الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإتيكيت» ينقذ الحياة الزوجية بحبل من الود

«الإتيكيت» ينقذ الحياة الزوجية بحبل من الود
31 يوليو 2010 21:01
قد يستهين البعض بأهمية «الإتيكيت» في الحياة الزوجية، وقد يستهجنه البعض الآخر ويعده إهانه للرجولة، وثقافة غريبة مستوردة لا تتماشى مع العادات والتقاليد العربية، في حين ان الجهل به ورفض ممارسته يقف وراء 94% من حالات الطلاق فى الإمارات.. هذا ما يجزم به أحد خبراء هذا الفن.. خليفة المحرزي، استشاري الأسرة. يؤكد المحرزي أن الإتيكيت لا يهدف الى تدليل جنس دون الآخر، وانما يحبذ التعامل بشياكة مع الآخرين. الكلمة من أصل فرنسي، وهى تتضمن سلوكيات كان يتعلمها أفراد الطبقة المخملية لتحسين علاقتهم بالآخرين، من خلال حسن التصرف بهدف الحصول على احترام الذات وتقدير الغير. وفى الموسوعة البريطانية تعني الكلمة السلوك الذي يساعد الأشخاص على الانسجام والتلاؤم مع بعضهم البعض، ومع البيئة التي يعيشون فيها. ويشير الخبير الأسري إلى أنَّ كثيرين يعتقدون خطأ أنَّ الإتيكيت سلوك غربي، وأن التزام العربي به يعني تقليداً أعمى من جانبه لأبناء النصف الآخر من الكرة الأرضية. مع ان الواقع ليس كذلك، ذلك أن 99% من آداب الاتيكيت التي ذكرت في الموسوعات الأجنبية، مصدرها التراث الإسلامي، ولو تأملنا التاريخ سنجد ان الاتيكيت ظهر كفن في بلاد الاندلس، حيث تتلمذ الكثير من ابناء الطبقة المخملية في أوروبا، واكتسبوا السلوكيات التي يتعامل بها الملوك والامراء، وقاموا بتطويرها فيما بعد، وخصصوا لها مدارس ومعاهد خاصة فقط لتدريسها، حتى اصبح أصل الكلمة ملتبساً ومتداخلاً مع المفهوم الغربي. الأمية ونقص الوعي حول السبب الذي يدفع الرجل الشرقي للاستهانة بالاتيكيت، يقول المحرزي: بيئتنا العربية لا تبدي اهتماماً بهذه المسائل، ربما بسبب العادات والتقاليد التي يتمسك بها الرجل الشرقي، هذا الى جانب ارتفاع نسبة الأمية في العالم العربي وما ترتب على ذلك من نقص الوعي الفكري والسلوكي بطريق تعامل الزوجين مع بعضهما البعض، كما أن ثمة نسبة كبيرة تستهجنه وتعده إهانة للرجولة. ويضيف محدثنا: للأسف نسبة كبيرة من الرجال والنساء في المجتمع العربى لا يفهمون أن الاتيكيت نظام حياة وممارسة يومية، كما هو في الغرب، حيث يحرص الأفراد هناك على ترك آثار إيجابية في التعامل مع الآخرين، لأنهم يمتلكون الوعي ويربون أبناءهم على مفهوم الإتيكيت، في حين يتخذه البعض عندنا قناعاً فقط ليظهروا بشكل جيد في المناسبات، أو خلال فترة الخطوبة، اذ يحترفه غالبية الشباب والفتيات لكنه سرعان ما يختفي بعد الزواج. وحول خطورة هذه القضية والتداعيات الناجمة عنها يقول المحرزي: هي السبب في وجود حوالي 70% من حالات الطلاق العاطفي في دولة الإمارات، فالرجل يفتقد الى «الاتيكيت الثلاثي»: توفير الوقت والمشاعر والمادة، ويعتبر هذا الافتقاد بمثابة السبب الرئيسي للطلاق، ناهيك عن غياب مفهوم الثقافة اللمسية، وطرق الدعم والمساندة، فالرجل لا يعرف كيف ينظم وقته ويوازن بين عمله وعائلته وهواياته، ونسبة كبيرة من السيدات تعانين من التصحر العاطفي والطلاق النفسي مع أزواجهن، كما أن الرجل الشرقي لا يعرف كيف يستثمر الجوانب المادية لتعزيز علاقته الزوجية، من خلال الإغداق على شريكة حياته بالهدايا، أو