الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«فرونت بيدج ماجازين»: قطر تُجنّد المقربين من المرشحين المحتملين لرئاسة أميركا

«فرونت بيدج ماجازين»: قطر تُجنّد المقربين من المرشحين المحتملين لرئاسة أميركا
22 يوليو 2019 00:11

دينا محمود (لندن)

اتهم محللون سياسيون أميركيون قطر بإثارة الانقسامات في أوساط المعنيين بشؤون السياسة الخارجية في الولايات المتحدة، والسعي لإفساد أبرز الشخصيات على الساحتين السياسية والإعلامية في البلاد، والتقرب في الوقت نفسه من ساسة يسعون لترشيح أنفسهم لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وفي مقال شديد اللهجة نشره موقع «فرونت بيدج ماجازين» الإلكتروني الأميركي، حذر الكاتب المخضرم دانييل جرينفيلد من مواصلة «هذه الدولة المتشددة محدودة المساحة (قطر)، محاولاتها للتسلل تدريجياً إلى عمق المؤسسة السياسية في أميركا»، قائلاً إن قطر «تتحالف مع حماس وإيران وتنظيم القاعدة الإرهابي من جهة، ومع (مراكز بحثية ووسائل إعلام أميركية) مثل بروكينجز وواشنطن بوست وجماعات الضغط العاملة في العاصمة واشنطن من جهة أخرى».
بالتوازي مع ذلك، يستهدف القراصنة الإلكترونيون العاملون لحساب «نظام الحمدين» - حسبما أشار جرينفيلد في مقاله - المناوئين لسياسات الدوحة في أميركا، ويسطون على محتويات حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بهم، ويحرفونها قبل توزيعها على وسائل الإعلام الكبرى في الولايات المتحدة، كما حدث من قبل مع القيادي الجمهوري البارز إليوت برويدي، الصديق المقرب من الرئيس دونالد ترامب.
وشدد الكاتب الأميركي على أن قناة «الجزيرة» - التي وصفها بأنها «البوق الدعائي» لنظام تميم بن حمد - تلعب دوراً مزدوجاً على هذا الصعيد «إذ تغطي عالم المتشددين (الذين يريدون الاستيلاء على السلطة في دول الشرق الأوسط)، وأيضاً عالم النشطاء التابعين للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة».
وذَكَّرَ الكاتب في مقاله بأن «قطر تمتعت بنفوذ وقدرة على الوصول إلى أوساط الإدارة الأميركية في عهد باراك أوباما»، وأن ما يُعرف بـ«الربيع العربي» أدى إلى وصول جماعات متحالفة مع جماعة «الإخوان» الإرهابية - المدعومة من الدوحة - إلى السلطة في أكثر من دولة شرق أوسطية، قبل أن تنعكس الآية في السنوات القليلة الماضية، ويُمنى محور قطر - تركيا - إيران بانتكاسات لا يُستهان بها.
وكشف جرينفيلد النقاب عن أن النظام القطري يسعى في الوقت الراهن للتقرب وبشكل غير مباشر من العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس التي تخوض السباق للحصول على ترشيح حزبها للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة عام 2020، ويعتبرها محللون ثاني أكثر المرشحين فرصاً لنيل بطاقة الترشح الديمقراطية للمشاركة في السباق صوب البيت الأبيض، بعد السياسي الديمقراطي المخضرم جو بايدن.
وأوضح الكاتب في هذا الشأن أنه في الوقت الذي رفض فيه بايدن تبرعاً قدمه له واحد ممن يشاركون في حملات الضغط والدعاية للنظام القطري في أميركا، وهاجم تمويل نظام تميم والنظام التركي للتنظيمات الإرهابية، تستعين منافسته هاريس بمستشارة للشؤون الخارجية تُدعى دانا شِل سميث، تتبنى آراء شديدة الانحياز لـ «نظام الحمدين»، وسبق أن كانت سفيرة لواشنطن في الدوحة في ظل إدارة أوباما.
وأشار إلى أن هذه السيدة «دافعت وتدافع عن قطر، سواءٌ في الفترة التي سبقت تركها لمنصبها أو بعد أن تركته، مما يثير تساؤلات حول الجهة التي تمثل مصالحها» في الوقت الحاضر، وهو ما يخالف ما هو مفترض من أنه يتعين على السفراء تمثيل مصالح دولهم لا غيرها. واستعرض المقال نماذج على التحيز المفضوح الذي تبديه شِل سميث للنظام الحاكم حالياً في الدويلة المعزولة، وتغافلها عن سجله الأسود في تمويل الإرهابيين وإيوائهم وتقديم الدعم السياسي والإعلامي لتنظيماتهم، إلى حد اتهامها للرئيس ترامب بـ «الغباء» لاتخاذه مواقف صارمة حيال السياسات القطرية الطائشة.
ومن بين هذه الأمثلة، محاولتها التدخل لدى المشاركين في مؤتمر عُقِدَ العام الماضي في الولايات المتحدة، بشأن قطر وجماعة «الإخوان» الإرهابية، لحملهم على أن يخففوا قليلاً من حدة انتقاداتهم لهاتين الجهتين.
وكشف جرينفيلد عن أن السفيرة الأميركية السابقة في الدوحة، استعانت في هجومها على منظمي هذا المؤتمر والمشاركين فيه، برسائل مُقرصنة من حساب برويدي، دون أن ترفع صوتها احتجاجاً على إقدام دولة أجنبية مثل قطر، على شن هجمات إلكترونية على مواطن أميركي مثلها.
وأضاف الكاتب أن مقالات شِل سميث وتغريداتها تبدو دعاية محضة لـ «نظام الحمدين»، خاصة إغداقها المديح على «طاغية قطر، وحديثها عن أن هذه الدولة هي الأولى على مستوى العالم، على صعيد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، رافضة ذكر حقيقة اعتماد هذا البلد على القوة العاملة الأجنبية المُستعبدة التي تنال حقوقاً أقل من حقوق الحيوانات في بعض الدول».
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تنخرط فيه «دولة الإرهاب المتشددة هذه في دعم الإرهابيين المتطرفين في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط المضطربة»، لا تتورع السفيرة الأميركية السابقة في الدوحة عن ترويج أكاذيب من قبيل «أن علاقاتنا الثنائية (مع قطر) لم تكن قط أقوى مما هي عليها الآن». وشدد جرينفيلد على تورط دانا شِل سميث أيضاً في حملة لـ «التمويه على الدور الإرهابي لقطر»، وانغماسها في تجميل السياسة الخارجية التخريبية للدوحة، رغم أن هذه السياسات أدت إلى نشوب خلافات عميقة بين قطر وغالبية الدول المحيطة بها.
وخَلص جرينفيلد للقول، إن كل ذلك «يثير تساؤلاتٍ خطيرةً حول مدى نفوذ الدوحة في العاصمة الأميركية»، مُشدداً على أنه يتعين أن يتم توجيه هذه الأسئلة إلى السناتور كامالا هاريس، طالما ظلت تتلقى المشورة في شؤون السياسة الخارجية من دانا شِل سميث.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©