عدد اليوم
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
تختتم، مساء اليوم، فعاليات مهرجان ليوا للرطب في نسخته 15، والمقامة تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وبتنظيم من لجنة الفعاليات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، والتي شهدت العديد من الفعاليات الجديدة والمتجددة بهدف إضفاء مزيد من المتعة والتحدي أمام المزارعين، وتوسيع قاعدة الفئات المستفادة من المهرجان، ما يساهم في تحقيق الأهداف الذي انطلق من أجلها، وتعلن لجنة التحكيم اليوم نتائج أقوى 3 مسابقات في المهرجان تضم 45 جائزة بقيمة 3 ملايين و189 ألف درهم، وهي المزرعة النموذجية، وشوط الظفرة لنخبة الرطب، ومسابقة أجمل مجسم تراثي
إشادة المشاركين والزوار
وأشاد المشاركون بتطور المنافسات في الدورة الحالية، مقارنة بالأعوام السابقة، وهو ما انعكس على مستوى المشاركات المقدمة، والتي كشفت مدى النجاح الكبير الذي حققه المهرجان، وساهم في زيادة الوعي الزراعي لدى عشاق النخيل.
وأكد سلطان زايد المزروعي أن النجاح الكبير الذي شهده القطاع الزراعي في منطقة الظفرة مثله مثل بقية القطاعات الناجحة الأخرى، والتي شهدت نهضة وتطوراً جاء ترجمة لتوجيهات القيادة وحرصها على دعم المواطن وتوفير سبل النجاح له، لافتاً إلى أن مهرجان ليوا للرطب نجح بالفعل في تحقيق أهدافه التي سعى إليها، وهو ما انعكس على مستوى الإنتاج الذي خرج به المزارع، خاصة فيما يخص النخيل والتمور بفضل ما يقدمه من برامج وأنشطة ومسابقات ساهمت في زيادة الوعي لدى المزارعين.
ورأى عبدالله الحمادي أن المهرجان أصبح من الفعاليات الهامة التي يحرص عليها الجميع، سواء من المهتمين بالزراعة أو غير المهتمين بها، نظراً لما يقدمه من فعاليات وبرامج متنوعة أكسبت المهرجان قوة وتميزاً منذ انطلاق فعالياته.
وأشاد محمد سهيل المزروعي بالمستوى المتميز الذي خرجت به النسخة الحالية من مهرجان ليوا للرطب، سواء من خلال المشاركات، أو التنظيم أو المعارض والشركات الموجودة، والتي قدمت مستويات رائعة استفاد منها الزائر.
نتائج المسابقات
في الوقت ذاته، تعلن اليوم لجنة التحكيم نتائج ثلاث مسابقات تضم 45 جائزة بقيمة 3 ملايين و189 ألف درهم، وهي مسابقة المزرعة النموذجية وقد خصص لها 15 جائزة بقيمة مليونين و250 ألف درهم (منها 5 جوائز للمحاضر الشرقية بقيمة 750 ألف درهم، و5 جوائز للمحاضر الغربية بقيمة 750 ألف درهم، و5 جوائز لمزارع ليوا بقيمة 750 ألف درهم)، ومسابقة الظفرة لنخبة الرطب وخصص لها 15 جائزة بقيمة 705 آلاف درهم، ومسابقة أجمل مجسم تراثي، وخصص لها 15 جائزة بقيمة 234 ألف درهم.
وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير المهرجان، مسابقة المزرعة النموذجية أدرجت في المهرجان لتكريم ودعم أنظف مزرعة عبر «جائزة المزرعة النموذجية»، ويتم التسجيل في اليوم الأول للمهرجان وتُعلن المزرعة الفائزة في اليوم الأخير منه، وقد تمّ ابتكار هذه الجائزة لتعزيز جودة ونظافة المزارع في منطقة الظفرة، وتشجيع مالكيها على الاهتمام بنظافتها وترميم مبانيها بشكل منتظم، والتأكد من جودة تربتها والمواد المستخدمة فيها.
وتعتمد معايير تقييم المزرعة النموذجية على النظافة العامة للمزرعة، استخدام أساليب الري الحديثة الموفرة للمياه، الالتزام بالشروط والضوابط العامة لمكافحة الآفات الزراعية، وأن تكون المزرعة محددة بسور وبوابة.
كما تعلن اللجنة المنظمة أيضاً نتائج مسابقة المجسمات التراثية وأجمل عرض تراثي التي تقام ضمن فعاليات المهرجان، وجذبت إليها جمهور المهرجان الذي حرص على التجول داخلها، والاستمتاع بما يتم تقديمه من نماذج متميزة لبيئة تراثية قديمة تحاكي الحياة البدوية في منطقة الظفرة قديماً.
وأضاف أجمل مجسّم تراثي يشهد منافسات قوية بين هواة التراث، ويقدمون أعمالهم وفقاً للشروط المعتمدة، وهي استعمال المواد الطبيعية، مراعاة عدد القطع التراثية في العمل، التناسق والتنسيق بين المواد المستخدَمة.
