الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحركات دولية مكثفة لتفعيل مسارات حل أزمة ليبيا

تحركات دولية مكثفة لتفعيل مسارات حل أزمة ليبيا
21 يناير 2020 00:39

حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)

شهدت الساعات الماضية تحركات مكثفة من جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل دعم القرارات الصادرة عن مؤتمر برلين الخاص بالشأن الليبي، خاصة فيما يتعلق بالانتقال من الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، وحظر تصدير السلاح ووقف تقديم الدعم العسكري لأطراف الصراع.
فقد كثفت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من تحركاتها لتفعيل المسارين السياسي والعسكري في ليبيا عبر الترتيب لاجتماعات جنيف التي يفترض أن تجمع الفرقاء الليبيين في جنيف.
وقال عضو مجلس النواب الليبي سعيد امغيب، إن البعثة الأممية برئاسة الدكتور غسان سلامة تواصلت مع أعضاء البرلمان لاختيار ممثلين عن مجلس النواب للحضور إلى جنيف نهاية الشهر الجاري لتفعيل الحل السياسي.
وأكد البرلماني الليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن بعثة الأمم المتحدة ستشكل لجنة الـ«40» وتضم 13 نائباً عن مجلس النواب، ومثلهم من المجلس الأعلى للدولة، و14 شخصية من النخب الليبية سيتولى غسان سلامة تسميتهم خلال أيام، معرباً عن تخوفه من خلق جسم تشريعي مواز لمجلس النواب خلال اجتماعات جنيف.
وتهدف لجنة الـ«40» لاختيار مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية جديدة يتم تمريرها عبر مجلس النواب الليبي، على أن يتم التباحث حول المسار العسكري بالتزامن مع المسار السياسي بتشكيل لجنة «5+5» مناصفة بين قوات الجيش الليبي وحكومة الوفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، وتوحيد المؤسسات العسكرية والشرطية.
وعن مخرجات برلين، أشار عضو مجلس النواب الليبي إلى أن المخرجات لم تصل إلى الحد الأدنى من تطلعات الشعب الليبي الرافض لسيطرة الميليشيات على العاصمة طرابلس، وتخليصها وكامل التراب الليبي من قبضة الإرهاب والرافض للتدخل السافر من قبل تركيا بإرسالها للأسلحة والطائرات المسيرة والمقاتلين السوريين من كل التنظيمات الإرهابية.
ولفت إلى أن مؤتمر برلين خرج بكلام فضفاض تدل على عزم المجتمع الدولي الاستمرار في تجاهل التشخيص الحقيقي للمشهد السياسي الليبي، ووضع الحلول الناجعة لنزع سلاح المليشيات وتفكيكها وإيقاف التدخل العسكري التركي في الشأن الليبي الداخلي، على حد قوله.
وفي بروكسل، ناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الاثنين الخطوات المقبلة لتنفيذ عملية سلام في ليبيا، في أعقاب اختتام مؤتمر برلين الذي دعا إلى وقف دائم وفعلي لإطلاق النار، والالتزام بحظر الأسلحة الأممي، وإنهاء الدعم العسكري لأطراف الصراع الليبي.
وقال جوسيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن التكتل ناقش كافة الخيارات لدعم وقف رسمي لإطلاق النار في ليبيا إذا تم إبرام اتفاق بهذا الشأن، لكن أي تسوية سلمية ستحتاج إلى دعم حقيقي من الاتحاد كي تستمر. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدرس إرسال بعثة حفظ سلام عسكرية، قال بوريل «يحتاج وقف إطلاق النار لمن يراقبه...لا يمكن قول هذا وقف إطلاق نار ثم تنسى أمره.. ينبغي أن يراقبه أحد ويديره»، داعياً في الوقت نفسه إلى إعادة إحياء مهمة «صوفيا» البحرية، التابعة للاتحاد، على السواحل الليبية، وضمان تنفيذ الحظر المفروض من جانب الأمم المتحدة على إرسال الأسلحة لليبيا.
كما أكد وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان، أن اجتماع برلين بشأن ليبيا مؤشر على عودة قوية للأوروبيين لأخذ زمام المبادرة على المستوى الدولي. وأضاف في ختام اجتماع لدول الاتحاد الأوروبي «بحثنا كيفية ترجمة قرارات مؤتمر برلين والمساعدة على استمرار الهدنة وحظر السلاح».
وفي وقت سابق، أشار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أن آلية تسوية النزاع الليبي التي توصل إليها مؤتمر برلين تقع إحدى نقاطها ضمن مسؤولية الاتحاد الأوروبي، كاشفاً عن عقد المؤتمر القادم حول ليبيا في برلين على مستوى وزراء الخارجية مطلع فبراير المقبل.
وقد التزم قادة الدول المشاركة في مؤتمر برلين أمس الأول باحترام حظر إرسال الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011، ووقف أي تدخل خارجي في النزاع. كما اتفقوا على أن لا حل عسكرياً للنزاع، وطالبوا بوقف دائم وفعلي لإطلاق النار.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن المشاركين في مؤتمر برلين اتفقوا على ثلاثة مسارات متوازية لحل الأزمة الليبية، هي المسار العسكري والاقتصادي والسياسي.
ونوه بأن المسار الاقتصادي انطلق منذ مدة وبدأ في النظر في النقاط الأساسية المتعلقة بإصلاح البنك المركزي والمؤسسات الاقتصادية الليبية وكل ما يتعلق بهذا المجال.
عسكرياً، تجددت الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش الليبي والميليشيات في عدد من ضواحي طرابلس، وسط اتهامات متبادلة من الطرفين بمسؤولية الطرف الآخر عن خرق هدنة وقف إطلاق النار.

