين الإماراتيين إصدارات 12 ناشراً وأكثر من 12 كاتباً إماراتياً، والتي تضمّ 66 عنواناً، ونحو 600 كتاب، في مختلف الحقول والمجالات الأدبية والمعرفية، وذلك خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الأولى من «معرض الكتاب الإماراتي»، الذي يستمر حتى 28 من مايو الجاري، في مبنى مدينة الشارقة للنشر.
وتتجلى أهداف «منصة»، خلال مشاركتها في الحدث، إلى تنمية قطاع النشر داخل دولة الإمارات، وفتح المجال أمام المبدعين المحليين لاستعراض أعمالهم وتجاربهم وإبداعاتهم الأدبية أمام الجمهور المحلي، والتعريف بتجاربهم النوعية والفريدة، إلى جانب إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الأدبية مع نظرائهم.
وتضم قائمة دور النشر المشاركة تحت مظلة مبادرة «منصة» كلّ من دار أوراق، دار جميرا، دار الفلك، دار دراجون، دار الأندلس، دار نبض القلم، دار ورق، دار مركز القارئ العربي، دار زاجل، دار السيف، دار التخيل، دار الصقر، فيما تضم قائمة المؤلفين المشاركين والذين سيوقعون إصداراتهم في الجناح كلاً من الدكتورة اليازية خليفة، وعلياء البادي، من دار الفلك، وموزة محمد بن خادم، ورجاء محمود هندي، عن دار الأندلس، وعبدالله الكعبي عن دار دراجون، والدكتور عمر عبد العزيز وعبدالله الصوري وعائشة الغيث عن دار أوراق، وطلال سالم عن دار جميرا، وصالحة غابش وأسماء الزرعوني، عن دار صديقات.
وحول هذه المشاركة، قال راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين: «حرصت جمعية الناشرين الإماراتيين عبر مشروع «منصة» على أن تشارك بشكل فاعل في فعاليات الدورة الأولى من معرض الكتاب الإماراتي، الذي نعتبره فرصة مهمة وثرية للتعريف بالإبداع المحلي».
وتعد «منصة» أحدث مشاريع جمعية الناشرين الإماراتيين التي أطلقت بالتعاون مع شركة تلال العقارية، بهدف إتاحة الفرصة لأعضائها لعرض إصداراتهم وأعمالهم الأدبية في مختلف المحافل والمعارض العربية والعالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©