الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفنانة التشكيلية «علا يوسف»: الخط العربي خط دفاع عن حضارتنا

الفنانة التشكيلية «علا يوسف»: الخط العربي خط دفاع عن حضارتنا
30 مايو 2019 05:21

مجدي عثمان (القاهرة)

الحرف العربي قائم بذاته الجمالية، التي لا تُفقد ببعده التاريخي وقواعده الثابتة منذ وُضعت وعُدلت، لذلك لم يكن من اليسير على الفنانة التشكيلية «علا يوسف» أن تتعامل مع الخط العربي في أعمالها الفنية، وهي على وعي بهذا الأمر، بل تزداد إشكاليتها في التعاطي مع الحرف، دون إغفال صرامته وليونته وتاريخه الجمالي، إضافةً إلى مكتسباتها الفنية الحديثة والمعاصرة، من خلال دراستها الأكاديمية أو إطلاعها على طرق تناول فناني الغرب للخط العربي في أعمالهم الفنية، جامعة بين قواعده، وبين قواعد العمل الفني المعاصر، وما تُضيفه إليه حرية التعبير، واختيار اللون، والتقنيات الحديثة من خلال الحاسوب، فهي من جهة تُحافظ على رونق الحرف العربي بمدلوله البصري، وبين اتزانات اللون على مسطح التصوير.
وتوضح «علا» أن إدراك الخط العربي وأهميته هي محاولة لخلق أسلوبٍ وطرقٍ جديدة لتطوير الخط، بقصد استعماله كجزء لا يتجزأ من الهوية العربية، فالبعض يلجأ إلى استلهام الأفكار والأشكال من أصول الخط الكلاسيكية وقواعده المتينة، ويستنبط منها حروفاً وأشكالاً جديدة، متحرراً من تقاليد وأساليب الخط الكلاسيكية، بهدف إنشاء خط حر أكثر توافقاً مع عالم الفن المعاصر، ومنهم من يكتفي بتلك القواعد واستخدامها في إنتاج عمله الفني.
وترى يوسف أن الإنسان أوجد في حياته الأولى الكتابة كوسيلة يُسجل بها تاريخه ويوثقه، وبابتكاره الأبجدية بدأ مرحلة جديدة من عالمه، وعمل على تطويرها، فأبدع أشكالاً متنوعة، حملت خصائص ثقافته وفلسفته، وانطلق يُبدع ويتفنن في مدارس الخطوط العربية وأساليبها الفنية، إلى أن صار الخط العربي مستقلاً بشخصيته، ذات الملامح العربية المميزة التي انطلقت من فلسفته الشخصية. وتُشير «يوسف» إلى أن الخط العربي هو فن وتصميم الكتابة في مختلف اللغات التي تستعمل الحروف العربية وتتميز الكتابة بكونها متصلة، مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة، من خلال المد والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب، كما أن للخط قيمة فنية عالية تجعله يظهر ويقترن بالزخرفة العربية أو الأرابيسك، حيث استُعمل لتزيين المساجد والقصور، وكُتبت به المصاحف والمخطوطات، فاحتل مكانة مقدسة.
وتشير إلى أن اللغة العربية من أقوى اللغات وأصعبها في العالم، إذ تتحدث شعوب العالم ما يقارب من 2650 لغة و7 آلاف لهجة محلية، وترجع أهمية تناول الخط العربي إلى أنه سلاحنا في الدفاع عن عروبتنا وحضارتنا وثقافتنا، وتعزيز للهوية، متمنية نشر الخط وقواعده وتعليمه، ما أمكن لأطفالنا قبل الكبار، حيث إن الخط العربي ذروة الإبداع في الفن الإسلامي. وتقول إن أنواع الخطوط تتعدد في اللغة العربية، ولكن بعضها اشتهرت أكثر من الآخر، وساهم انتشارها في إيجاد أشخاص يحرصون على التدوين والكتابة بشكل مستمر، ومن أهم الخطوط التي ما زالت مستخدمةً حتى الآن الخط الكوفي وهو من أقدم الخطوط العربية، كما تغيرت أشكال الحروف العربية عدة مرات ضمن أساليب كثيرة ومتنوعة.
وعن التكوينات في أعمالها الفنية قالت «يوسف»: التفاف الكلمات وحروفها حول بعضها البعض، وتقاربها، يُكسبها قوة وصلابة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©