برلين: إحراز تقدم بشأن ليبيا يتوقف على أطراف النزاع
ناشدت الحكومة الألمانية أطراف النزاع في ليبيا مواصلة الطريق نحو عملية سياسية عقب مؤتمر برلين. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، أمس، إن إحراز المزيد من التقدم يتوقف حالياً على وجه الخصوص على أطراف النزاع في ليبيا، مضيفاً أن أطراف النزاع مطالبة أولاً بمرحلة انتقالية من وقف إطلاق النار والهدنة.
وذكر زايبرت أن الهدف من المؤتمر كان يتمثل في دعم مساعي المبعوث الأمم الخاص بشأن ليبيا غسان سلامة والمضي بها قدما، مضيفاً أن المهم الآن الاستمرار في هذه المساعي.
وأكد ضرورة الحيلولة دون وقوع انتهاكات في المستقبل لحظر توريد الأسلحة لليبيا القائم بالفعل، مضيفاً أن الدول المشاركة في المؤتمر تعهدت بعدم السماح بحصول أطراف النزاع على دعم عسكري، طالما أن وقف إطلاق النار مستمر.
وعلى نحو غير مباشر، ناشد زايبرت الأوروبيين التحدث بصوت واحد في الطريق نحو حل سياسي للنزاع، موضحاً أن هذا شرط لإحراز تقدم.

مصادر لـ «الاتحاد»: ترتيبات جزائرية لاستضافة حوار ليبي ـ ليبي
قالت مصادر دبلوماسية جزائرية لـ«الاتحاد»، إنه سيتم الترتيب خلال الفترة المقبلة لاستضافة الحوار الليبي - الليبي الذي دعا له الرئيس عبد المجيد تبون خلال كلمته في مؤتمر برلين أمس الأول، فيما ستشهد العاصمة الجزائرية نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً خلال الأيام المقبلة يتمحور حول الأزمة الليبية.
وأضافت أن الجزائر حرصت منذ بداية الأزمة الليبية على حث الفرقاء على الانخراط في مسار الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة ويدعمه الاتحاد الأفريقي بهدف تشكيل حكومة توافق وطني كفيلة بتسيير المرحلة الانتقالية وإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الليبي بما فيها مكافحة الإرهاب. وقالت المصادر، إن «الجزائر متمسكة برفضها القاطع لأي تدخلات أجنبية في المنطقة ورفض التمدد التركي الإخواني في ليبيا، والتأكيد على أن أمن ليبيا هو امتداد لأمن الجزائر، وأن أفضل طريقة لصون أمننا القومي هو التعامل والتكاتف مع جيراننا لمواجهة الإرهاب والتطرف».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©