الثلاثاء 28 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"كولومبيا" تهدد بفض اعتصام الخرطوم!

"كولومبيا" تهدد بفض اعتصام الخرطوم!
1 يونيو 2019 00:47

شوقي عبد العظيم (الخرطوم)

أثار إعلان المجلس العسكري الانتقالي «تحول ميدان الاعتصام إلى وكر للجريمة تمارس فيه كل أنواعها» سخط المعتصمين أمام القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم. ووقعت عدة حوادث واشتباكات في محيط الاعتصام الأسبوع الماضي راح ضحيتها شابان وسيدة حبلى فيما سقط 15 جريحاً.
وجاء إعلان المجلس العسكري على لسان اللواء عثمان محمد حامد، عضو المنظومة الأمنية ومدير العمليات بالدعم السريع، خلال مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية، مشيراً إلى أن المنظومة الأمنية ستطبق القانون في ميدان الاعتصام وستكافح هذا الفلتان الأمني. وقال: «ساحة الاعتصام أصبحت خطرة على الثورة والثوار أنفسهم. إزاء ذلك سنطبق القانون على المنفلتين».
وذكرت مصادر من المجلس العسكري لـ«الاتحاد» أنه تم رصد مجموعات منظمة تقوم بجرائم وتدخل أسلحة خطرة متمثلة في سكاكين وعصي وتحرض الشباب على العنف وتستدرج الجنود إلى ضفة النيل لتعاطي الخمور والمخدرات واستفزازهم لتقع اشتباكات. وقال اللواء محمد عثمان إن جهات تستهدف قوات الدعم السريع وتشويه صورتها في الأذهان، وإن الشباب في ميدان الاعتصام يتحرشون بقوات الدعم السريع وفقاً للتعبئة ضدها من قبل الثورة المضادة. وطلبت المنظومة الأمنية من السودانيين التبليغ الفوري عن أي تجاوزات أو تفلتات في ميدان الاعتصام أو خارجه.
وكانت الشرطة أصدرت بياناً بخصوص مقتل شاب بالمنطقة القريبة من الاعتصام قالت فيه إن من أطلق النار ضابط شرطة بسبب خلاف شخصي بينه وبين القتيل وأفادت بأن الشرطي الجاني كان في حالة سكر. وقتلت يوم الثلاثاء سيدة تعمل في بيع الأطعمة بطلق ناري وجرح آخرون بسبب مشاجرة بين الجنود تبادلوا فيها إطلاق النار وكانوا جميعاً مخمورين، ووقع حادث ثانٍ في ذات المنطقة بعد نقاش بين جنود من قوات الدعم السريع وعدد من الشبان راح ضحيته شاب عشريني بعد إصابته من الخلف بطلق ناري وتطور المشهد إلى فوضى عارمة تعرض فيها سودانيون للاعتداء، كما هاجم شبان يقال إنهم مندسون، سيارة تتبع لقوات الدعم السريع واستولوا عليها وفككوا إطاراتها وكثيراً من أجزائها الداخلية.
وفي معرض استقصائها للحقائق، قال شهود عيان لـ«الاتحاد» إن منطقة واقعة على القرب من النيل متاخمة لحدود ميدان الاعتصام من الناحية الجنوبية وأسفل كبري النيل الأزرق مباشرة تباع فيها خمور بلدية ويروج فيها لمخدرات أصبحت جاذبة لبعض الشباب من الثوار وجنود من القوات المسلحة والدعم السريع وآخرين، وكثيراً ما تقع مشادات بين الجنود فيما بينهم وبين الجنود والمواطنين في بعض الأحيان.
ورغم أن بعض المعتصمين يتفقون مع رأي المجلس العسكري أو لجنته الأمنية بوجود جرائم وحوادث في هذه المساحة الصغيرة التي يطلق عليها اسم «كولومبيا»، إلا أنهم استنكروا تركيز المجلس العسكري عليها وإسباغه صفة «وكر الجريمة» على ميدان الاعتصام بأسره، خاصة وأن هذه المنطقة لا تقع ضمن خارطة ميدان الاعتصام. بل ذهب بعضهم إلى أن السلطات على علم بما يدور في هذه المنطقة وتغض الطرف عنها لدواع «خبيثة».
وقال مروان الكنزي، القيادي في لجان التنظيم بالاعتصام، لـ«الاتحاد»: «لا يمكن أن يوصف ميدان الاعتصام بوكر الجريمة بينما تقام فيه صلاة التراويح وصلاة القيام». وقال مروان: «نعم وقعت حوادث واعتداء على سودانيين وكلها وقعت في منطقة واحدة ومعروفة ببيع الخمور حتى قبل الاعتصام». وانتقد أمجد فريد، الناطق باسم «الحرية والتغيير» محاولة وصف الثوار بالمجرمين واستنكر وجود جنود مدججين بالسلاح وسط المعتصمين. وقال حافظ أحمد، من المعتصمين، لـ«الاتحاد» إن «المجلس العسكري يريد أن يفض الاعتصام بالقوة بذريعة الجرائم ولكن لن يستطيع».
وقال فريد لـ«الاتحاد»: «لا نرفض التعامل مع المجرمين وفق القانون ولكن يجب أن تكون القوة التي تنفذ القانون قوة مختصة ولدينا قوات شرطية لها خبرة في مكافحة المخدرات والخمور وتفهم الطريقة الأفضل للتعامل مع هذه الحالات ولكن من يطلق الرصاص هم الجنود الذين يحملون السلاح ويختلطون بالمعتصمين». واستبعد أمجد فريد فض الاعتصام بالقوة من قبل العسكري لجهة أنه سيعيد الأمر إلى الطريقة التي أسقطت النظام البائد وستنهار الثقة بين التغيير والعسكري من جهة وبين العسكري والشعب من جهة أخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©