دعوتها لتناول الطعام في الخارج، وتلبية احتياجاتها البسيطة. ويرفض المحرزي تحميل الرجال بمفردهم المسؤولية عن هذا الوضع حيث يقول: الرجل والمرأة كلاهما مسؤول عن الظاهرة موضع الشكوى، و87% من الأزواج يشتكون من سوء استقبال زوجاتهم لهم، ومن خلال دراسة قمت بإجرائها وجدت أن 7 من كل 10 رجال يفضلون استقبال أطفالهم الصغار اكثر من زوجاتهم، حيث يبادر الصغار الى الابتسام في وجوههم، والارتماء في احضانهم فور دخولهم المنزل، على عكس الزوجة التي إما ان تكون مشغولة بأمور المنزل، او تبادر باثارة المشاكل التي تصادفها وربما تسبب النكد، وفي تقديري أن مهارة استقبال شريك الحياة عند دخول المنزل مهمة للغاية، ولكن للاسف تجهلها نسبة كبيرة من السيدات، ولا يدركن أن أول 180 ثانية من لحظة دخول الزوج الى المنزل حاسمة في إثارة مشاعره بالإيجاب أو السلب. عن الحد الذي يلتزم به الرجل الإماراتي في تطبيق الإتيكيت على سلوكه اليومي يقول المحرزي: يهتم الرجل الإماراتي بحسن مظهره وهندامه، وبأن يترك انطباعاً ايجابياً لدى الآخرين، كما انه يتمتع بذكاء اجتماعي اكتسبه من البيئة التى يعيش فيها اذ تضم عشرات الجنسيات الاجنبية المختلفة واحتكاكهم بالثقافات الاخرى، ولكنه يفتقد الى احدى اهم ادوات الاتيكيت حاله حال الرجال عامة، وهي مرافقة الزوجة فى كل الاماكن التي تهتم بها، او تحتاج التردد عليها مثل العيادات الطبية او الاسواق او التجمعات العائلية، على الرغم من ان الاهتمام بها يسبب الرضا لشريكة حياته. أما بالنسبة للمرأة على هذا الصعيد فيقول المحرزي: هي تحرص على تعلم واكتساب المهارات التي تساعدها على رفع مستواها الاجتماعي وبالشكل الذي يؤدي الى ترك انطباع جيد لدى الآخرين، وقد لمست ذلك بنفسي اذ ان غالبية من يحضر دورات الاتيكيت نساء، ولكنها تفتقد ايضا الى مهارة التعامل مع شريك حياتها، ولو اكتسبت هذه المهارة لحصل تغيير ايجابي كبير في حياتها. شروط البروتوكول حول السلوكيات التي يجدر بالرجل ممارستها حتى تنطبق صفة الملتزم بروتوكولياً، يقول الخبير الأسري: يجب عليه الا يسبق المرأة عند ركوب السيارة مثلا، بل يجب عليه أن يفتح لها الباب لتجلس اولاً، ولا يجوز للرجل أن يمد يده لمصافحة المرأة، وعليه أن يختار كلماته بعناية حينما يتحدث معها، وان ينظر لزوجته أثناء الكلام معها، وان يتكلم بلطف وبصوت معتدل، يجب ايضاً على الرجل مساعدة الزوجة في أعمال المنزل ومفاجآتها بالهدايا. وبالنسبة للسيدة فالمطلوب منها الاهتمام بأناقتها وجمال مظهرها في كل الأوقات، وان تسعى دائماً الى ترميم الثغرات العاطفية التي تخلفها المشاحنات والمصادمات، والتي تولد الكثير من الفجوات، والابتعاد عن نقل الأخبار وحفظ أسرار الزوج. وحول ما إذا كانت دورات تعلم فن الاتيكيت التي تنظمها المؤسسات المعنية بالاسرة تساعد في إنهاء المشكلات الزوجية يرد المحرزي: لاشك في ذلك ليس هذا وحسب، هي تساعد كلاهما ايضا على تحليل انماط الشخصية، وكيفية ترويض المشاعر، وتعين الزوجة بصفة خاصة على متابعة زوجها والتعرف على الأمور التى يحبها ويكرهها، ومن ثم تستحوذ على قلبه وعقله، كذلك تعين المرأة على معرفة منابع الرضا لدى زوجها، وكيفية إشباع مشاعره الداخلية من خلال الدعم والتشجيع والثقة بقدراته.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©