الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحوثيون يحكمون بإعدام 30 مختطفاً مشمولين باتفاق تبادل الأسرى

الحوثيون يحكمون بإعدام 30 مختطفاً مشمولين باتفاق تبادل الأسرى
10 يوليو 2019 02:06

عقيل الحلالي، الاتحاد (عدن، صنعاء )

قضت محكمة تابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، أمس، بإعدام 30 مختطفاً مشمولين باتفاق تبادل الأسرى في العاصمة اليمنية صنعاء، في تطور خطير ينسف الاتفاق الذي كان قد شملهم عقب مشاورات ستوكهولم.
وقالت مصادر يمنية، إن محكمة حوثية خاضعة لسيطرة الانقلابيين قضت بإعدام 30 مختطفاً تم اعتقالهم تعسفياً منذ سنوات في صنعاء وتلفيق عدد من التهم الباطلة ضدهم. وأشارت المصادر إلى أن من ضمن المحكوم عليهم الأكاديمي في جامعة صنعاء يوسف البواب. وحددت المحكمة الحوثية تنفيذ الحكم خلال 15 يوماً وفقاً للمصادر. وأكد شهود عيان أن المعتقلين قاموا بترديد النشيد الوطني لليمن بعد تلاوة حكم الإعدام، وأكدوا أنه باطل وأنهم سيخرجون من المعتقل.
وقال مصدر في لجنة الأسرى المنبثقة عن مشاورات ستوكهولم، إن أعضاء المجموعة المحكومين مدرجون ضمن قائمة الأسرى والمختطفين الذين أقرت ميليشيات الحوثي بوجودهم، وتطالب الحكومة الشرعية بالإفراج عنهم.
واستنكرت وزارة حقوق الإنسان اليمنية بأشد العبارات الأحكام التي أصدرتها ميليشيات الحوثي الإرهابية. وجاء في بيان نشرتهُ وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أنهُ «مع استمرار المطالبات بإطلاق سراح المحكومين ضمن كل من قامت الميليشيات باختطافهم وطالبت بهم الحكومة الشرعية مراراً بل وقبلت بمبادلتهم بأسرى حرب أخذوا في المعارك المختلفة مع الميليشيات، إلا أن تعنّت ميليشيات الحوثي في تنفيذ ما جاء في اتفاق ستكهولم بخصوص الأسرى والمختطفين ليظهر صورة أخرى من ذلك التعنّت بمثل هذه المحاكمات الصورية عبر قضاء غير شرعي». وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمبعوث الأممي إلى اليمن بسرعة التحرك لإنقاذهم، فليس لهم من جرم إلا أنهم يعيشون في مناطق تسيطر عليها الميليشيات. وأعدت وزارة حقوق الإنسان اليمنية بلاغاً بهذا الشأن سيقدم إلى المقرر الخاص المعني بالحق في حرية الرأي والتعبير والمقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسف.
بدورها، قالت منظمة «سام» للحقوق والحريات، إن الحكم الذي أصدرته المحكمة الحوثية هو حكم منعدم قانوناً كونه صادراً عن محكمة فقدت صفتها القضائية بموجب قرار صادر عن مجلس القضاء الأعلى، فضلاً عن الإخلال بمبادئ المحاكمة العادلة. وأفادت في بيان لها أنها رصدت مخالفات جسيمة أثناء جلسات المحاكمة المزعومة، تمثلت في انتهاك أبسط القواعد القضائية الضامنة لنزاهة المحاكمة، وحق المتهمين في الدفاع عن أنفسهم، وتهديد واعتقال محاميهم داخل جلسات المحكمة.
ومن بين تلك المخالفات، وفقاً لمنظمة «سام»، رفض تسجيل طلباتهم فضلاً عن الاستجابة لها، وتعذيب المتهمين خلال فترة المحاكمة في القاعات المجاورة لقاعة المحكمة وأثناء انعقاد الجلسات، وتغييب الدكتور يوسف البواب عن حضور الجلسة الأخيرة التي حجزت فيها القضية للحكم، وهي الجلسة التي أرغمت فيها المحكمة هيئة الدفاع بالرد على «تقرير المعمل الجنائي» الذي قدم مكتوباً في 5 أوراق.
