الجمعة 24 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"بوليتيكو": قطر تكثف محاولات التسلل إلى الدائرة المقربة من ترامب

"بوليتيكو": قطر تكثف محاولات التسلل إلى الدائرة المقربة من ترامب
3 أغسطس 2019 00:01

دينا محمود (لندن)

أكدت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية أن النظام القطري يواصل تكثيف محاولاته لمد الجسور مع بعض المحيطين بالرئيس دونالد ترامب، ما اعتبره مراقبون مؤشراً واضحاً على فشل الجهود المستميتة التي بذلها في هذا الشأن، وأنفق عليها عشرات الملايين من الدولارات، منذ فُرِضَت عليه العزلة الإقليمية في منتصف عام 2017. أحدث المحاولات القطرية في هذا الصدد، تستهدف الاستفادة من صلات وعلاقات القيادية الجمهورية البارزة بام بوندي، المدعي العام السابق لولاية فلوريدا، التي كانت إحدى أشد مؤيدات الرئيس ترامب منذ الأيام الأولى من حملته الانتخابية لخوض السباق الرئاسي، الذي أوصله في نهاية المطاف للبيت الأبيض. وكشفت «بوليتيكو» في تقرير إخباري عن أن بوندي «53 عاماً» سجلت اسمها على قائمة المشاركين في حملات الدعاية والتأثير، التي يمولها «نظام الحمدين» في الولايات المتحدة، وذلك بحكم عملها في شركة «بالارد بارتنرز» المتخصصة منذ أكثر من عقدين في تقديم الاستشارات للأشخاص والمؤسسات والحكومات في المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية.
وجاءت هذه الخطوة من جانب بام بوندي امتثالاً لقانون «تسجيل الوكلاء الأجانب» الساري في الولايات المتحدة منذ عام 1938، والذي يشمل كل الجهات والأشخاص الذين يمثلون مصالح حكومات دول أجنبية في البلاد، ويحصلون منها على أموال أو يخضعون لسيطرتها.
ويلزم القانون أولئك «العملاء» بالإفصاح عن تفاصيل العلاقة القائمة بينهم وبين حكومات الدول التي يعملون لحسابها، وذلك بهدف ضبط وتقنين الأنشطة الدعائية التي يضطلعون بها في الولايات المتحدة.
وأشارت صحيفة «بوليتيكو» - نقلاً عن وثائق رسمية أميركية- إلى أن النظام القطري قرر زيادة الأموال، التي يغدقها شهرياً على شركة «بالارد بارتنرز» من 50 ألف دولار إلى قرابة 115 ألفاً، وذلك بالتزامن على ما يبدو مع انضمام السياسية الجمهورية المرموقة إلى الشركة في وقت سابق من العام الجاري، بعد أن تركت عملها مدعية عامة لفلوريدا، وهو الموقع الذي شغلته في الفترة ما بين يناير 2011 ومطلع هذا العام.
وسلطت الصحيفة اليومية واسعة الانتشار الضوء على قائمة العملاء البارزين الذين تتولى بوندي -وهي أول امرأة تتولى منصب المدعي العام في فلوريدا- الترويج لهم وإجراء اتصالات بجهات نافذة لتحقيق مصالحهم على الساحة الداخلية الأميركية، ومن بينهم شركة «جنرال موتورز» والشركة المُنظمة لـ «بطولة دوري البيسبول الرئيسي» في الولايات المتحدة، وهي واحدة من أقدم أربع بطولاتٍ للدوري في هذه اللعبة في البلاد.
وبجانب عملها في الحملات الدعائية، تعد بام بوندي -المتخصصة في القانون الجنائي- من بين الضيوف المستديمين على شاشات عدد من المحطات التلفزيونية الأميركية الشهيرة، وعلى رأسها «فوكس نيوز» و«إم إس إن بي سي».
وبعد فوز ترامب بالرئاسة في انتخابات نوفمبر 2016، وقع اختياره على بوندي لتكون جزءاً من الفريق الانتقالي، الذي قاده نائبه مايك بينس، وشمل عدداً من المقربين للغاية للرئيس المنتخب آنذاك، ومن بينهم صهره جاريد كوشنر، الذي تُسند له في الوقت الراهن مهام حساسة على الصعيد الخارجي، خاصة بشأن الملفات المتصلة بالوضع في منطقة الشرق الأوسط.
وشنت «بوليتيكو» هجوماً ضارياً على قبول القيادية الجمهورية العمل لصالح نظام تميم بن حمد، قائلة إن هناك «تاريخاً طويلاً لانخراط جماعات الضغط وخبراء وشركات العلاقات العامة في واشنطن، في العمل لحساب حكومات، تُتهم بارتكاب فظائع»، في إشارة إلى تورط النظام القطري في تمويل التنظيمات الإرهابية، وإيواء قادتها وإفساح المجال لهم في المنابر الإعلامية المملوكة للدوحة، مثل قناة «الجزيرة».
وسبق أن اعتبرت الصحيفة شركة «بالارد بارتنرز»، واحدة من أبرز المؤسسات العاملة في مجال الدعاية والعلاقات العامة في أميركا حالياً، نظراً للصلات التي تربط بين القائمين عليها ورموز إدارة ترامب، خاصة أن الرئيس الأميركي نفسه كان من بين أهم عملاء الشركة، قبل دخوله المكتب البيضاوي في يناير 2017.
وكشفت «بوليتيكو» عن أن قائمة العملاء الحاليين لـ«بالارد بارتنرز»، والتي تشمل شركات من طراز «أمازون» و«أوبر»، تضم كذلك الحكومة التركية، التي تشهد علاقاتها بالإدارة الأميركية هي الأخرى توترات متزايدة، بفعل شراء أنقرة صفقة صواريخ دفاعية متطورة من روسيا، رغم التحذيرات التي وجهتها لها واشنطن في هذا الشأن. وبحسب سجلات وزارة العدل الأميركية، خصص النظام القطري -منذ الخامس من يونيو 2017- ميزانيةً لا تقل عن 24 مليون دولار، لتمويل جماعات اللوبي الموالية له في الدولة الأكبر في العالم، وهي الجماعات التي يجري التواصل معها من خلال 23 من شركات الدعاية والعلاقات العامة الأميركية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©