وتعلن اللجنة المنظمة أيضا نتائج منافسات أقوى مسابقات مزاينة الرطب «مسابقة الظفرة لنخبة الرطب»، والتي يتنافس عليها أشهر مزارعي النخيل في منطقة الظفرة وتبلغ قيمة جائزة الفائز بالمركز الأول 200 ألف درهم، والثاني 150 ألف درهم.
110 جوائز لـ 6 أنواع من الرطب
شهدت مزاينة الرطب في مهرجان ليوا للرطب، إقبالاً كبيراً من المزارعين للمشاركة في فئات المسابقة المختلفة التي رصدت لها اللجنة المنظمة 110 جوائز شملت 6 أنواع من الرطب تم اختيارها بعناية.
كما استطاعت المزاينة التي تعرض المشاركات في قلب المهرجان، من جذب الآلاف من عشاق زراعة النخيل والرطب وما يرتبط بهما من منتجات متنوعة.
وقد خصصت اللجنة 25 جائزة لفئة الخلاص، والذي يكثر زراعته في أرجاء الدولة كافة، وهو من الأصناف التجارية الواسعة الانتشار، ويتميز بلونه الأصفر البرتقالي الفاتح وشكله البيضاوي.
كما خصصت 25 جائزة لفئة الدباس، وتتميز ثمرة الدباس باللون الأصفر والشكل البيضاوي، وتكثر زراعته في محاضر ليوا ومدينة زايد بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، حيث يشكل نحو 50% من مجمل نخلها. أما فئة بومعان فقد خصصت اللجنة لها 15 جائزة، وثمرة بومعان ذات لون أصفر وشكلها بيضاوي قصير أو قلبي، وهو حلو المذاق وقليل الألياف، ويعد من الأصناف واسعة الانتشار ومن الأصناف التجارية. وخصصت اللجنة 15 جائزة لفئة الخنيزي، والذي يكثر زراعته حتى في الأماكن العالية الرطوبة، وهو شائع الانتشار في أرجاء الدولة كافة، ويعتبر من الأصناف المهمة.
أما الفرض، والذي خصص له 15 جائزة، فيعتبر من الأصناف التجارية المهمة في أبوظبي، وهو واسع الانتشار على امتداد إمارات الدولة، وموعد نضجه متأخر، ولون ثمرته وردي مصفر، ولون الرطب بني والتمر بني داكن. ويوجد، في إمارات الدولة كافة، خاصة في أبوظبي ودبي، ويأتي موعد النضج في وسط الموسم، ولون الثمرة أصفر مخضر وبني مخضر في مرحلة الرطب، والشكل بيضاوي مخروطي متطاول، ولون الرطب كستنائي ذو مذاق جميل وممتاز والتمر بني.
«التخطيط العمراني والبلديات»
تستعرض دائرة التخطيط العمراني والبلديات عدداً من النباتات البرية بموقعها في مهرجان ليوا للرطب، لتوعية الجمهور بهذه النباتات وأهمية المحافظة عليها، وتعريفهم بدور الدائرة في إكثارها واستخدامها في عمليات التجميل الطبيعي. وتستخدم الدائرة النباتات البرية في أعمال الزراعات التجميلية في جميع مناطق إمارة أبوظبي، بهدف حماية البيئة والموارد الطبيعية، وترشيد استهلاك المياه وتقليل التكاليف والتلوث. ومن أنواع النباتات البرية التي تم عرضها، الرمرام، ثمام، طرفة، أرطا، الزهر، المرخ، الغضا، أشنان، حرمل، هرم، رمث، مرخ، وسبات.
نخيل العين
نجحت بلدية العين في تدوير نحو 40% من منتجات النخيل وتصنيع 55 منتجاً منها. وعرضت البلدية نتائج تجربتها خلال مشاركتها في فعاليات مهرجان ليوا للرطب 2019.
كما استخدمت أكثر من 20 نوعاً من النباتات المحلية في مشاريع تجميل الشوارع ومناطق المدينة، على أسس قدرتها في تحمل درجات الحرارة العالية، وقلة احتياجها للماء وتحملها للملوحة وقلة التكلفة التشغيلية. وشملت الأنواع نبتة حب الريشة، حوا الغزال، الظفرة، علقة، شوك الذهب، شوك الجمل، مهتدي، حمرا، العزبج، عشرج والقطف والتي تعرف عليها زوار المعرض.
وقال المهندس محمد صالح اليافعي، مدير إدارة الحدائق في بلدية مدينة العين: إن مشاركة بلدية مدينة العين تأتي من خلال مشاريعها التي تمثلت في مشروع تدوير نواتج النخيل ومشروع استخدام النباتات المحلية في الزراعات التجميلية بالمدينة، حيث تمت إعادة تدوير 30 إلى 40% من نواتج النخيل في واحات العين البالغة 7 واحات، مشيراً إلى أن ذلك يستهدف تحقيق الاستدامة وإضفاء المظهر الجمالي على مدينة العين.
