الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيت العود» يحتفل بتخريج الدفعة الأولى من عازفي آلة القانون

«بيت العود» يحتفل بتخريج الدفعة الأولى من عازفي آلة القانون
28 ابريل 2012
انحنى الكبار تقديراً لصنيع ثلاثة أطفال أنطقوا آلة القانون، تلك الآلة العصية التي لا تمنح نفسها لأي كان، حضور وقوة شخصية وأداء أبهر الحضور الذي مُنح متعة التحليق عبر مقطوعات خالدة، في حفل تخرج الدفعة الأولى من عازفي آلة القانون، الذي نظمه بيت العود العربي التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مساء الأربعاء الماضي بحضور عبدالله العامري، مدير إدارة الثقافة والفنون بالهيئة، وبإشراف الأستاذ نصير شمة، ولجنة التحكيم التي تكونت من المايسترو أمير عبدالمجيد من مصر، والمايسترو آيتش من تركيا، وحسن فالح من العراق. تألقت زينة مطر، ومحمد مطر وأحمد الشيخ، الذي سيكون أصغر مدرس موسيقى في العالم، في عزف قطع موسيقية عالمية بشكل فردي وجماعي، بإشراف الموسيقار الكبير نصير شمة وبتوجيه أستاذ آلة القانون بسام عبد السميع، حيث أدوا قطعا موسيقية شكلت باقة أخذت الجمهور لعدة مدارس موسيقية منها العراقية والمصرية والتركية والغربية، أما المقطوعات التي أمتعت الحضور ولجنة التحكيم فهي بين النخيل، والدوامة، كابريس، يا مسافر وحدك، رقصة الأنامل، صوت العرب، لونكا جاز، سماعي شت عربان، فكروني، رقصة الفرس، كان في الأندلس، شقاوة ضياع، لونكا شهيناز، حقابله. إلى ذلك، قال عبدالله العامري، مدير إدارة الثقافة والفنون بالهيئة «نشهد اليوم تخرج هذه الدفعة، إذ نتفاجأ بالمستوى الذي وصل إليه أداء المتخرجين، ولعل ما خططت له هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة وصلت إليه بعد خمس سنوات من تأسيس بيت العود، وهو إغناء الساحة الفنية بمثل هؤلاء ورفدها بخبراتهم مستقبلا، سواء في الإمارات أو العالم العربي أجمع». طوال ساعات الحفل، لم يخف نصير شمة إعجابه بالمجموعة التي عزفت وتألقت على خشبة بيت العود في حفل حضره جمهور لم تسعه كراسي القاعة الفسيحة فوقف مصفقا لكبار في العزف على آلة القانون صغارا في السن، لتصبح أبوظبي على عهد جديد مع الموسيقى الراقية والصافية، وقال نصير شمة، الذي أبدى رضاه عن المجموعة، إنه سيجعل العازف أحمد الشيخ (11 سنة) أصغر مدرس للموسيقى في العالم»، وأعرب شمة عن بالغ سروره بثمرة جهوده. وأضاف «الموسيقى لا وطن لها، وكل الأوطان أوطانها وهكذا أراد بيت العود أن يضم المبدعين والموهوبين في العزف على الآلات العربية العراقية منها العود والقانون ومن المقرر إدخال آلة الناي تحت إلحاح الجمهور». وأوضح «أشعر أننا بدأنا نؤدي دورنا الحقيقي في المجتمع، خاصة أن الموسيقى العربية الكلاسيكية وجدت طريقها نحو الأطفال من خلال العزف على آلات العود والقانون، بشكل غير مسبوق، وهذا ما أعتبره إنجازاً، إذ سيضخ دماء جديدة وسيطور أساليب العزف وأدواته»، مؤكدا أن «هؤلاء العازفين الصغار سيغيرون خارطة الموسيقى واليوم نحن فخورون بتخرج هذه الدفعة من أبوظبي، خاصة وأنها ضمت مجموعة متألقة جدا، لا نجد نظيرها في أكبر المعاهد الموسيقية مثل هذه المستوى الكبير من العزف والنقاء فيه، وسينطلق من الإمارات أصغر مدرس آلة قانون خريج في بيت العود». مرتبة الشرف بعد الاستمتاع بعزف الصغار لـ 19 مقطوعة بشكل فردي وجماعي وبمرافقة الإيقاع والعود في بعض المقطوعات اختارت لجنة التحكيم أن تختلي 5 دقائق لتعود وتسلم الطلبة شهادات تقدير، ولم تستطع الأذن غير الموسيقية التفريق بين المستويات الثلاثة، لكن خبراء الموسيقى وعازفي آلة القانون لهم من الحنكة ما يفرقون به بين العزف الصافي النقي والموهبة والحضور وكاريزما العازف وشخصيته على المسرح، فحملت الشهادات امتيازا لكل من الأخوين زينة مطر ومحمد مطر، بينما منحت شهادة امتياز جيد جدا مع مرتبة الشرف لأصغر عازف أحمد الشيخ. (11 سنة)، الذي أدى وأمتع الجمهور وجعل الناس تصفق له بحرارة، كان واثقا من نفسه، متمكنا