وذكرت منظمة «سام» أن الأحكام الصادرة عن محاكم ميليشيات الحوثي هي أحكام لا قيمة لها، بل إنها تشكل جنايات في سجل أصحابها من منتحلي الصفات الرسمية للقضاة وأعضاء ورؤساء النيابة وغيرهم من الجناة.
وكانت منظمات حقوقية دولية حذرت في وقت سابق من مغبة استمرار المحاكم التابعة للميليشيات بإصدار أحكام إعدام بحق معارضين سياسيين، دون أدنى اعتبار لشروط المحاكمة العادلة. واتهم بيان مشترك للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة «سام» للحقوق والحريات ومنظمة «إفدي» الدولية، ميليشيات الحوثي بتحويل المنظومة القضائية في المناطق التي تسيطر عليها إلى أداة سياسية، لتصفية الحسابات مع خصومها السياسيين، مؤكداً إصدار المحاكم التابعة للحوثي منذ مارس 2015م، 55 حكماً بالإعدام على مدنيين، لم تراعِ فيهم المحاكم شروط المحاكمة العادلة، مما يعطي مؤشراً على فقدان الثقة بكامل المنظومة القضائية في اليمن.
وفي وقت سابق، قالت رابطة أمهات المختطفين: إن «الجماعة الحوثية منذ 8 أبريل 2016 عقدت جلسات محاكمة هزلية بحق 36 مختطفاً مدنياً من الأبرياء، بينهم أكاديميون وطلاب ومهندسون اختطفوا من بيوتهم ومقارّ أعمالهم ومن الشوارع العامة دون مسوغ قانوني، وقامت بإخفائهم قسراً لأشهر طويلة». واتهمت الرابطة الحقوقية الميليشيات بأنها مارست في حق المختطفين أبشع أصناف التعذيب الجسدي الممنهج، وقامت بانتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب، مضيفة أنه «عند إحالتهم للتحقيق كانت على أجساد بعضهم آثار التعذيب، كما قامت الميليشيات بالتشهير بهم وهو ما أثر على حياد القاضي الناظر لقضيتهم الذي تم تعيينه من قبل الحوثيين».
أمنياً، شن التحالف العربي، أمس، غارات جوية نوعية على مواقع عسكرية وغرف اتصالات متطورة لميليشيات الحوثي الإرهابية في محافظتي حجة وصعدة. وقصفت مقاتلات التحالف مواقع عسكرية للحوثيين في مزارع «الجر» بمديرية «عبس» غربي محافظة حجة استهدفت مواقع وتجمعات للميليشيات وأسفرت عن تدمير آليتين عسكريتين، كما استهدفت مقاتلات التحالف بعدة غارات تجمعات حوثية في شمال قرية «الحمراء» بمديرية «مستبأ» شمال حجة ما أسفر عن مصرع وإصابة عدد من عناصر الميليشيات.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي غارات نوعية على مواقع عسكرية للميليشيات الحوثية في مديرية «كتاف والبقع» الحدودية مع السعودية في شمال شرق محافظة صعدة. وذكرت مصادر ميدانية بأن الضربات دمرت ثلاث غرف اتصالات عسكرية متطورة تابعة للحوثيين، موضحةً أن الضربة الجوية الأولى دمرت غرفة اتصالات في مركز مديرية «كتاف»، فيما أصابت الضربة الثانية غرفة اتصالات فوق مرتفعات «جبال العشة»، ودمرت الضربة الثالثة غرفة اتصالات في قرية «حمدات» بمحيط مركز مديرية «كتاف». وقتل عدد غير محدد من مسلحي الحوثي في الغارات الجوية التي جاءت بعد عملية رصد دقيق لمواقعها، وذلك في إطار العمليات النوعية للتحالف العربي والهادفة إلى تحييد كافة القدرات العدائية الإرهابية للميليشيات الحوثية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©