سلطان بن طحنون يزور المهرجان
زار معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، فعاليات مهرجان ليوا للرطب 2019، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، حيث رافقه خلال الجولة معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي القائد العام لشرطة أبوظبي رئيس اللجنة، وعبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان مدير إدارة التخطيط والمشاريع باللجنة، وعدد من المسؤولين.
واستهل معاليه جولته بزيارة جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في قلب المهرجان، واستمع إلى شرح موجز عن كتاب «زايد» الذي أصدرته مجلة شواطئ التابعة لـ اللجنة، واطلع على أبرز المهرجانات والبرامج التي تنظمها اللجنة على مدار العام، وتجول في المكتبة التي تضم إصدارات أكاديمية الشعر، كما تفقد معاليه مزاينة الرطب، والتي كانت تضم مجموعة من مشاركات المزارعين في مسابقة مزاينة ليوا لنخبة الرطب، والتي سجلت عشرات الأصناف المتنوعة من رطب النخيل المزروع في محاضر مدينة ليوا، والتقى معاليه أعضاء لجان تحكيم مزاينة الرطب في المهرجان.
وجال معاليه في أروقة المهرجان، وزار الأجنحة المشاركة ومنها: شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، شركة الظاهرة، شركة الفوعة للتمور، بنك أبوظبي الأول، دائرة التخطيط العمراني والبلديات - بلدية منطقة الظفرة، مركز إدارة النفايات بأبوظبي «تدوير»، مؤسسة الإمارات للطاقة النووية (شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى)، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، شرطة أبوظبي، وشركة أبوظبي للتوزيع.
واطلع معاليه على المسابقات المصاحبة للمهرجان منها مسابقة أجمل مجسم تراثي، وأجمل مخرافة رطب، إلى جانب زيارة السوق الشعبي، وما يقدمه من معروضات متنوعة من المنتجات الإماراتية التقليدية، وأكبر سرود في العالم، والتي تنفذها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي بالتعاون مع حافظات التراث. كما حرص معاليه على زيارة المشاريع الصغيرة لعدد من المواطنين الشباب والموجودة في قلب المهرجان، والتي تقدم أصنافاً متنوعة من المشروبات الساخنة والباردة والأطعمة السريعة المختلفة.
عفراء الهاملي.. 60 عاماً وتفوقت على الرجال
عفراء محمد الهاملي بنت ليوا التي تعدت الستين عاماً من عمرها نموذج ناجح للمرأة الإماراتية القادرة على تحدي الصعاب وتحقيق النجاح كشف عنها مهرجان ليوا للرطب بعد أن فرضت عليها تحديات الحياة أن تنافس الرجال في مهنة الزراعة وتتفوق عليهم بعدما أحرزت المركز الأول في مسابقة المزرعة النموذجية قبل عامين، وطبقاً لشروط المسابقة التي تمنع المشارك من دخول المسابقة لمدة 3 أعوام لإتاحة مزيد من الفرص أمام بقية المتسابقين، وتشجيع الفائز على تطوير افضل لزراعته فقد التزمت عفراء بالاشتراطات، وتستعد حاليا لتجهيز المزرعة بعد انتهاء فعاليات الدورة الحالية من المهرجان، بعد أن أجلت أي تطوير في مزرعتها، حفاظاً على السرية وحتى لا يقتبس أحد أفكارها في المسابقة الحالية، مؤكدة أن مشاركتها في العام المقبل ستكون مفاجأة.
وتسترجع عفراء الهاملي الحياة قديماً في مدينة ليوا، حيث البداوة وتحديات الحياة وصعوبتها وكيف تعلمت الزراعة من أهلها قديماً، وهي مازالت طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها 7 سنوات حتى اكتسبت خبرات كثيرة في عمر مبكر، واستطاعت أن تواجه ظروف الحياة الصعبة، وظلت تمارس الزراعة طوال تلك الفترة.
وتحكي الهاملي كيف كانت أعداد النخيل في السابق قليلة جداً، وكذلك الطلح المستخدم في تلقيح النخيل حيث كان الحصول عليه صعباً، فكانوا في زمن الأولين يحرصون على البحث عن النخيل الجيد القادر على إنتاج نوعية جيدة من الطلح يمكن الإفادة منها حتى يتم استخدامه في التلقيح وإنتاج محصول جيد. وأشارت الهاملي إلى أنها تحرص على المشاركة في مهرجان ليوا للرطب منذ انطلاقته في عام 2005 ومازالت مواظبة على المشاركة فيه، لافتة إلى أنها شاركت في العام الحالي بمسابقة الفرض ونجحت في إحراز المركز الرابع، وتتمنى أن تحقق المركز الأول دائماً.
وتثني الهاملي على القيادة الرشيدة التي قدمت الكثير والكثير للمواطن، ومكنته من أن يحقق طموحاته وأنها تشعر بسعادة بالغة كونها ابنة الإمارات التي لا تتوقف طموحاتها لحد معين. وأشادت الهاملي بجهود اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا للرطب الذي أصبح علامة مميزة لكل المهتمين بزراعة النخيل.