من أدواته، بدأ حديثا عذبا مقدما نفسه وما سيقدمه من مقطوعات موسيقية والمدارس التي سيؤدي منها، فحضرت المدرسة المصرية والعراقية والتركية والغربية أيضاً. وأجبر الشيخ الحضور على الوقوف والتصفيق له بحرارة، ما جعل لجنة التحكيم المكونة من كبار العازفين على آلة القانون ينبهرون بأدائه ويتوقعون له مستقبلاً زاهراً. قال الشيخ «أنا سعيد جداً بما وصلت إليه وبما سمعته من اللجنة»، موضحا أن الموسيقى ربته وغيرت في سلوكه. وقال إنه أصبح مهادنا يقضي أغلب وقته في العزف، مؤكدا أنه لا يحب الألعاب الإلكترونية ولا يشاهد التلفاز إلا نادرا. وأضاف الشيخ «النجاح ومشاركتي في كثير من الحفلات الموسيقية والأحداث جعل تقديري لذاتي عاليا وهذا أثر على دراستي، حيث أصبحت أحرز المراتب الأولى»، لافتا إلى أنه يرغب في أن يكون عازفا ومؤلفا موسيقياً. ويذكر أن الشيخ يعمل على تقديم أسلوب مختلف من الأداء على آلة القانون مع الحفاظ على طابعها العربي والشرقي، وشارك في أول حفل بيت العود وبعدها بسنة قدم كابريس للشريف محيي الدين حيدر على خشبة مسرح المجمع الثقافي، في أبوظبي، وقام بأداء هذا العمل مرة أخرى في معهد العالم العربي في باريس بالإضافة إلى مشاركته في الحفل نفسه بمجموعة أعمال من مؤلفات نصير شمة. تأثير إيجابي من جهتها، قالت زينة مطر (15 سنة)، الطالبة في الصف العاشر، إنها سعيدة جدا بهذه الشهادة، التي ستفتح لها المجال للتعلم أكثر، موضحة أن الموسيقى وتعلم علومها لا تقف عند حد. وأضاف «العزف غير في شخصيتي للأحسن، وأثر على دراستي، حيث عرفت كيف أنظم وقتي، وكيف استثمره في الاتجاه الصحيح، إذ أصبحت متميزة وأصبح لي حضور قوي في كل المحافل المدرسية وغير المدرسية، وهذا رفع ثقتي في نفسي، وزادني بحثا في دواخلي عن مكامن القوة»، مؤكدة أنها تسمع إلى كل الألوان الغنائية بما فيها الغربية تماشيا مع ما تسمعه صديقاتها في المدرسة لكنها تعشق بشكل كبير أغاني فيروز وأم كلثوم وصباح فخري. أما عن التدريبات التي خاضتها، فقالت «وجدت صعوبة كبيرة في البداية لأن آلة القانون ليست سهلة، لكن مع الإصرار والتدريب تآلفنا واليوم حصدت النتيجة». في حين قال شقيقها محمد مطر (13 سنة) إنه فخور بما وصل إليه. وأشار إلى أن ذلك نتيجة الجهد والمثابرة، موضحا أن الأسابيع الأخيرة قبل الحفل كانت مكثفة في العزف والتمارين، أما عما يسمعه وما يعشق العزف عليه. قال «غيرت الموسيقى حياتي، وأصبحت أسمعها بشكل مختلف، وبينما أقراني ينجذبون للألوان الغربية أجد متعتي في الموسيقى العربية الكلاسيكية مع أنني أحب الحاضر، وما أسمعه أعزفه لأمي وأبي، قبل أن أعزفه لغيرهم». أما عن وقته وكيف يقضيه فقال إن أغلب وقته يعطيه للموسيقى والبحث عن أساليب تطوير نفسه في العزف، بالإضافة إلى الدراسة. وعن أمنيته المستقبلية، أكد أنه يريد أن يصبح عازفاً محترفاً. بيت العود.. بداية طموحة بيت العود العربي في أبوظبي افتتح في فبراير 2008 كأحد مشاريع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبإشراف العازف المعروف نصير شمة بهدف تخريج جيل من العازفين القادرين على التعامل مع العود وقراءة مختلف المؤلفات الموسيقية وعزفها على هذه الآلة باحتراف. ويعد مشروع بيت العود بداية إماراتية طموحة لمشاريع موسيقية عالمية وخرج خلال أربع سنوات العديد من الشباب الإماراتيين الموهوبين في العزف على هذه الآلة من مختلف الأعمار. ويعتبر الفنان الإماراتي علي عبيد أول خريج من بيت العود العربي في أبوظبي نهاية عام 2009 تبعه الفنان الإماراتي إياد الخالدي عام 2010. ودأب البيت على تنظيم حفلات سنوية لطلابه من مختلف الفئات العمرية فضلا عن استضافة عدد من أشهر العازفين العرب. ويهدف البيت لنشر الثقافة والوعي الموسيقي بآلة العود وإبراز أهميتها كجزء رئيس في الموسيقى العربية الشرقية ومدارسها وتدريس تقنيات العزف على آلة العود والقانون والآلات الموسيقية الشرقية الأخرى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©